اجتمعت اليوم الأحد بالجزائر العاصمة اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني في دورتها الأولى بعد انعقاد المؤتمر التاسع للحزب وذلك تحت إشراف الأمين العام عبد العزيز بلخادم و يتضمن جدول أعمال الدورة تقديم و مناقشة النظام الداخلي للحزب والنظام الداخلي للجنة المركزية قبل المصادقة عليهما إلى جانب تقديم القائمة الاسمية لأعضاء المكتب السياسي للحزب، و في كلمة ألقاها عند ابتداء أشغال الدورة أوضح بلخادم ان المكتب السياسي هو "الميدان الحقيقي الذي يترجم على ارض الواقع برنامج الحزب و أهدافه" اذ هو --كما قال-- "هيئة تنفيذية و مجموعة للتفكير و الاقتراح و الاستشراف". و أضاف ان المكتب السياسي "قيادة تحقق الانسجام و التكامل و تتعاطى مع القضايا الحزبية و الوطنية بشكل يجعلها متواصلة مع القواعد الحزبية و مع ما يتعلق بالحياة اليومية للمواطن و التصدي بالاقتراح لحل مشاكله قبل استفحالها لتصبح وسيلة للابتزاز أو المزايدة الإعلامية و السياسية"و أكد أيضا ان مسؤوليات المكتب السياسي "مرتبطة بشكل مباشر بما يعتزم الحزب القيام به و في إحداث فضاءات تغطي بشكل منتظم كل الرهانات المستقبلية للحزب و تجعل من المكتب السياسي نواة عمل تتكامل في إطارها الجهود و تتوحد المواقف بما يترجم على ارض الواقع". و في هذا الشأن قدم بلخادم خلاصة عن الفضاءات التي يعتزم الحزب النشاط فيها منها الفضاء الاقتصادي الذي قال بخصوصه ان الحزب سينظم لقاءات تشاورية تضم متعاملين اقتصاديين و مستثمرين للمساهمة في تحقيق البرنامج الاقتصادي و الاجتماعي للحزب. كما يتطلع حزب جبهة التحرير الوطني إلى فتح الأبواب أمام الإطارات السامية الوطنية لتعبر عن أفكارها و آراءها إذ يريد --كما أوضح السيد بلخادم-- ان يكون "المنبر الذي يبرز كل الطاقات ذات القدرات التي توظف و بشكل علمي في خدمة النهوض الوطني"، و أشار إلى ان الحزب سيضع تحت تصرف الإطارات و المتعاملين الاقتصاديين قاعاته لتضم "مواعيد أسبوعية تناقش فيها كل المواضيع الوطنية التي تستحق النقاش". و من جهة أخرى ابرز بلخادم ان تشكيلته السياسية ستواصل العمل من اجل ترقية المرأة و فتح المجالات أمامها في العمل السياسي كما ستولي اهتماما بالشباب و كذا بجاليتنا في المهجر، و بهذا الصدد قال بلخادم ان الحزب سيولي الشباب "العناية التي يستحقها" لحل مشاكله و سيعمل أيضا على "تصحيح مفاهيمه و تحميله المسؤولية ليصبح شريكا كاملا في صنع مستقبل الوطن و قادرا على مواجهة التحديات التي تفرضها عملية التغيير المتواصلة في المجتمع و تلك التي تفرضها متغيرات العالم". أما عن الجالية الجزائرية في المهجر فأوضح الأمين العام للحزب ان هذا الأخير سيوليها مزيدا من الاهتمام و سيسعى إلى الاطلاع على "ما تعانيه" من مشاكل يومية خاصة في أوروبا و أمريكا. و اعتبر ان معاناة الجالية الجزائرية في المهجر "أصبحت تأخذ إبعادا خطيرة تتميز بالعنصرية و التعصب و الدوس حتى على الحريات الخاصة التي يدعون قدسيتها". و على صعيد آخر دعا السيد بلخادم أعضاء اللجنة المركزية إلى "مزيد من التواصل و الانفتاح مع المواطنين" و الاستعداد "فعلا و بكثير من الثقة بالنجاح" للاستحقاقات القادمة و كذا "الابتعاد عن المصالح الشخصية"، و قبل ذلك كان بلخادم قد تطرق الى المؤتمر التاسع للحزب الذي انعقد شهر مارس الماضي مشيرا إلى ان الحزب "متمسك" بالرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للمؤتمر "كمرجعية". و لم يفوت الفرصة للحديث عن "الانجازات" الوطنية المحققة خلال السنوات الأخيرة منها "المصالحة الوطنية و عودة الأمن و الاستقرار و الطمأنينة لجميع المواطنين" و قال أيضا ان المؤتمر التاسع حمل الحزب "مسؤولية" ترجمة كل النصوص المنبثقة عنه على ارض الواقع "بروح وطنية عالية و بتوحد في الفكر و العمل و بإصرار على إنهاء كل السلوكيات التي تعرقل العمل الحزبي و تكرس الرؤية الشخصية التي --كما أكد-- لم يعد لها مكان في مستقبل العمل الحزبي"،و أوضح في هذا الصدد ان الهدف الأساسي للحزب اليوم هو "تسجيل نقلة نوعية في العمل الحزبي و تغييرا جذريا في الممارسة و التسيير مسايرة للزمن في تطوراته والواقع في متغيراته و العصر في تعقيداته التكنولوجية". و أكد من جهة أخرى ان الحزب عازم على "متابعة و مراقبة" المنتخبين في مختلف المجالس و في هياكل الحزب و ذلك "حتى يؤدوا دورهم بفاعلية أكثر تجسيدا للالتزامات المعبر عنها خلال الحملات الانتخابية". و قال في الأخير ان الحزب يعتزم العمل على "المزيد من الانتشار و التجذر و استقطاب الكفاءات و القدرات و الطاقات حتى يستعيد ديناميكيته التي تعتمد على كل الشرائح التي تبقى القوة الدافعة لإحداث النقلة النوعية في الانفتاح الذي يستجيب لطموحات الحزب كقوة سياسية أولى". للاشارة تتواصل اشغال اللجنة المركزية البالغ عدد أعضائها 351 عضو ظهر اليوم و سينشط الامين العام للحزب عقب ذلك ندوة صحفية بمقر الحزب غدا الاثنين.