هكذا تلقي الزوجة، هذه القنبلة التي تُفجّر غضب الزوج، وتُبدد ما تبقى في نفسه من حلم، فيندفع ملقياً قنبلة أخرى، في مواجهة قنبلة زوجته فيطلقها. وتصحو المسكينة، مذهولة، مفجوعة، وقد فاجأها زوجها، بتطليقها كما طلبت، وتندم بعد ذلك، حيث لا ينفع الندم. عزيزتي الزوجة، احذري هذه العبارة، احذفيها من قاموسك، ألغيها، أبعديها عن لسانك، اجعليها عبارة محرّمة، فقد نهاك عنها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة". أرأيت أختي الزوجة، كيف أن هذه العبارة، تحرمك الجنة وتبعدك عنها ؟ ألا تستحق هذه العبارة منك، الاهمال والنسيان والإبعاد؟ وأنت عزيزي الزوج، إذا صاحت فيك زوجتك وقالت لك: "إن كنت رجلاً .. طلّقني"، فابتسم في وجهها، مهما كنت غاضباً وقل لها: بل أنني رجل، فلن أطلّقك. أجل، فالرجل القوي، هو الذي يملك نفسه عند الغضب، هو الذي يصبر على زوجته إذا غضبت، ويصبر عليها إذا ثارت، مقتدياً في هذا بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم . وأعود إلى أختي الزوجة، لأحدثك عن امرأة، انفصلت عن زوجها منذ سبع سنوات، أخبرتني أن هناك محاولات الآن لعودتها إلى زوجها، وعودة زوجها إليها، سألتها عن سبب انفصالها، فقالت لي: أنا السبب، فقد ألححت في طلب الطلاق، لكنني الآن نادمة، ليتني لم أطلب منه الطلاق، ولم أضيّع سبع سنوات من عمري. حين كانت هذه السيدة تتحدث إليّ، والعبرة تخنق صوتها، تمنيت لو أن كل زوجة استمعت معي إليها، لتدرك شدة الندم، الذي تشعر به، وتحس بالمرارة، التي تمتزج بكلماتها . أختي الزوجة، احرصي على بيتك، ولا تهدّميه بيدك. أتمنى دوام المحبة والسعادة، بين كل زوج وزوجته. نور