التمست النيابة العامة، أمس، بالغرفة الجزائية بمجلس قضاء العاصمة، رفع العقوبة عن 22 إطارا بمؤسسات النسيج الوطنية وجعلها تتراوح بين عامين و8 سنوات حبسا نافذا بعد تورطهم في قضية إبرام صفقات مخالفة للتشريع ومضرة بالاقتصاد الوطني، حيث كان المتهمون يتقاضون أجرة وفائدة بمناسبة تحضير وتنفيذ صفقات عمومية، تبديد أموال عمومية والرشوة. القضية عادت إلى أروقة المحاكم بعد معارضة عدد من المتهمين للأحكام الأولية الصادرة عن المحكمة الابتدائية والتي سلطت ضد المتهمين أحكام متفاوتة تراوحت ما بين 5 سنوات و6 أشهر حبسا نافذا، على خلفية قبضهم رشاوى من طرف الممون ''راتكو''ئمن جنسية إسبانية والوسيط بين المؤسسات الجزائرية الخمس المختصة في مجال صناعة النسيج وهي ''كوفرتاكس، أوناديتاكس، كوتيتاكس، صواتاكس، إيكوتاكس''، وبين منتجي المادة الأولية على مستوى أمريكا اللاتينية. القضية تحركت بناء على رسالة مجهولة مفادها أن مسؤول وحدة الألياف والخيوط بمؤسسة النسيج ''ايناديتكس'' يشتبه في تورطه في عملية تبديد للمال العام التي يتم تحويلها إلى حساب زوجته، وعليه باشرت مصالح الأمن تحرياتها التي توصلت إلى أن المسماة (ع،غ) زوجة المتهم (ب.م) تملك حساب في بنك ''بي انبي باريباس''، وقد ضخ فيه مبالغ مودعة من طرف شركة ''راتكو'' وتمثلت في 34 ألف دوتش مارك وأزيد من 74 ألف فرنك سويسري و35 ألف دولار أمريكي. وعليه تم استجواب المعنية بالأمر التي نفت ذلك، مؤكدة أن زوجها المسؤول عن الحساب، هذا الأخير كشف عن علاقة خفية تربطه بمؤسسة ''راتكو'' الإسبانية القائمة على تسريب معلومات بخصوص احتياجات مؤسسة ''أوناديتاكس'' مقابل مبالغ مالية كرشاوى، مؤكدا أن السبب في نشأة هذه العلاقة هو زميل قديم له تم طرده من المؤسسة كان يطلب منه بعض المعلومات الخاصة باحتياجات المؤسسة من مواد أولية والثمن ونوع المواد المستوردة مقابل مبلغ مالي قبل أن يخبره بأنه يعمل لصالح ممونين إسبان، وبعد إعادة هيكلة مؤسسة ''كوتاك'' إلى ''ناديتاكس'' وترقيته إلى منصب نائب مدير مكلف بعمليات الاستيراد ازدادت تعاملاته مع المدعو ''كابو'' وأصبح يستقبل الأموال من طرف المتهم (ل.ي)، مدير التموين بمؤسسة ''كوتيتاكس'' بالأغواط بتعامله مع المتعامل ''راتكو'' الذي أغدقه بالهدايا وبعد لقائه بالمدير التجاري المتهم (ط.ي) أمضيا عقد توريد القطن نيابة عن الرئيس المدير العام المتهم (ع.م) مقابل شيكات وأنه قام بتزوير وكالة. كما توصلت التحريات إلى تورط عدة مسئولين بمؤسسات النسيج في عمليات الرشوة والتعاقد مع المتعامل ''راتكو'' بشكل يخرق قواعد المنافسة ويخل بالأحكام المنظمة للصفقات كما توصلت إلى أن جل المسؤولين قد استفادوا من إقامات ببرشلونة ومن هدايا وأموال من باب الرشوة مقدمة من ''راتكو'' ويتعلق الأمر بكل من المدير العام لمؤسسة ''كوتيتاكس'' الأغواط، مدير ''إيناديتاكس ''، مدير ''كوفرتاكس'' تيسمسيلت ومدير التموينات ''كوفرتاكس'' الذي تم مواجهته بفاتورة إسبانية باسمه مقابل رشوة تزيد عن 100 مليون سنتيم، إذ اعتبر الأمر مكيدة من المتهم (ح.ع)، كما أثبتت التحريات مسؤولية لجنة الصفقات المكلفة بدراسة ملفات الاستيراد التي كان يترأسها المتهم (ش،ح). أما المتهم (أ.ي) فكان يقوم بإغراء مسؤولي القطاع ودفعهم للتعاقد مع المؤسسة الاسبانية مقابل رشاوى.