القذافي الابن لدى إطلاق سراح بعض الرهائن الأوروبيين - أرشيف انتهت المهلة المعلنة من طرف "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" منتصف ليلة أمس ولم يتبين بعد مصير الرهينتين فولفغانغ ايبنر "51 عاما" وصديقته اندريا كلويبر "44 عاما" المختطفين في جنوبتونس منذ 22 فيفري المنصرم، وسط تحفظ الجانب النمساوي عن احتمال تمديد المهلة مرة أخرى من طرف "القاعدة"، و كان أمس التلفزيون النمساوي أعلن عن القنصل النمساوي بباماكو بيتر كلاين قوله "أن الآمال قد تزايدت بوتيرة كبيرة وهناك مؤشرات عن قرب إطلاق سراح الرهينتين خلال 48 ساعة القادمة". ومن جانب آخر، نفت مؤسسة القذافي رسميا نبأ دخولها في المفاوضات مع "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" حسب ما كان أكده مصدر دبلوماسي في باماكو لوكالة الأنباء الفرنسية، و جاء في بيان نشرته المؤسسة عبر موقعها " إنها – المؤسسة- تؤكد عدم قيامها بأية إجراءات أو جهود أو اتصالات مباشرة أو غير مباشرة مع الخاطفين" و أكد البيان خبر طلب النمسا من رئيس المؤسسة سيف الإسلام القذافي للتوسط لدى الخاطفين للإفراج عن الرهينتين النمساويتين ". بالرغم من تلقيها و تلقي رئيسها العديد من الطلبات للتدخل"، هذا رغم تأكيد الزعيم اليميني المتطرف النمساوي يورغ هايدر أن نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام حقق اتصال بالخاطفين بوساطة أحد زعماء التوارق، وقال لصحيفة نمساوية أنه متفائل بشأن الإفراج عنهما قريبا. و في السياق ذاته تجددت الاشتباكات صباح أمس بين القوات التابعة للتوارق المتمردين مع الجيش المالي بمنطقة شمال المالي المتاخمة للحدود الجزائرية و التي يتحصن فيها جماعة أبو زيد التي تبنت الاختطاف، و عزز الجيش المالي منطقة الشمال المجاورة لمنطقة كيدال بإرسال قوات إضافية للمنطقة، و هذا بعد الهجمات التي تعرض إليها الجيش من طرف قوات الزعيم الترقي باهانقا في الأيام الماضية و التي خلفت 07 قتلى في صفوف الجيش المالي و أسر المتمردون التوارق ما يزيد عن ثلاثين جنديا، و كانت النمسا قد أعلنت في وقت سابق عن قلقها تجاه الاشتباكات التي تدور بين الجيش المالي و قوات التوارق المتمردة، وقال المتحدث باسم الخارجية النمساوية بيتر لوينسكي لنهار أن الأحداث التي تعرفها منطقة شمال المالي تعرقل السير الحسن للمفاوضات. ولم تُبدِ الجزائر من جهتها أي ردة فعل رسمية للمشاركة في التفاوض مع الإرهابيين أو الكشف عن تبادل للمعلومات مع دول الجوار في القضية. و ماعدا تصريح بلخادم السبت الماضي إن الجزائر "ليست معنية" بالقضية وأضاف أن "عملية اختطاف النمساويين وقعت بأرض غير جزائرية". وفيما حل أمس النقيب الركن الليبي خميس معمر القذافي قائد الجحفل 32 المدرع للشعب المسلح بالجزائر لمباحثة القضايا الأمنية المشتركة و على رأسها قضية الرهينتين الليبيتين وكذا مكافحة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الذي برهن أنه قادر على العمل في كل بلدان المغرب و التحرك بكل سهولة بين بلدان المنطقة. النمسا تؤكد أن إبن القذافي هو المفاوض وليس مؤسسته أكد المتحدث باسم الخارجية النمساوية بيتر لوينسكي في اتصال هاتفي بالنهار أن سيف الإسلام قذافي رئيس مؤسسة القذافي الخيرية هو على اتصال بالجماعة الخاطفة و قال " إن وساطة سيف الإسلام قذافي لا تعني المؤسسة التي يرأسها، و إنما هي مبادرة شخصية و لا تعني إلا شخصه و هي مساعدة إنسانية من هذه الشخصية، و أنا على اتصال مباشر به لمعرفة تطورات المفاوضات" و عن قضية انقضاء المهلة صرح محدثنا " نحن نعمل على تمديد المهلة و كثفنا من الاتصالات مع الطرف المفاوض و أنا متفائل وواثق من هذه الأطراف التي لا تدخر جهدا في سبيل حل الأزمة و يلزمنا وقت إضافي لإرجاع الرهينتين للوطن". أما بشأن الأوضاع بشمال المالي قال محدثنا " إن الحكومة المالية لا تدخر جهدا في تسوية الأوضاع حتى لا تشوش على المفاوضات، و الأوضاع تعرف هدوء نسبيا و نتمنى أن تستمر في الهدوء لأن أي اضطراب بالمنطقة لا يخدم قضيتنا". كما شكر لوينسكي السيدة فاطمة حمادو والدة أبو زيد نائب أمير كتيبة طارق بن زياد، على النداء الذي وجهته لابنها عبر جريدة النهار لإطلاق صراح الرهينتين و قال لوينسكي "لقد قرأنا النداء الذي وجهته السيدة حمادو لابنها و أنا باسم النمسا أشكرها على هذا الموقف النبيل و الإنساني و نحن نأمل أن يلبي ابنها لهذا النداء".