بعد انحسار فاق الثّمانية أشهر ، عاد فيروس أنفلونزا الخنازير لينشط من جديد، حيث تم تسجيل 15 إصابة في الأراضي الموريتانية، وصدر قرار الشّروع في حملة وطنية للتّلقيح ضدّها. في وقت دقت المنظّمة العالمية للصّحة ناقوس الخطر من عودة الوباء من جديد، وبما أنّ الفيروس شديد الإنتشار، فإن الجزائر عرضة لعودة جديدة للجائحة، لاسيما وأنّ كل الهيئات في الجزائر بما فيها وزارة الصحة، قامت بإنهاء درجة التأهب ضد وباء فيروس أنفلونزا الخنازير في كافة المؤسسات الإستشفائية، بسبب عدم تسجيلها أية حالة وفاة بالفيروس منذ جانفي الماضي. ولم يقتصر الأمر عن ذلك الحد؛ بل قامت كل المطارات والموانئ برفع الإجراءات الوقائية، كما تم توقيف خدمة الرقم الأخضر 3030 الذي وضعته وزارة الصحة تحت تصرف المواطنين، بعد انتشار وباء أنفلونزا الخنازير ''أيش1أن1، بالرّغم من أن حالة الطوارئ لم ترفع بعد من طرف المنظمة العالمية للصحة، والتي حذّرت في بيان لها من عودة قاتلة للفيروس خلال الأيام القليلة القادمة، بما فيها الجزائر التي سجلت خلال الموجة الأولى للفيروس 57 وفاة جراء المرض، وأكثر من 900 إصابة، أغلبها سجلت في أوساط الحوامل والأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة، بسبب عدم قدرتهم على تحمل أعراض المرض، التي تتسبب في تعقيدات صحية تصعب معالجتها. وزارة الصحة ستستورد الكميات اللازمة من اللقاحات وفق حاجيات الجزائر من جهته؛ أعلن وزير الصحة والسكان جمال ولد عباس في وقت سابق، أن الحكومة اتخذت إجراءات ومقاييس صارمة لاستيراد اللقاحات على اختلافها، قصد تفادي إعادة سيناريو استيراد اللقاحات المضادة لفيروس ''أيتش1أن1''، في ظل المناورة العالمية حول وباء أنفلونزا الخنازير، حيث سيتم استيراد الكميات اللازمة من اللقاحات وفق حاجيات الجزائر، بعيدا عن أي ضغط عالمي، وبالمقابل أشار ذات المتحدث؛ إلى أن الوزير الأول أحمد أويحيى، أجاز تخفيف إجراءات استيراد الأدوية، خاصة الموجهة للحالات الإستعجالية في تعليمة وجهها لوزارتي الصحة والمالية، تلزم استيراد أي دواء حيوي ذي طابع استعجالي في غضون 24 ساعة لإنقاذ حياة المرضى، قصد تفادي حدوث مضاعفات وتعقيدات صحية للمصابين بالأمراض المزمنة والخطيرة تهدّد حياتهم. ''التلقيح أمر ضروري، والحوامل أكثر عرضة لمخاطر أنفلونزا الخنازير'' كشف غريغوري هرتل، المكلف بمتابعة ملف أنفلونزا الخنازير ''أيش1 أن1''، على مستوى المنظمة العالمية للصحة، أن الفيروس لا يزال ينشط في الوقت الحالي في أكثر من 200 دولة عبر العالم، بما فيها الجزائر، وأكدّ محدثنا من خلال الحوار المقتضب الذي أجرته معه ''النهار''، أنّ تسجيل حالات إصابة في موريتانيا، يعرّض الجزائر إلى خطر الإصابة، خاصة وأنّ كلّ الإجراءات الوقائية تم رفعها بشكل نهائي. عاد الفيروس لينشط من جديد، حيث قرّرت موريتانيا، إطلاق حملة تلقيح موسّعة ضد ''أيش1أن1''، بالتعاون مع المنظمة العالمية للصحة، بعد تسجيل 15 حالة على الأراضي الموريتانية، هل الجزائر عرضة لذلك؟ أمر مؤكد؛ وكما تعلمون أن فيروس أنفلونزا الخنازير منتشر في 200 دولة عبر العالم، والجزائر واحدة من هذه الدول، زد على ذلك قدرته الكبيرة على الإنتشار، والتي تكون أربع مرات أسرع من الفيروسات المسببة للأمراض الأخرى، إذ يقطع في ستة أسابيع نفس المسافة التي تقطعها الفيروسات الأخرى في ستة أشهر للإنتشار، وبما أن الفيروس عاد لينشط من جديد في الدول المجاورة للجزائر، فإن تعزيز الإجراءات الوقائية أمر واجب وضروري، تفاديا لانتشاره بشكل أوسع، كما أنّ المشكل الذي يطرح نفسه بشدة، هو أن الأشهر الشتوية انقضت في نصف الكرة الجنوبي، وسجلت العديد من الحالات، وثمّة احتمال وقوع موجات من النشاط على نطاق شامل، بالمقابل لا ينبغي إهمال حالة التّأهب لمجرد انحسار نشاط الفيروس الذي يحمل 144 سلالة، كما أنّه من السابق جدا لأوانه الخلوص إلى أنّ جميع مناطق العالم شهدت مستوى الذروة، فيما يخص انتشار جائحة H1N1، ولا بد من المزيد من الوقت والمعلومات لتوفير قاعدة معلومات خبيرة عن الوضع السائد، فيما يتعلق بالجائحة. ما هي الفئات التي ستكون مستهدفة؟ من الأرجح أن تكون كل الفئات -على حد سواء- عرضة لمخاطر الإصابة بالفيروس، إلاّ أن الفئة الأكثر استهدافا هم الأشخاص المصابون بالأمراض المزمنة، كونهم لا يملكون أية مناعة ضد فيروسات أنفلونزا الخنازير، والتي من شأنها أن تقيهم من العدوى، وفي حال ما تمكّن فيروس أنفلونزا الخنازير من الإنتشار بفعالية، فسيصبح قادرا على إحداث كارثة ووفيات أكبر في أوساط الحوامل والشباب، كما أنّه من الصعب جدا التنبؤ بالآثار التي قد تخلّفها جائحة من هذا القبيل، ذلك أنّ آثارها تعتمد على مدى شراسة الفيروس، ومستوى المناعة الموجودة لدى هذه الفئات التي تعتبر الأكثر عرضة له، خاصة وأنّ الوضعية الوبائية أثبتت أنّ النسبة الأكبر من الوفيات، سجلت بشكل كبير في أوساط الحوامل والشباب بنسبة فاقت 50 من المائة. الجزائر قامت باقتناء لقاحات ثلاثية المفعول، بناء على توجيهات المنظمة العالمية للصحة، ومن المبكر جدا التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، ما هي الإجراءات الوقائية التي يتعين القيام بها؟ التلقيح؛ هو أفضل حل وقائي، كما أن تلقي جرعة واحدة من اللقاح كافية للحماية منه، شريطة البقاء على نفس درجة التأهب، وذلك لا يعني لجوء البلدان، التي سجل فيها نشاط مكثّف للفيروس إلى غلق الحدود أو تقييد حركة السّفر، مع مواصلة ترصد الحالات المرضية غير المألوفة، التي تشبه الأعراض السريرية للأنفلونزا العادية وحالات الإلتهاب الرئوي المتقدمة، وبالنسبة للقاحات ثلاثية المفعول، كل الدّول بما فيها الجزائر، تملك احتياطيا من اللّقاحات، وهي كفيلة لوقاية الجزائريين من الإصابة. حاورته: أسماء منور