توفي، ظهر أمس في حدود الساعة الواحدة وخمسة وعشرين دقيقة، بمصلحة الأمراض المعدية بمستشفى سعادنة عبد النور بسطيف، الشاب (ب.ع) 19 سنة من ولاية برج بوعريريج متأثرا بآلام مرض خبيث أقعده الفراش منذ أربعة أيام فقط. العائلة وبعد ظهور الأعراض الأولى سارعت إلى نقله إلى أكثر من طبيب ومختص على مستوى البرج، ليستقر الحال عند مصلحة الأمراض المعدية بسطيف بعدما ظهرت عليه بعض أعراض داء الكلب، حسب بعض أفراد العائلة والمختصين أيضا. الضحية استقبل على مستوى ذات المصلحة بسطيف عشية يوم الخميس قادما من برج بوعريريج رفقة أفراد من عائلته، حيث عايشت "النهار" ظروف استقباله والمجهودات التي بذلها الفريق الطبي بقيادة البروفيسور لشهب الذي لم يدخر أي جهد لتقديم الرعاية الطبية اللازمة للضحية بشهادة عمه ومن معه. وحسب عم الضحية دائما، فإن نقله من ولاية برج بوعريريج إلى مستشفى سطيف كان بالتنسيق بين مديرية الصحة للبرج ومدير المستشفى الجامعي بسطيف، حيث أكد أن ابن أخيه لم تظهر عليه أي أعراض من قبل، لكن خلال الأربعة أيام الأخيرة تدهورت حالته الصحية فجأة ودون سابق إنذار، خاصة وأن اجتاز امتحان شهادة البكالوريا، شعبة علوم الطبيعة والحياة، وكانت ثقته كبيرة في النجاح، لاسيما وأنه يحفظ القرآن الكريم كاملا، ويشهد له جميع من يعرفه بالأخلاق الحميدة والهدوء التام. كما وقفت "النهار" على زيارة البروفيسور لشهب رئيس قسم الأمراض المعدية الذي زار المريض أكثر من مرة، وهي اللفتة التي لاقت ارتياحا واطمئنانا لدى أفراد العائلة الذين أكدوا على التكفل التام وغياب عنصر التقصير أو التهاون. ومن جهتها لمست "النهار" مدى تفهم وتقبل العائلة لحالة الفقيد، من خلال بحثهم العميق حتى في مواقع الأنترنت وتتبع أعراض الوباء الخبيث بيد أن تم شفاء حالة واحدة منذ 03 سنوات بالولايات المتحدةالأمريكية بتوظيف إمكانيات طبية ولقاح يبقى مجهولا في الوسط الطبي. من جهة أخرى علمت "النهار" أن عائلة الضحية تملك مزرعة ببرج زمورة، ولم تسجل إلى حد الآن، أي أعراض لداء الكلب على الحيوانات. كما أسرت لنا بعض المصادر المتطابقة من مديرة الصحة لولاية برج بوعريريج بأنه تم أخذ عينات على الحيوانات المتواجدة في محيط مزرعة العائلة دون الوصول إلى الكشف عن مصدر الوباء. وبالموازاة أشارت نفس المصادر أن قلق السكان وخاصة العديد من أفراد عائلة الضحية بخصوص إمكانية إجراء تلقيح مضاد، إلى أنه لا يوجد إلى حد الساعة ما يدعو إلى القلق، إلا بعد نتائج تشريح جثة الضحية التي يصر والده على إجرائها تفاديا لأي شكوك أو ظنون. من جانبه، أكد البروفيسور لشهب ل"النهار" أن تسجيل هذه الحالة يحتم على مصالح الصحة التجند أكثر فأكثر للوقوف أمام انتشار مثل هذا الوباء، ويجب انتظار نتائج التحاليل لتي تجرى بعد تشريح الجثة. وجندت إدراة مستشفى سطيف من جهتها كل طاقمها الطبي وتقديم يد المساعدة لعائلة الضحية. هذا وعلمت "النهار" من مصادر طبية على مستوى مستشفى سطيف، أنه كان من المنتظر قدوم حالة مماثلة من مستشفى ولاية المسيلة صاحبها الفقيد (م.ب)، 60 سنة، إلا أنه حسب مصادرنا لفظ أنفاسه الأخيرة قبل الوصول وتم تشريح الجثة في انتظار نتائج التحاليل. وحسب المختصين فإن إهمال عنصر الوقاية يؤدي إلى عواقب وخيمة يدفع المواطن دوما مقابلها غاليا، خاصة وأن هذا الوباء المتنقل عن طريق الحيوانات لاسيما الكلاب المتشردة التي تغزو شوارع المدن والأحياء السكنية في وضح النهار.