كانت مجرد مزحة طريفة..أردت تسلية نفسي بها لأنني شعرت لحظتها بالملل « هي الكلمات التي استهل بها وحيد وهو المتهم في قضية التهديد التي عالجتها أمس، محكمة الجنح لدى مجلس قضاء العاصمة. حيثيات القضية حسب ما صرح به المتهم الذي لا يتجاوز عتبة ال 20 من عمره تعود إلى شهر مارس الفارط، أين كان الشاب الكائن في حي ''لانفوربا'' بالرويبة، جالسا متأملا في السيارات المارة عبر الطريق الرئيسي كون الحي يقع بمحاذاته، أين خطرت له فكرة للترفيه عن نفسه، وللتذكير أن ''وحيد'' قد تخلى عن مقاعد الدراسة منذ 4 سنوات، وهو الآن يعاني من شبح البطالة، بعودتنا إلى الوقائع ودوما حسب تصريحات المتهم فإنه ذهب إلى المنزل وأحضر لعبة شقيقه الأصغر المتمثلة في مسدس أسود بلاستيكي لا يتجاوز ثمنه 200 دج، حيث أخذه وخرج به إلى الطريق التي تنتهجها السيارات قصد تجنب الإثارة والازدحام والذي يمر عبر أراضٍ زراعية، بساتين ومسجد كبير فاختار أن يكون ذلك الموقع نظرا إلى إستراتيجيته وأن لا أحد يمر راجلا إلا نادرا، وأخذ كلما لمح إمرأة شابة كانت أو عجوزا يشهر السلاح في وجهها ويبدأ بالركض نحو السيارة، مع تهديدهن بإطلاق النار عليهن إن لحق بهن، وقد تضمنت قائمة ضحاياه 7 نسوة حضر منهن سوى اثنتين، الأولى أستاذة في الطور المتوسط والأخرى طبيبة مناوبة في المستشفى، حيث أكدتا أنهما والأخريات بمجرد أن لمحن الشاب ارتبكن وظنن بأنه مخمور، نظرا إلى التصرفات المشبوهة التي كانت تصدر منه والتي جعلتهن ينطلقن بأقصى سرعة لإنقاذ حياتهن، وقد لجأتا إلى مركز شرطة الرويبة لتقديم بلاغ وشكوى، أين توجهت مصالح الأمن وبسرعة إلى عين المكان والتي وجدت الشاب في الموقع لكن دون سلاح، لأنه بمجرد أن لمح ''وحيد'' الشرطة خبأه داخل المزبلة تفاديا للمشاكل، لكن الشرطة وجدته واكتشفت أنه غير حقيقي، ومع هذا ألقت عليه القبض وحققت معه وحولته إلى المؤسسة العقابية في انتظار أن يحوّل إلى المحكمة، والتي بدورها أجلت الفصل في القضية إلى أول أسبوع من شهر أفريل الجاري، وإلى ذلك الحين يبقى الشاب رهن الحبس.