ستطرح على العدالة مرة أخرى، قضية إبرام صفقات مخالفة للتشريع ومضرة بالإقتصاد الوطني، تخص تقاضي أجرة وفائدة بمناسبة تحضير وتنفيذ صفقات عمومية، تبديد أموال عمومية والرشوة بالنسبة إلى 12 متهما، جرم المشاركة في ارتكاب الأفعال المذكورة ل4 متهمين، وجرم المشاركة في تقاضي أجرة وفوائد بمناسبة تحضير وكذا تنفيذ صفقات عمومية والمشاركة في الرشوة ل3 متهمين. وكان ذلك من خلال فتح تحقيق بخصوص نشاطات المموّن ''راتكو ratco'' ذو الجنسية الإسبانية، والوسيط بين المؤسسات الجزائرية المختصة في مجال صناعة النسيج ومنتجي المادة الأولية لهذه المادة على مستوى أمريكا اللاتينية. وتفيد المعطيات الخاصة بهذه القضية بأن هذا المتعامل الأجنبي كان يقوم بجلب مسؤولي القطاع للتعامل معه عن طريق إغرائهم بالعطايا والأموال، خاصة وأن الشركات الوطنية المتخصصة في نشاط النسيج قد تعاقدت مع هذا الأخير واستفاد موظفوها ومسؤولوها من امتيازات شخصية، فانطلاقا من هذه المعطيات والمعلومات حصرت عناصر الضبطية القضائية، المؤسسات التي تعاملت مع المؤسسة الإسبانية المذكورة، ويتعلق الأمر بكل من كوفرتاكس ،أوناديتاكس، كوتيتاكس، صواتاكس، إيكوتاكس وإناديتاكس. بداية التحريات كان دفتر الصكوك الخاص بالمسمات ''ع،غنية'' زوجة ''ب،محمد'' مسؤول دائرة files et fibres في مؤسسة enaditex الصادر عن البنك bnp Paribas الفرنسي، والذي يفيد أن صاحبته تملك حسابا في البنك المذكور واستقبلت فيه مبالغ مودعة من طرف شركة ''راتكو''، وتمثلت في 34 ألف » دوتش مارك « وأزيد من 74 ألف فرنك سويسري و35 ألف دولار أمريكي، إلا أن المتهم ''ب ،محمد''، كشف عن علاقة خفية تربطه بمؤسسة راتكو الإسبانية القائمة على تسريب معلومات، بخصوص احتياجات مؤسسة ''أوناديتاكس'' مقابل مبالغ مالية كرشاوٍ، مؤكدا أن السبب في نشأة هذه العلاقة هو زميل قديم له تم طرده من المؤسسة، كان يطلب منه بعض المعلومات الخاصة باحتياجات المؤسسة من مواد أولية والثمن ونوع المواد المستوردة مقابل مبلغ مالي، قبل أن يخبره بأنه يعمل لصالح مموّنين إسبان، وبعد إعادة هيكلة مؤسسة كوتاك إلى ناديتاكس وترقيته إلى منصب نائب مدير مكلف بعمليات الإستيراد، ازدادت تعاملاته مع المدعو ''كابو'' وأصبح يستقبل الأموال، من جهة المتهم ''ل،يوسف'' مدير التموين في مؤسسة كوتيتاكس الأغواط، بتعامله مع المتعامل ''راتكو'' الذي أغدقه بالهدايا، وبعد لقائه بالمدير التجاري المتهم ''ط،يوسف ''، أمضيا عقد التوريد القطن نيابة عن الرئيس المدير العام المتهم ''ع،محمد'' مقابل صكوك وأنه قام بتزوير وكالة. كما توصلت التحريات إلى تأكيد عدة مسؤولين في مؤسسات النسيج في عمليات الرشوة والتعاقد مع المتعامل ''راتكو''، بشكل يخرق قواعد المنافسة ويخل بالأحكام المنظمة للصفقات، كما توصلت إلى أن جل المسؤولين قد استفادوا من إقامات في برشلونة ومن هدايا وأموال من باب الرشوة مقدمة من ''راتكو''، ويتعلق الأمر بكل من المدير العام لمؤسسة كوتيتاكس الأغواط ''ع،محمد'' و''ب،أحسن'' مدير إيناديتاكس''، ''س،موسى''، ''س،بلقاسم'' مديري كوفرتاكس تيسمسيلت و''د،إبراهيم'' مدير'' التموينات كوفرتاكس، الذي تم مواجهته بفاتورة إسبانية باسمه مقابل رشوة تزيد عن 100 مليون سنتيم، إذ اعتبر الأمر مكيدة وذلك بعد دحض تصريحات المتهم ''ح،ع''، كما أثبتت التحريات مسؤولية لجنة الصفقات المكلفة بدراسة ملفات الإستيراد التي كان يترأسها المتهم ''ش،حميد''، أمام المتهم ''أ،يوسف'' كان يقوم بإغراء مسؤولي القطاع ودفعهم إلى التعاقد مع المؤسسة الإسبانية مقابل امتيازات شخصية، أما المتهم ''م،مالك'' فقد أخذ رشوة تزيد عن 250 ألف دولار أمريكي، وأمام هذه الوقائع تمت إدانة البعض وتبرئة 5 متهمين من الجرم المسند إليهم، إلا أن بعض المتهمين أعادوا فتح ملف القضية أمام محكمة سيدي امحمد لظهور أدلة جديدة، في انتظار ما ستكشفه الجلسة خلال الأيام القليلة القادمة.