تُواجه مصر هذه الأيام، موجةَ انتقادات لاذعة من قبل منظماتٍ تَنشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، بسبب إبادتها للمهاجرين الذين يقصدون المنطقة الحدودية لها مع إسرائيل، والتي تحوّلت إلى منطقة عبور كبرى للمهاجرين الفارين من الفقر والعنصرية. حيث قُتل مواطنٌ إريتيري أمس، برصاص الشرطة المصرية أثناء محاولته التسلل عبر المنطقة الحدودية إلى إسرائيل، ليكون ثالثَ مهاجرٍ يُقتل فى الثلاثة أيام الأخيرة، بعد الإريتيريين اللذين قتلا السبت الماضي - حسبما أفاد به مسؤول أمني مصري-. الضحية الثالثة شاب يبلغ من العمر 26 عاما، وقع تحت رصاص الشرطة المصرية وسط سيناء، فى حين، أصيب إريتيريان آخران كانا معه بالرصاص، واحد أصيب على مستوى الفخذ والآخر على مستوى الذراع، ليصل المجموع إلى 12 هالكا بداية من السنة الجارية، موازاة مع 91 آخر خلال السنة الماضية 2009. وفي حادث منفصل، ألقت الشرطة المصرية القبض على 11 مهاجرا، من بينهم أربعة إريتيريين وسبعة إثيوبيين. ويأتي هذا الإجراء، بناءً على أوامر إسرائيل ل''مصر'' حتى تتصرف معهم، خصوصا وأن نسبتهم فاقت ال80 بالمائة، فضلا عن أنها قامت مؤخرا ببناء سياج أمني على طول 250 كلم الفاصلة، حيث تقوم الشرطة المصرية المرابطة على الحدود بإبادة كل شخص رميا بالرصاص دون وجه حق، بالرغم من أن القوانين الدولية المتعارف عليها، تنص على القبض على الجناة، ومن ثمةَ تحويلهم على المحكمة التي تقضي بإبعادهم في غالبية الأحيان، بعكس ما يجري في مصر، التي تقود - على ما يبدو - ''حملةَ إبادة منظمة'' ضد الأفارقة ولصالح دولة إسرائيل، اللّتان تجمع بينهما أشياءٌ أخرى غير الحدود. وقد رسم ''نتنياهو'' خطة الحماية بتخصيص الملايين من الدولارات لبناء قسمين من السياج بطول الحدود مع مصر، أحدهما مقابل ''إيلات'' والآخر جنوب ''رفح''، وهو السياج الذي اعتبره ذات المسؤول ''أمن للدولة اليهودية، وأمان للنظام الديمقراطي فى إسرائيل''، واعدا باستمرار تقبل لاجئي الحروب، مضيفا أن هذا النزوح والتسلل، من شأنه إسقاط إسرائيل فى غياهب العالم الثالث. وأكّدت صحيفة ''هاآرتس'' الإسرائيلية، أن عدد اللاجئين الأفارقة وصل إلى عشرين ألف. وأضافت أن إسرائيل لا تطرد اللاجئين من السودان وإريتيريا، حيث يواجهون خطراً حقيقياً، وإن كانت لا تمنحهم إقامة دائمة، مشيرة أن الباقين ينحدرون من إثيوبيا، القرن الإفريقي، الكونغو ودول إفريقية أخرى.