"أبي الذي في السماء.. أناجيك باسم مخلصي يسوع المسيح وأفتح قلبي لك طاهرة تائبة راهبة من أجل أن أعيش الحياة الأبدية، عرفتك في وجداني وعقلي ونزعت من جسدي تخاريف الإسلام وأساطيره وآمنت بالمسيح مخلصا، كما قرأت الإنجيل الشريف الذي أدخلني إلى ملكوت سمواتك وأنقذني من قساوة دين لا يؤمن به أحد من خلال تصرفاتهم وجرائمهم إنهم مخادعون منافقون إرهابيون، هذا هو الإسلام وهؤلاء هم المسلمون سيدي اليسوع.. أعرف أنك تعيش معي وأحلم أن أطير معك إلى جنة الخلد، اكتشفتك في منامي ويقظتي فكرت فيك ليلا نهارا، تأملت في قصص الكتاب المقدس فأخرجتني من الظلمات إلى النور، وآمنت بك ربا مخلصا فنسيت همومي وجربتك في حياتي فوجدتك أمامي، كرهت أبي وأمي والجميع من حولي، إنهم يذبحون الأغنام بوحشية ويحجون إلى صنم ويصلون دون خشوع في مساجد لا تشعر فيها بالراحة، إنهم يسرقون المساجد ويعتدون على الصغار باسم الإمامة كرهتهم جميعا، إنهم يذبحون الرضّع ويقطعون رؤوس الشيوخ والعجائز باسم الإسلام، عرفت في المسيحية التسامح والروح الطيبة والمشاعر الفياضة، كرهت أستاذ التربية الإسلامية الذي لا يتحدث إلا عن النكاح وتعدد الزوجات والزنا، آمنت بك ربا ومخلصا يا يسوع العظيم" ... "وهيبة.ف" من الطارف الجزائر صدقوا هذه رسالة تحصلت عليها "النهار" من تلميذة من ولاية الطارف رسبت هذه السنة في شهادة التعليم المتوسط، كانت بصدد إرسالها إلى "قناة سات 7" الفضائية المسيحية الناطقة باللغة العربية، وتحديدا إلى برنامج « سنابل » المخصص للأطفال للمشاركة في مسابقة، تتعلق بالإجابة عن سؤال كيف عرفت المسيح؟ موجه إلى أطفال المسلمين في العالم العربي، الأمر الذي حرك فينا شهية البحث عن أسباب الكارثة التي كنا بصدد رصدها وجمع معلومات عنها، وكانت البداية أننا تقربنا إلى الطفلة التي تحدثت إلينا بجرأة كبيرة جدا، زادها اليأس الذي بلغته بعد فشلها في الإمتحان ولثاني مرة على التوالي، حاولنا معرفة أسباب ولوجها في المسيحية أجابت بنبرة الحزن أنها تعيش حياة « الميزيرية » منذ ولادتها طلق أبوها أمها، وتزوج الإثنان كل على حدى ليتركاها تعيش مع جدتها حياة لا طعم لها، تقول وهيبة إن والدها كان متدينا بلحية طويلة وقميص أبيض لا ينزعه ولا يبرح المسجد وأمها أيضا ترتدي الجلباب، لكن تصور.. قالت لي هما مسلمان تركاني وأخي مشردين لأسباب تافهة، مللت أفلام التلفزيون وبرامج القنوات إلى أن اكتشفت الفضائيات المسيحية، شدني إليها الحديث عن المسيحية ومبادئها وأدركت المستوى الذي بلغته الشعوب الأوروبية المسيحية من تحضّر وثقافة وتسامح وحرية وديمقراطية، ونحن نهاجمهم مجانا وننسى أننا أتفه الشعوب، لتواصل وهيبة اعترافاتها الجريئة والخطيرة.. قرأت الإنجيل مرات ومرات وارتاح قلبي إلى حياة المسيح اليسوع الذي رفعه الله إلى السماء دون بقية الأنبياء وفضله عليهم، وجاءت اللحظة الحاسمة التي قررت فيها اعتناق المسيحية عن قناعة عندما حاول أحد الجيران الإعتداء عليّ جنسيا وتذكرت أن المسيح معي فطلبت منه مساعدتي وإنقاذي، فحدثت المعجزة عندما مر والد المعتدي بسيارته ليمنع حدوث الجريمة .. حاولت أن أجيبها بأن ما قامت به ستحاسب عليه أمام الله وأن من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، أجابت لا يهمني ذلك ألا تؤمن أنت بالمسيح إنه نبي؟ فقلت لها بلى وكل الأنبياء فماذا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، صمتت لحظة وردت وكأنها في حالة اضطراب، لكم دينكم ولنا ديننا ألم يأتي هذا في قرآنكم حقيقة، صدمت بما سمعت وكأنني في بلد آخر مع شخص آخر، عندما تتحدث إليك طفلة لم تكتمل سن الرشد، جزائرية وتعيش في وسط جزائري مسلم وعندما طلبت منها نشر صورتها في الجريدة واسمها الكامل انتفضت وقالت، سيذبحونني كخروف العيد أرجوك أرجوك لا تفعل هذا وهربت من حولي إلا أنها نست أخذ الرسالة .. فضائيات وتحويل على الدردشة للتنصير .. عمّار من باتنة، صورية من سطيف، الزهرة من تيزي وزو، عماد من بجاية وفاتن من عنابة هم أطفال فازوا بجوائز مسابقات في برامج كل من قناتي سات 7 والمعجزة، وأرسلت إليهم ساعات ومحافظ ولوحات زيتية ومجموعة أقلام وقمصان كلها تحمل آيات من الإنجيل باللغة العربية، كما أرسلت إليهم أشرطة وأقراص مضغوطة تضم ترانيم مسيحية يرددها أطفال جزائريون، وقد ظهرت صورهم ورسائلهم على الفضائيات ودخل الكثير منهم في دردشات مباشرة مع راديو إبراهيم المسيحي، الذي يستعمل « ميسنجر الهوتمايل » على شبكة الأنترنت لغسل مخ أطفال أبرياء في محاولة لإخراجهم من الإسلام، وهناك المئات من البرامج والمواقع لا تخلو من أسماء جزائريين موجهة خصيصا لأطفال المغرب العربي وباللغات العربية والأمازيغية والفرنسية، نذكر منها « أنت وطفلك » فيلم « يسوع للأطفال » « نداء الرجاء » ، « حراسة الأراضي المقدسة »، وكذا المركز الأمريكي للمحبة الإلهية وحوار وتعليق ..كما تذاع مئات الرسائل لأطفال جزائريين يراسلون برامج إذاعات « نور على نور » بفرنسا و« حول العالم » بموناكو و« صوت الحياة » في ملاغا الإسبانية و« صوت المحبة » بقبرص وغيرها، ويواظب الأطفال على تلقي دروس المراسلة التي تصلهم عن طريق البريد ويحصلون على شهادات ودبلومات إنهاء الدراسة مع جوائز مرفقة. عائلات تشجّع أبناءها على مراسلة القنوات والإذاعات المسيحية قالت « سوسن » من بومرداس لبرنامج « أطفالك »، إن والدها من دفعها إلى التعرّف على الإذاعة المسيحية من أجل نيل الجوائز، وصرحت إنها ترافقه إلى إحدى الكنائس الموجودة بتيزي وزو لحضور قدّاس الأحد و الإستماع إلى خطبة القس وترانيم المجموعة الصوتية، بينما يصرح الطفل "عليلو" من خنشلة أن والده يلح عليه مراسلة برامج إذاعات مسيحية متواجدة بفرنسا، من أجل الحصول على تأشيرة السفر إليها لمواصلة تعلم المسيحية وخدمة الكنيسة .. حملات التنصير في الجزائر لم تعد تستهدف الشباب والبالغين فحسب، بل تحولت إلى أخطبوط يلتهم إرادة الأطفال بانتزاع براءتهم واستغلالهم في تدمير أحد مقدسات الدولة الجزائرية المدسترة، وقيم المجتمع الجزائري وثوابته الموروثة بتواطؤ من عائلات فقدت السيطرة على أولادها، بل أن منهم من يدفع بأبنائه إلى التهلكة وأبواب الجحيم المفتوح، وكذا بيع الذمم والقيم لأغراض تافهة وبضعة دنانير، مما يستدعي مراجعة القضية واتخاذ احتياطات عاجلة لوضع حد للزحف المسيحي الذي بدأه ذات سنة من سنوات الجمر الإستعمارية الكاردينال لافيجري، الذي لم يغادر بعد الجزائر أمام غياب مدارس ابن باديس الأصيلة ..