قيادة دروكدال تحفظت عن نشر الشريط المصور لبشاعة الجريمة أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيزي وزو أمس، في حق الإرهابيين "ق.ر" و"ص.م" اللذين قاما باغتيال حارس بمؤسسة عقابية بتيزي وزو، حكما غيابيا بالإعدام بتهمة تكوين جمعية إرهابية مسلحة، القتل العمدي، الاختطاف من أجل فدية. وقد أيدت هيئة المحكمة التماسات النيابة التي طالبت بتسليط أقصى العقوبات، الإعدام لمنفذي هذه الجريمة البشعة في حق الضحية محمد سعيد مرسلي الذي كان يشتغل عون أمن بسجن تيزي وزو. وكانت قيادة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قد تحفظت عن بث شريط مصور عن العملية البشعة خوفا من تداعياتها في منطقة القبائل التي ينحدر منها الحارس، حيث تعد أهم معاقل التنظيم بالمنطقة الثانية. وسرّب تائب هذا الشريط المتداول بين أفراد التنظيم كوسيلة لتلقينهم "فنون الذبح" وهو منهج معتمد من طرف القاعدة في بلاد الرافدين تحت إمارة أبو مصعب الزرقاوي وقبلها تنظيم "الجيا" تحت إمارة عنتر زوابري. وتعود القضية إلى ليلة 31 ديسمبر من العام 2005 حين اقتحمت مجموعة إرهابية تنشط تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال بإمارة عبد الحميد سعداوي "يحيى أبو الهيثم. أمير المنطقة الثانية آنذاك حانة تقع بضواحي تيقزيرت بولاية تيزي وزو، حيث قامت باختطاف الضحية ومالك الحانة الذي أطلق سراحه فيما بعد بفدية قدرتها أوساط مختلفة بحوالي مليار سنتيم، وبعد أيام وخلال عملية تمشيط قامت بها قوات الجيش تم العثور على جثة حارس السجن مغتالا ذبحا وقد تعرفت عائلته على هويته. وفي سياق تسليم إرهابي كان ينشط ضمن الجماعة التي نفذت الاغتيال لنفسه، أثيرت القضية مجددا من طرف أجهزة الأمن، وكان بحوزته شريط فيديو عن الجريمة التي قالت بشأنها أنه يشعر "بجرم كبير" إزاء حادثة ذبح شنيعة راح ضحيتها مرسلي محمد السعيد عون المؤسسة العقابية بتيزي وزو وهي الجريمة التي شارك فيها من بعيد. وقال "التائب" في رسالة وجهها إلى مواقع الصحف "أدعو الله أن يغفر لي ذنبي لقد قتلنا مسلما وسفكنا دمه بغير حق"، وأضاف "أرجو من الله العلي القدير أن يغفر لي ذنبي وأن يهديني إلى الصراط المستقيم"، وقال إنه يشعر بالندم ولم يعد يشعر براحة الضمير منذ حادثة قتل حارس المؤسسة العقابية بتيزي وزو. ويحمل الشريط صور مراحل تصفية المختطف بذبحه وقطع رأسه بطريقة بشعة قام بها أربعة إرهابيين منهم المحكوم عليهم بالإعدام تحت تهليلات "الله أكبر"، حيث طرحوه أرضا بالقوة مثل الشاة قبل ذبحه وتم وضع الرأس المفصول فوق الجسد وسط بركة من الدم وكان الضحية مقيد اليدين ومعصب العينين وسط غابة، وقبل تصفيته أدلى بشهادته حول مسيرته منذ بداية عمله في المؤسسة العقابية بتيزي وزو قبل 15 عاما وأيضا ظروف المؤسسات العقابية في الجزائر. ونكل منفذو الاغتيال بالجثة كما كان يفعل أتباع عنتر زوابري.