أكتب لك هذه المشكلة التي تؤرقني، أملاً في أن أجد حلاً لها. شقيقي الأكبر موظف في منصب مرموق، ولا ينقصه شيء لو رغب بالزواج، وهو فعلا يريد بشدة أن يفعل ذلك، تلبية لرغبة الوالدين، وقد طلب منا أن نختار له عروسا، فسارعنا بالأمر في المهمة، إلا أنه غريب فهو يريد أن يعذب نفسه بأي شكل، لأننا كلما عرضنا عليه فتاة لابد أن يُظهر فيها عيبا، ويكون عيبا تافها، فإما أنه لا تعجبه العائلة، أو لا تعجبه طريقة تواصلهم مع الغير، مع أننا نختار له أحسن الفتيات والعائلات، لكنه يترفع دائما ويقول إنهم لا يجاملونني أمام الناس، وإما أن يقول إن عائلتها ليست ذات نسب رفيع مثل عائلتنا، مع أننا غالبا لا نعرض عليه إلا من أقاربنا، ولكن للأسف النتيجة واحدة لا شريك لها. كلها أعذار سخيفة، والمثير أنه يرغب بالزواج لكنه يناقض نفسه، كنت في البداية لا أهتم بأمره، حتى جاء اليوم الذي اكتشفت فيه أنه من هواة المواقع الإباحية على الأنترنيت، ليس ذلك فحسب فهو مشترك في البعض منها، كانت صدمة بالنسبة لي عندما رأيت ما رأيت، لأنني لم أتوقع أن يصل به الحد إلى هذا الانحطاط الخلقي، علما أنه شخص من النوع الذي يؤنبه ضميره، متحفظ بعض الشيء ولا يبدو عليه أنه يسلك مثل هذا الطريق المشبوه، الظاهر أن تأخره في الزواج جعله يفعل ذلك، مما جعلني أكثف البحث له عن عروس، خوفا عليه من الضياع . للأسف أصبح مضطربا، شارد الذهن، يغضب ويتضايق بسرعة، هذه المشكلة التي تحيرني و تؤرقني كثيرا، فأرجوا أن تساعديني، وجزاك الله خيرا. نسيمة / سور الغزلان الرد: إني أفتخر بك عزيزتي لحرصك وغيرتك على الحرمات، وهذا الحرص دليل الاستقامة، أما المشكلة التي طرحتيها فهي حقا من المشاكل التي باتت تؤرق الأغلبية، فلقد تسبب الاستخدام السيء للإنترنت في هدم الأسر، وبعثرة شملها بعد التئام، كما تسبب في زيادة الضلال والانتكاس. وهنا سوف أحاول أن أضع أمامك مجموعة من الخطوات حاولي أن تتابعيها واحدة واحدة. اقتربي من نفس أخيك أكثر، بالتقليل من عتابه والإكثار من الثناء عليه والافتخار بمميزاته التي ترينها، حتى يرتاح للجلوس معه ، وحاولي إقحامه في أمورك الخاصة، التي ليست أسرارا لا يصح أن يطلع عليها مثله، واعملي بمشورته إذا رأيت فيها خيرا، وأخبريه بالنتائج، واستمري في هذه الخطوة حتى تشعري بأنه بدأ يحب أن يستشيرك هو في أموره الخاصة، وخلال ذلك اسأليه عن حاله، وعن سبب ضيقه بالآخرين أو حتى بنفسه دون إلحاح . افتحي الموضوع معه وأنتما بمفردكما، وأغلقي الحديث العام في المنزل تماما، حتى لا تقعوا في إحراجه ومن ثم استمرار عناده، تنبهوا إلى أمور في غاية الأهمية قد تمنع من الزواج، كالعجز الصحي، أو الاعتقاد بفشل الزواج .إذا تأكدت من أثر المواقع الإباحية على أخيك، فعظيه في نفسه موعظة بليغة، ولو أن تبكي أمامه ليقلع عن متابعة هذه المفاسد التي تحرك الجماد، فكيف لا تفتن الشباب، وعليك بالأشرطة النافعة في هذا الاتجاه، ثم حاولي أن تقنعيه بشتى الطرق المناسبة، لإخراج الإنترنت إلى الغرفة العامة التي يجتمع فيها أفراد العائلة، حتى يفوت على نفسه تلك الفرص، ليبعد عنه همزات الشيطان. عليك في كل خطوة تقومين بها تدعيمها بالدعاء إلى الله، فإن الله وحده بيده مفاتيح القلوب . ردت نور .