شهدت مناطق الغرب خلال يومي الجمعة والسبت موجة حر شديدة تجاوزت درجتها ال 45 درجة ، في كل من غليزان ومعسكر والشلف وكذا سيدي بلعباس ووهران لكن بدرجات أقل، حيث شهدت مختلف مصالح استعجالات المستشفيات حالة طوارئ بعد استقبالها للعديد من حالات الإصابة بضربات الشمس وضيق في التنفس، خلفت مصرع 4 أشخاص والعديد من الإصابات وضع بعضها تحت العناية المركزة. مصلحة الأمراض الصدرية تستقبل 24 امرأة حامل و36 طفلا في وهران اجتاحت ولاية وهران يوم الجمعة الفارط موجة حر شديدة وصلت إلى 40 درجة في كل من منطقتي السانية والبرية، خلفت إصابة العديد من المواطنين بضربات شمس وضيق في التنفس خاصة لدى المصابين بالربو والتهاب الشعب الهوائية، حيث استقبلت استعجالات الأمراض الصدرية خلال يوم واحد حوالي 96 حالة من بينهم 24 امرأة حامل تراوحت أعمارهن ما بين 22 و38 سنة، و36 طفلا أعمارهم ما بين 6 إلى 15 سنة، و24 شخصا ما بين رجال ونساء تراوحت أعمارهم بين الستينات، كما شهدت مصلحة الإستعجالات بمستشفى المحقن حالة طوارئ خلال اليومين الفارطين، حيث استقبلت أزيد من 70 مريضا من مختلف البلديات المجاورة وبالأخص من بلدية أرزيو، باعتبارها منطقة صناعية يعاني أغلب ساكنيها من أمراض صدرية وبالتالي أي ارتفاع في درجة الحرارة سيؤثر سلبا على صحة ساكنيها. طوارئ في استعجالات تلمسان بفعل ارتفاع درجة الحرارة شهدت مصالح الإستعجالات لمستشفيات تلمسان ال 8، حالة استنفار قصوى بفعل كثرة المترددين من أصحاب الأمراض المعدية والأطفال إثر الحرارة المرتفعة التي تجاوزت ال 46 درجة في الظل، هذا وحسب مصدر طبي فإنه قد تم تسجيل وفاة شخصين بفعل ارتفاع الضغط نتيجة الحرارة، ويتعلق الأمر بالسيدة ''ب.أ'' 86 سنة والمدعو ''ن.م'' 74 سنة، في حين تم استقبال أكثر من 200 شخص من العجائز ومرضى الربو والسكري والضغط الدموي الذين فرضت عليهم الحرارة التي لم يسبق وأن عاشتها الولاية، الهروب إلى المستشفى بفعل الضيق في التنفس ما يرغم الطاقم الطبي على استعمال التنفس بالأكسجين، فيما أرغمت الحرارة عددا كبيرا من المواطنين على الإفطار وشرب الماء، من جهتها عرفت مصالح الإستعجالات بكل من تلمسان والرمشي، سبدو، أولاد ميمون، شتوان، مغنية، الغزوات وندرومة اكتظاظا لم يسبق له نظير، مما جعل مديرية الصحة تلغي إجازات بعض الممرضين والأطباء وتطالبهم بالعودة إلى العمل لتغطية الضغط، حيث تم إحالة أكثر من 100 عجوز ورضيع على الإنعاش، نظرا إلى عدم قدرتهم على مقاومة الحرارة، خصوصا وأن موجة الحرارة تزامنت مع انقطاع التيار الكهربائي، مما منع العائلات من استعمال المكيفات الهوائية وحرمانهم من شربة ماء بارد في رمضان. موجة حر تفوق 42 درجة تخلف عشرات الإغماءات في الشلف خلّفت موجة الحر التي تعرفها ولاية الشلف والتي فاقت 42 درجة تحت الظل عشرات الإغماءات وسط كبار السن والأطفال والمصابين بالأمراض المزمنة، في وقت تشهد فيه شوارع الولاية شللا في الحركة. وأمام هذه الحالة الطبيعية الإستثنائية سجلت » النهار « استقبال مصالح الإستعجالات المصابين بالإغماءات وضربات الشمس، العديد من هذه الحالات تمت معالجتها ومغادرتها المؤسسات العمومية التي جندت أعوانها لتقديم الإسعافات اللازمة للمرضى المقبلين عليها. في ذات السياق يعيش سكان العديد من الأحياء بالولاية جحيم الحر جراء عدم تمكنهم من استغلال المكيفات الهوائية بسبب انقطاع التيار الكهربائي، كما هو الحال في حي يارمول القديمة بمجاجة وبلديات المرسى وبني حواء الساحلية، بالرغم من كل الشكاوي المرفوعة إلى الجهات الوصية. وفاة شيخين وإصابة 100 شخص بأمراض تنفسية في بلعباس كشف مصدر طبي من داخل مصلحة الإستعجالات الطبية التابعة للمركز الإستشفائي الجامعي عبد القادر حساني بولاية سيدي بلعباس، أن هذه الأخيرة استقبلت خلال الأيام الأربعة المنصرمة حوالي 100 حالة مصابة بأمراض ضيق التنفس، الربو والصداع النصفي غالبيتهم من كبار السن وذوي الأمراض المزمنة أي بمعدل حوالي 25 حالة يوميا، نتيجة تأثر هؤلاء المرضى بموجة ارتفاع معدل درجة الحرارة التي اجتاحت المنطقة خلال الأيام المنقضية. وحسب نفس المصدر فإنه خلال اليومين الماضيين استقبلت المصلحة المذكورة شيخين في حالة حرجة لفظا أنفاسهما الأخيرة متأثرين بضيق في التنفس بسبب ارتفاع درجة الحرارة من جهة، وإصرار الضحيتين على الإلتزام بفريضة الصوم من جهة أخرى. وفي هذا السياق صرحت الدكتورة بن عمرة أن التغيير المفاجئ في درجة الحرارة، يؤدي في غالبية الأحيان إلى ظهور أزمة ضيق في التنفس، وهو ما حدث خلال 72 ساعة الماضية خاصة وأن بعض المرضى الذين استقبلتهم مصلحة الإستعجالات مكثوا مطولا في الأماكن المجهزة بالمكيفيات الهوائية، ثم اضطروا للخروج أمام أشعة الشمس والحرارة المرتفعة مما أثر سلبا على حالتهم الصحية. إصابات لدى الأطفال وعزوف المواطنين عن الحركة والعمل في تيارت على إثر ارتفاع غير مسبوق في درجة الحرارة سجل مؤشر هذه الأخيرة بولاية تيارت 45 درجة حسب المختصين، عرفتها مختلف المناطق خاصة منها الداخلية كالبلديات النائية، حيث اقتصرت الإصابات لدى فئة المسنين والأطفال، هذه الأخيرة التي أصيبت بإغماءات وصداع بسبب لفحات الشمس الحارقة، وهي الحالات التي لمسناها لدى الصيادلة الذين كان الإقبال عليهم من طرف مواطني هذه المناطق لشراء الأدوية اللازمة، في ظل غلق المراكز الصحية المنتشرة بالقرى بسبب العطلة الأسبوعية، كما سجلت حالات أخرى في صفوف البدو الرحل الذين يعانون أكثر من غيرهم بسبب ظروف تخييمهم وانعدام وسائل التبريد لديهم، كما علمنا أن الكثير من المواطنين العاملين بالمستثمرات الفلاحية عزفوا عن ممارسة عملهم بسبب الحرارة، من جهة أخرى وحسب جولتنا الميدانية لمختلف القرى والمدن سجلنا انعدام الحركة واتجاه أغلبية المواطنين للبحث عن طرق تلطيف الجو باستعمال مختلف أجهزة التكييف التي أصبحت مطلب الكثيرين خاصة وظروف صيام رمضان، كما علمنا من بعض كبار السن أن مثل هذه الفترة من السنة تدعى ب ''الصمايم'' والمعروفة منذ القديم بحرارتها المرتفعة ولا يجب إلا التعامل معها بحذر، كما هي تعليمات المصالح الطبية التي نصحت بعدم الخروج خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن ريثما تعود الأحوال إلى طبيعتها. إغماءات وحالات استعجالية بسبب موجة الحر في معسكر عاشت المصالح الإستعجالية لمستشفيات معسكر خلال اليومين الماضيين حالة استنفار، نظرا إلى توافد مئات من المرضى من الأطفال وذوي الأمراض المزمنة وتسجيل حالات من الإغماءات بسبب تأثّرهم بموجة الحرارة التي اجتاحت وسط وغرب الوطن. مستشفى مسلم طيب واحد من بين المستشفيات التي قصدتها ''النهار ''، حيث سجلت به أكثر من 300 حالة تأثّرت بحرارة الطقس التي بلغت 45 درجة مئوية، من ضمنها أكثر من 50 حالة في وضع خطير وهم من فئة الشيوخ ذوي الأمراض المزمنة، وقد تم إدخال معظم المصابين إلى المصلحة الإستعجالية حيث تلقوا الإسعافات الأولية، بينما تم تحويل البعض منهم إلى بقية المصالح المتخصصة على غرار مصلحة القصور الكلوي وأمراض القلب والربو بمستشفى يسعد خالد. واختلفت الإصابات بفعل الحرارة الشديدة وإن كان أغلب المتأثّرين بها من مرضى الربو الذين صعُب عليهم التنفّس وتم التكفّل بوضعيتهم الحرجة وتزويدهم بأقنعة التنفّس الإصطناعي، هذا بالإضافة إلى مرضى الضغط الدّموي والسكري وآلام الرأس والحمى.