قال مواطن كان على متن حافلة للنقل الريفي، تعمل على خط سيدي عيش أكجان، أوقفها الإرهابيون مباشرة بعد تنفيذهم لعملية اغتيال المقاومين السبعة بقرية أفليح، أن الإعتداء الإرهابي كان مخططا له أن تكون نتائجه أهول وأكبر بكثير، لولا أن الحافلة الثانية للمقاومين، الذين يضمنون تأمين عمال شركة تركية مكلفة بإنجاز مشروع للطاقة الكهربائية ذات الضغط العالي، تأخرت عن الوصول إلى موقع الكمين، مضيفا أن الإرهابيين أوقفوا حافلة أخرى للنقل الريفي وأنزلوا المسافرين منها، وسلبوا منهم هواتفهم النقالة وووثائق الهوية، ووزعوا عليهم مناشير يدعون من خلالها سكان بلدية أكفادو، إلى تجنب الإقتراب من غابات المنطقة التي لغموها بالقنابل. وذكر المتحدث في شهادته ل"النهار"؛ أن سائق الحافلة قد أطلق سراحه من قبل الإرهابيين، قبل أن يقوموا بوضع قنبلتين غير بعيد عن مكان المجزرة، لتنفجر بعد وقت من تنفيذ المجزرة، وتسفر عن إصابة 4 جنود كانوا على متن شاحنة عسكرية، تدخلت مباشرة عقب الإعتداء، بجروح. وقال الشاهد الذي عاش لحظات من الرعب؛ أن الإرهابيين الذين كانوا يرتدون بذلات عسكرية ومدججين بأسلحة آلية، استولوا على أسلحة الضحايا، المتمثلة في أسلحة صيد عيار 14 ملم، قبل أن يختفوا عن الأنظار وسط أدغال القرية في اتجاه غابات أكفادو. "ربيع هذه السنة سيكون أسودا على الإرهابيين في بجاية" تعالت صيحات ودعوات الثأر للدمويين من كل قرى المنطقة التي تشمل بلديات شميني، أكفادو، أدكار، تيفرة، تينبدار، تيبان وسيدي عياد بولاية بجاية، خلال تشييع جثامين الضحايا أول أمس. وردد المواطنون شعار أن ربيع هذه السنة، لن يكون بردا وسلاما على عناصر الجماعة السلفية، بل سيكون ربيعا أسودا بكل ما تحمله الكلمة من معان. وعبّر عدد من المواطنين الغاضبين خلال مراسيم تشييع الجنازة، عن عزمهم على تطهير منطقة القبائل من فلول الإرهاب عن طريق التجنيد واليقظة، ومشاركة القوات الأمنية حربها على الإرهاب، فيما راح عدد من تحدثنا إليهم، إلى القول بأن إلحاح حركة "العروش" سنة 2002، على طرد فرق الدرك الوطني من منطقة القبائل، كان وراء تفشي الجريمة المنظمة وتسلل الإرهابيين إلى غابات المنطقة المعروفة بكثافتها، لتتحول إلى معاقل للإرهاب يستغلونها كقيادة أركان لهم.