تمكن عناصر فرقة البحث والتحري التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية من تفكيك عصابة دولية منظمة مختصة في الجريمة العابرة للحدود تقوم بسرقة السيارات والتهريب الدولي للمركبات والتزوير واستعمال المزور، حيث أكد أحد أفراد فرقة البحث والتحري أن هذه الأخيرة انطلقت في تحرياتها عن العصابة منذ أكثر من ستة أشهر بعد تلقيها معلومة تفيد بتواجد عصابة مختصة في سرقة السيارات تنشط في تهريب وسرقة السيارات، وعلى أساس تلك المعلومات انطلقت الفرقة في تحرياتها من العاصمة وتواصلت التحريات إلى أن انتهى بها المطاف في الولاياتالشرقية، أين باشرت في إيقاف الفاعلين حيث القي القبض على عشر أفراد في حالة تلبس وبحوزتهم 14 مركبة من أنواع مختلفة معظمها سيارات آسيوية تم إدخالها إلى الجزائر عبر الحدود الشرقية من البلدان المجاورة إلى الجزائر بدون أوراق وتم تزوير بطاقات رمادية لهذه السيارات. تواطؤ مع موظفين بالولايات من أجل تزوير البطاقات الرمادية وفي هذا الشأن، أوضح أحد عناصر فرقة البحث والتحري في لقاء صحفي، أمس، بمقر أمن العاصمة، أن عناصر العصابة ينشطون منذ أكثر من سنة في مجال تهريب وسرقة السيارات في ولايات مختلفة من بينها عنابة، الطارف، تبسة وسطيف، كما أوضح هذا الأخير أن عناصر هذه العصابة ينشطون بأسماء وهمية ويقومون باستعمال العديد من الأسماء من أجل تفادي العثور عليهم، حسب محدثنا الذي قال إن الفرقة عثرت عليهم من خلال الصور التي تعرف عليها بعض الأشخاص الذين أكدت التحقيقات أنهم كانوا ضحايا هذه العصابة. وفي سياق متصل، أفاد ذات المتحدث أن العصابة كانت تتعاون مع بعض الأشخاص الذين يعملون في مصالح البطاقات الرمادية على مستوى الولايات والبلديات والذين يسهلون لهم عملية تزوير أوراق السيارات. ومن جهة أخرى، أضاف مسؤول في المديرية العامة للأمن الوطني أن الشبكة لديها العديد من الفروع داخل وخارج الوطن، حيث أثبتت التحقيقات حسب هذا الأخير أن العصابة لها فروع في الدول المجاورة للجزائر على الحدود الشرقية، إلا أن مصالح الأمن لم توسع من تحقيقاتها خارج الجزائر لما تتطلبه هذه العملية من إجراءات من أجل التنسيق مع المصالح المختصة في البلدان المشتبه بتواجد فروع العصابة بها، ووصف ذات المصدر هذه العصابات "بالذكية" لكونها مختصة في مجال تهريب المركبات واستطاعت النشاط طيلة هذه المدة دون إثارة أية شكوك حولها، فضلا عن احترافيتها في التزوير الذي تستخدم فيه الكثير من الطرق والتقنيات، مشيرا إلى أن هذه العصابات تقوم بتهريب وسرقة السيارات الآسيوية الرائجة في الجزائر، والتي لا تثير أي شبهات حيث أن هذه الأخيرة تتنقل بصورة عادية وطبيعية في الطرق الوطنية. أما فيما يخص الحالة الاجتماعية لهؤلاء الأفراد فأوضح مصدرنا أن العصابة تتكون من عشرة انفراد يتفرغون لهذه المهنة ولا يمارسون غيرها، تتراوح أعمارهم مابين الثلاثين والأربعين سنة منهم حتى أرباب عائلات، موضحا أن فرقة البحث والتحري وبالتنسيق مع الجهات القضائية قامت بتمديد الاختصاص من أجل متابعة القضية التي لازالت قيد التحقيق. أجهزة الأمن تستحدث أربع فرق متخصصة في مكافحة سرقة وتهريب السيارات وفي نفس الإطار، أكد العميد الأول للشرطة "بوعلام بلعسل" أن الشرطة قامت بتعزيز أجهزتها من أجل محاربة سرقة السيارات، حيث استحدثت أربع فرق متخصصة فقط في مكافحة سرقة وتهريب السيارات، فضلا عن الفرق الأخرى الموجودة والتي تساهم بدورها في العملية، كما تم وضع خطة محكمة من أجل التقليل من عدد سرقات السيارات الذي ارتفع بصورة كبيرة منذ بداية السنة الجارية خاصة السيارات الآسيوية التي يسهل اقتحامها.