تحصلت "الشروق اليومي" على تفاصيل ملف ال 2500 لغم مضاد للأفراد التي ستنظر في قضيتها محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، يوم11 ماي القادم والتي تؤكد وجود شبكة دولية لتهريب المتفجرات نحو معاقل الجماعات الإرهابية في الجزائر، ويقود هذه الشبكة مغاربة متخصصون في تهريب وصناعة مختلف المتفجرات والأسلحة. تؤكد هذه القضية التي ستنظر فيها السلطات القضائية، مدى التنسيق الكبير الموجود بين الجماعات الإرهابية في الجزائر والمغرب، حيث انه بعد الحصار الذي فرض على الجماعات الإرهابية النشطة في بلادنا من قبل مصالح الأمن فقد لجأت إلى تنسيق تعاونها مع بعض بارونات تهريب المتفجرات والأسلحة بالمغرب.وكشفت قضية حجز 2500 لغم مضاد للأفراد، والتي تم اقتلاعها من الحقول التي زرعها المستعمر الفرنسي على طول الحدود الغربية، أنها كانت موجهة لبعض ورشات صناعة المتفجرات بمدينة وجدة المغربية ثم يعاد شراؤها واستعمالها في مختلف العمليات الإرهابية التي تنفذ داخل الوطن. اكتشفت قضية 2500 لغم التي حجزتها مصالح الدرك الوطني في صائفة 2007 بعد الحصار الذي فرضته وحدات الجيش الوطني الشعبي على الجماعات الإرهابية، خاصة على مستوى منافذ السلسلة الجبلية بالحدود الثلاثية لولايات بسكرة، تبسة وخنشلة، وهي العملية التي استهدفت مطاردة عدد كبير من الإرهابيين، قدروا بأكثر من 40 عنصرا في تلك الفترة، وبسبب هذه المطاردة ، لجأ الارهابيون إلى منطقة وادي ميزاب وجبل أنوال بتبسة، وذلك بناء على معلومات قدمها عنصر من تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي وهو "ليبي الجنسية" تم توقيفه بينما كان متوجها إلى معاقل الجماعات الإرهابية بمنطقة بومرداس، وقد اعترف هذا الارهابي عن وجود عناصر تنشط في شبكات دولية لإدخال وتسويق أكثر من3200 قنبلة مصنوعة من ألغام مضادة للأشخاص، وهي ألغام انتزعها مغاربة وجزائريون من خط شال الاستعماري لفائدة الجماعات الإرهابية مزروعة في الحدود بين المغرب والجزائر، وخلال هذه العملية تمكنت عناصر الاستعلامات العامة للجيش من الحصول على معلومات إضافية بعد قضائها على عدد من الإرهابيين وتسجيل اعترافات بعض ممن تم توقيفهم لتباشر مصالح الاستعلامات العامة للجيش، تحقيقاتها في هذا المجال، حيث تمكنت في الأخير من إلقاء القبض على عنصرين من الجماعة الارهابية بمنطقة مغنية في صائفة 2007 مكنت في الأخير من حجز 2500 لغم. تنسيق بين الإرهابيين الجزائريين والمغاربة ما يوعز التنسيق الكبير بين الإرهابيين الجزائريين والمغاربة هو تمكن مصالح الأمن المغربية من توقيف إرهابيين اثنين بتاريخ 27 أكتوبر2007 بواحة سيدي يحيى بالمناطق الحدودية، كانوا مدججين بأسلحة بيضاء وسيوف طويلة وكميات من الأكل، وقد تمت إحالتهم على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء يوم الاثنين 29 أكتوبر2007 لتعميق البحث معهم، فيما تمكن الثالث من الفرار، إلا أن عناصر الشرطة تمكنت من اعتقاله صباح الأحد 28 أكتوبر إثر حملة تمشيطية تمت بالمنطقة كلها. وقد اعترفت هذه المجموعة بأنها كانت تريد التسلل إلى الجزائر للالتحاق بمعاقل تنظيم "القاعدة" وكانت مكلفة بمهمة التنسيق مع الجماعات الارهابية بالمغرب، وكيفية تزويد تنظيم "القاعدة بالمغرب الاسلامي" بمختلف المتفجرات التي يتم صنعها بالمناطق الحدودية بالمملكة المغربية وهو ما ثبت من خلال قيام عناصر الأمن المغربية من تفكيك عدة شبكات ارهابية وتدمير عدة ورشات لصناعة الأسلحة وخاصة القنابل التي تصنع بواسطة الألغام المضادة للبشر والتي يتم تهريبها من الجزائر بعد اقتلاعها في الشريط الحدودي.