أكدت مصادر مطلعة في وزارة الصحة أن اللقاح ضد أنفلونزا الخنازير لن يصل الجزائر قبل نهاية شهر ديسمبر المقبل، بعدما كان من المقرر أن تستلم الجزائر 30 مليون جرعة مستوردة من المخابر العالمية نهاية الشهر الماضي، كما حذرت ذات المصادر من خطر تأخر اللقاح في ظل الانتشار المحلي للفيروس، وهو ما ينبئ بتصاعد نسبة الإصابات. قال مصدر مطلع ل»صوت الأحرار«، أن المخابر الصيدلية الدولية الثلاثة التي تعاقدت معها الجزائر لاستيراد 30 مليون جرعة من اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير، تواجه ضغطا كبيرا من طرف دول الضفة الشمالية من الكرة الأرضية جراء تفشي فيروس »أتش1 أن1« على نطاق واسع، وأوضح المصدر أن هذا الضغط أدى إلى تأخير حصول الجزائر على كميات اللقاح المطلوبة عن موعدها المحدد. وكشفت مصادرنا عن أجندة جديدة لتسليم الجرعات من طرف المخابر الأجنبية لمجابهة خطر الوباء موضحا أنه بموجب هذه الأجندة الجديدة فإن الجزائر لن تتسلم حصتها من اللقاح قبل أواخر ديسمبر المقبل، وهو ما يعني استنادا إلى ذات المصدر، أن عملية التلقيح ضد فيروس أنفلونزا الخنازير ستنطلق فعليا في جانفي المقبل. ودق ذات الصدر ناقوس الخطر بخصوص تداعيات هذا التأخر المتزامن مع انتقال الوباء إلى مرحلة الانتشار المحلي في بلادنا وتسجيل إصابات في أوساط فئة الرضع والأطفال والطلاب والمتمدرسين، وهو ما يزيد من خطر تفشي الفيروس واحتمالات الإصابة، الأمر الذي يهدد حسبه بتصاعد خطير في عدد الإصابات التي قفزت حسبه في ظرف ثلاثة أيام من 53 إلى 92 حالة جلها تفشت عبر عدوة محلية وهو ما يعني انتقال الوباء إلى الجزائر. وبالنظر إلى حلول فصل الخريف وما يحمله من معطيات مناخية تساعد على استفحال خطر الوباء وكذا عامل المشاكل التي واجهتها الجزائر في توفير اللقاحات ضد الأنفلونزا العادية، لمح المصدر إلى فرضية تنامي خطر الوباء بسبب التأخر المتوقع في انطلاق عملية التلقيح عن موعدها المحدد والذي كان من المفروض أن ينطلق بحسب الخبراء مع منتصف أكتوبر الفارط، كما أكد أن الوضعية الوبائية التي تعرفها الجزائر حاليا تستدعي وضع مراكز مراقبة الفيروس على مستوى 48 ولاية. وسبق أن أكدت وزارة الصحة أن برنامج الوقاية والحماية من فيروس »أش 1 أن 1« المعروف بأنفلونزا الخنازير المعتمد من طرف الوزارة ملتزم منذ تسجيل أول حالة إصابة بالوباء مطلع جوان الماضي بجميع تعليمات توخي الحذر الموجهة من طرف المنظمة العالمية للصحة، كما أعلنت الوزارة قبل أسابيع أن برنامج الوقاية الذي دخل حيز التطبيق منذ شهر أفريل الفارط انتقل إلى المرحلة الثانية من إجراءات احتواء هذا الوباء مع حلول فصل الخريف بمعطياته المناخية المشجعة على الانتشار السريع والواسع للفيروسات على العموم وفيروس أنفلونزا بشكل خاص، فيما أكدت وزارة الصحة حرصها على تكيف الإجراءات المعتمدة لمجابهة الوباء مع المعطيات العلمية من الناحية الوبائية والبيولوجية الخاصة بالفيروس.