هي قضيةٌ مثيرةٌ تبعث الضحك في النفوس، فبقدر ما كانت المسروقات غريبة، فإن السارق تكبد فقط عناء فعلته، ولم يستفد من الأمر شيئا. فخلال الأسبوع الفارط، تابعت محكمة الجنح في حسين داي، شابين في العشرينات من العمر بجنحة السرقة، وهي الحادثة التي تعود إلى نهاية شهر مارس، عندما كان أحد المتهمين مارا بحي المنظر الجميل في القبة على الساعة السادسة صباحا وهو في حالة سكر، بعد أن تناول كمية كبيرة من ''البيرة''، حيث لفت انتباهه حينها سيارة من نوع ''ماروتي'' مفتوحة وبداخلها كيس وقارورة خمر، ليقترب منها ويأخذ قارورة ''الفودكا''، وهو أحد أقوى أنواع الخمور - يشربه الفرنسيون بكثرة لبعث الحرارة في جسمهم - فشرب نصف القارورة، وأخذ معه الكيس، الذي اكتشف بعد ذلك بأنه يحتوي على ثياب داخلية نسائية مستعملة خاصة بالضحية، فلما أعلم شريكه الذي كان سيخبىء المسروقات بالأمر، قرر التخلص منها نظرا إلى عدم حاجتهما لها، الدفاع أكّد بأن المتهم الأول أقدم على فعلته وهو تحت تأثير الخمر، كما أن السيارة كانت مفتوحة، بينما المتهم الثاني وهو متربص يدرس صناعة الحلويات، لم يشارك في عملية السرقة، بل كان على علم بالأشياء المسروقة، ودلهم عليها، مطالبا إفادتهما بأقصى ظروف التخفيف، لأنهما شابين في مقتبل العمر، وليسا مسبوقين قضائيا، ليلتمس لهما ممثل الحق العام عاما حبسا نافذا و50 ألف دينار غرامة مالية نافذة.