لقيت أول أمس، امرأة مصرعها بمستشفى القبة إثر تعرضها إلى تعقيدات صحية بعد خضوعها لعملية مستعجلة للقرحة المعدية . وحسب ما روته عائلة الفقيدة ل ''النهار''، فإن تفاصيل حادثة وفاة (آ.م) البالغة من العمر63 سنة تعود إلى يوم الأحد، والتي أكدت أنها كانت تعاني من داء الضغط الدموي وداء السكري، حيث شعرت فجأة بآلام حادة في البطن، وغثيان صاحبه تقيؤ دموي، وبعد إجلائها إلى مستشفى القبة تم توجيهها إلى مصلحة الإستعجالات، ليتبين أنها كانت مصابة بقرحة معدية شديدة، استلزمت إدخالها إلى غرفة العمليات حيث أخضعت لجراحة عاجلة كللت بالنجاح، ليتم بعدها توجيهها لمصلحة الإنعاش وبعد استيقاظها في اليوم الموالي من التخدير، شعرت المريضة بتحسن بسيط ولكن سرعان ما بدأت تشعر يومي الثلاثاء والأربعاء بضيق شديد في التنفس والسعال، فما كان من عائلتها سوى أن طلبت من الطبيب المعالج تخفيض درجة المكيف ظنا منهم بأنه كان السبب وراء ذلك، فقيل لها إنه لا علاقة له بالمشكل الذي تعاني منه، كما أنها مسألة سرعان ما ستزول، ليقال للعائلة بعد ذلك، إنها تعاني من وجود ماء في البطن بعد أن أجريت لها التحاليل، وبقيت المريضة على تلك الحالة إلى أن توفيت مساء يوم الخميس. مصلحة الإنعاش بمستشفى القبة: ''سنجيبكم يوم الأحد'' اتصلنا بمصلحة الإنعاش بمستشفى القبة من أجل معرفة الأسباب التي كانت تقف وراء وفاة المريضة، فقيل لنا إنه لا يمكن الإجابة عن أسئلتنا لعدم وجود الطبيب الذي أشرف على الحالة، بالإضافة إلى استحالة استخراج ملف المريضة، وحدد لنا موعد يوم الأحد لتزويدنا بأسباب الوفاة. بقاط: ''من المستحيل إيجاد ماء في البطن بعد إجراء جراحة للقرحة المعدية...!'' من جهته، أكد الدكتور بقاط بركاني، رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، أنه من المستحيل أن يتم اكتشاف وجود الماء في البطن بعد الخضوع لجراحة القرحة المعدية، موضحا في هذا الصدد أن الأعراض التي ظهرت على المريضة بعد إجرائها لعملية القرحة، تشير إلى إمكانية تعرضها إلى انسداد رئوي، وهو الأمر الذي يفسر معاناتها من ضيق في التنفس والسعال الشديد، وأوضح الدكتور بقاط أن التحاليل الأولية التي تسبق إجراء العملية من المفروض أن تكشف وجود الماء في البطن، وأضاف بقاط أنه من المفروض أن يتم إجراء أشعة صدرية للكشف عن الأسباب التي تقف وراء السعال المتكرر وعدم قدرة المريضة على التنفس، مشيرا إلى أن هذه الأعراض كثيرا ما تظهر على المرضى بعد خضوعهم لعمليات جراحية مماثلة، وأكد بقاط أنه في حال عدم قيام الطاقم الطبي المشرف على الحالة بإخضاع المريضة إلى هذا النوع من الفحوصات، فإن الوفاة ناجمة عن إهمال طبي، مؤكدا في ذات الصدد على ضرورة الإضطلاع على ملف المريضة للفصل بشكل نهائي في الظروف التي أدت إلى وفاة المريضة.