أحصت جمعية حقوق الإنسان الأندلسية في تقريرها السنوي قدم للسلطات الإسبانية أواخر الأسبوع الماضي، في آخر تقرير لها سلمته للسلطات اطلعت ''الحوار'' على مضمونه عدد المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة الذين يتخذون من الشمال الإفريقي، خاصة الجزائر ليبيا والمغرب، منطقة عبور إلى أوروبا، حيث تمكن 15000 مهاجر سري من الأفارقة من جنسيات مختلفة من الوصول إلى ''الجنة'' الأوروبية الموعودة مرورا من الجزائر فضلا عن تسجيل وفاة 141 حراق آخر لم يسعفهم الحظ، توفيوا قبل أن يروا ''نور'' أوروبا على أرض الجزائر. وتبرز الوثيقة أن عدد الأفارقة الذين لقوا حتفهم والموثقين أي بوجود شهادات وفاة هذه السنة انخفض مقارنة مع سنة 2007 أين وصل إلى 921 حراق إلى أوروبا، بينما وصل عددهم السنة الماضية 581 مهاجر سري، وهو رقم يمثل انخفاضا كبيرا حسب نفس الجمعية. وسجلت نفس المصادر لأول مرة أكبر عدد من الوفيات في منطقة البحر الأبيض المتوسط أين وصل الرقم إلى (342)، بينما تجاوز هذا العدد رقم (239) في المحيط الأطلسي. كما أن معظم الوفيات سجلت في الجزائر التي تصدرت المرتبة ب (141) قتيل، المغرب (108)، الصحراء (93) ، وجزر الكناري (66) وإسبانيا ب ( 51) حراقا متوفيا. بيد أن جمعية حقوق الإنسان الأندلسية قدرت عدد القتلى في نفس الفترة نحو 3000 حراق لقوا حتفهم أو'' اختفوا أو قتلوا في العام الماضي في جميع طرق الهجرة غير الشرعية من إفريقيا إلى أوروبا، حسب المعلومات التي جمعتها نظرا لنشاطاتها المكثفة دون الاعتماد على الإحصائيات الرسمية، حيث أن أكثر من 75 في المائة هلكوا من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من خلال طرق سرية. وانتقدت ذات الهيئة تقديرات المنظمات الحكومية الأوروبية، لأن هذه المنظمات، حسبها، بالكاد قادرة على وضع وثيقة تضم أسماء وألقاب 581 وفاة، المدرجة في التقرير السنوي ''لحقوق الإنسان في الحدود الجنوبية''، الذي قدم أول أمس. وقال ألموندو رافائيل لارا رئيس الجمعية ''هناك أكثر من 581 جثة، بل ربما تسجيل وفاة 3000 في عام واحد لأن معظم الوفيات لا يحصلون على شهادة الوفاة دون أن يعلم أحد بهم خاصة السلطات الأوروبية''. ويضيف نفس المسؤول قائلا'' وفقا للبيانات الرسمية التي تقدمها وزارة الداخلية الإسبانية مثلا، ففي العام الماضي استرد حرس السواحل 74 جثة على الساحل الإسباني، ومع ذلك لا يأخذ في الاعتبار عداد المفقودين أو الذين قتلوا خارج المياه الإقليمية. وتقول لارا رئيس مجلس جمعية حقوق الإنسان في الأندلس أن الداخلية على سبيل المثال، تقول إن 14.634 مهاجر تم القبض عليهم قبل وصولهم إلى اسبانيا في عام .2008 لكن جمعيتنا تتحدث عن أكثر من ,15.572 أما وكالة فرونتكس الأوروبية لمراقبة الحدود وثقت 16.159 من المهاجرين غير الشرعيين، الذين وصلوا إلى جزر الخالدات والتي تم اعتراضها في البحر أو قبل ركوب الطائرة. ومازال مواطنو بعض دول العالم الثالث يحاولون جادين للخروج من قفص الفقر والخوف والحروب والاقتتال، التي تعاني منها أكثر الدول الإفريقية بالوصول إلى أوروبا طمعا في الحصول على ''الحياة الكريمة''.