اجتاحت معظم مدن الوطن موجة حر فاق معدلها 47 درجة مئوية ، كانت سببا في هلاك عشرات المواطنين وتحويل العديد منهم، لاسيما المسنين والمصابين بالضغط الدموي إلى المصالح الإستعجالية نتيجة لضربات الشمس الحارقة وتعرضهم إلى الإغماءات، في حين سجلت من جهتها مصالح الحماية تلف المئات من الهكتارات الزراعية التي التهمتها النيران. وصاحبت موجة الحر التي ضربت البلاد خلال اليومين الأخيرين، تسجيل خسائر مادية كبيرة بعد اندلاع العشرات من الحرائق التي التهمت المئات من الهكتارات والمحاصيل الزراعية مست أغلبها الجهتين الوسطى والشرقية، فضلا عن حالات الإغماء واستقبال المصالح الإستشفائية للعديد من المواطنين الذين تعرضوا إلى ضربات الشمس القوية. وفي ذات السياق شهدت الولايات الداخلية للوطن خلال 48 ساعة الأخيرة على غرار عين الدفلى، المدية، الجلفةوالمسيلة تسجيل اندلاع عدة حرائق أسفرت عن إتلاف 12 هكتاراً من مختلف أنواع أشجار الغابات في عاصمة التيطري، و25 هكتارا في غابة مناعة ببلدية أمجدل في المسيلة، حيث كشفت مصالح الحماية المدنية عن تفعيلها لمخطط خاص لمكافحة الحرائق، خصوصا في فصل الصيف من خلال تدخل الرتل الخاص بولايات الوسط، الذي دعم مؤخرا ب15 آلية و60 عونا مدربين على مثل هذه العمليات. 30 شخصا حولوا إلى مصلحة الإستعجالات و 9 حرائق في البيض وتلمسان أما في البيض فتسببت موجة الحر الشديدة التي وصلت إلى 47 درجة مئوية حسب مصالح طبية، إلى إدخال ما يزيد عن 30 شخصا إلى مصلحة الإستعجالات الطبية، مست سكان أغلب مناطق الولاية بالأخص الأبيض سيد الشيخ، بريزينة وبوقطب وغيرها، كما تمكنت مصالح الحماية المدنية لولاية تلمسان من السيطرة على عدة حرائق مست المناطق الغابية، حيث كشفت خلية الإتصال عن تدخلها في سلسلة من الحرائق يزيد عددها عن 9 حرائق خلال 24 ساعة من نهار أمس، بالإضافة إلى نشوب حريق آخر في ولاية عين تيموشنت أتلف 4 هكتارات من الحصيدة. إغماءات وحرائق بفعل الحرارة بالوادي وحظر تجول في الجنوب من جهتها سجلت المصالح الصحية المختصة العديد من حالات الإغماء جراء ارتفاع درجات الحرارة، حيث تستقبل مراكز الإستعجالات الطبية بالمستشفيات يوميا زيادة عن 7 حالات بين أطفال وشيوخ ونساء خصوصا، تعرضوا إلى الإغماء أو لضربات الشمس القوية. كما تسببت الحرارة المرتفعة في وقوع العديد من الحرائق في مناطق متفرقة على مستوى ولاية الوادي خاصة في منطقة وادي ريغ في جامعة والمغير، حيث تدخلت وحدات الحماية المدنية في كل مرة لإخماد الحرائق. وأثرت درجات الحرارة كذلك في التقليل من حركة المواطنين وتواجدهم في الأسواق والساحات العامة مخافة الإصابة بضربات الشمس أو بأحد الأمراض الجلدية كالحساسية. وفي إحصاءات غير رسمية أفادت مصادر ''النهار'' أن مصالح الصحة في ولاية أدرار سجلت في الآونة الأخيرة وبفعل ارتفاع درجات الحرارة حالات وفيات وسط كبار السن والأطفال الصغار الذين لم يتمكنوا من تحمل الحرارة، إضافة إلى تسجيل المصالح الصحية المختصة في جل المستشفيات والعيادات في ولايات الجنوب كالوادي، ورڤلة، غرداية، إليزي، أدرار وتمنراست حالات إغماء، أين تستقبل يوميا مراكز الإستعجالات الطبية في المستشفيات من7 إلى 8 حالات بين أطفال وشيوخ ونساء خصوصا، تعرضوا إلى ضربات الشمس القوية . كما تسببت الحرارة المرتفعة في نشوب عديد الحرائق في مناطق متفرقة على مستوى ولايات الجنوب، خصوصا منها المناطق الفلاحية والغابية كمنطقة وادي ريغ بدائرة جامعة والمغير بولاية الوادي وتماسين وتڤرت والحجيرة بورڤلة، ومناطق ولاية غرداية التي عرفت نهاية الأسبوع نشوب حريق مهول بسوق الخضر و الفواكه بسبب ارتفاع درجة الحرارة، تسبب في إتلاف ما يزيد عن 6 محلات تجارية، أين استدعى تدخل وحدات الحماية المدنية قصد السيطرة على ألسنة اللهب التي ساهمت الحرارة في مضاعفتها. من جهة أخرى أثرت درجات الحرارة على حركة المواطنين وتواجدهم في الأسواق والساحات العامة مخافة الإصابة بضربات الشمس والأمراض الجلدية كالحساسية أو التنقل بين الشوارع أين تساهم الحرارة في انتشار العقارب والأفاعي الباحثة عن الرطوبة. تسجيل 3 حالات وفاة وغرقى في سدود المدية عرفت موجة الحر التي شهدتها المناطق الداخلية للوطن ارتفاعا محسوسا في درجة الحرارة، حيث قاربت 45 درجة منها ولاية المدية التي تتميز المناطق الجنوبية منها بإقليم شبه صحرواي، على غرار البواعيش والشهبونية وعين بوسيف وشلالة العذاورة. وقد لقي أولى الضحايا مصرعه ويتعلق الأمر بالمدعو ''ع.ع'' البالغ من العمر 79 سنة إثر إصابته بضربات شمس، حين كان يقوم بعملية الحصاد ليتم نقله جثة هامدة إلى مستشفى المنطقة ويوارى بعدها التراب بمقبرة تافروات، وببلدية عين بوسيف تعرض المدعو ''إبراهمي'' البالغ من العمر 55 سنة هو الآخر لضربة شمس حادة، حين كان متواجدا بمقبرة البلدية بصدد تشييع جنازة أحد أقاربه، وبذات البلدية تم تسجيل حالة وفاة لنفس السبب متعلقة بامرأة كانت في زيارة لأحد أقاربها، ليتم نقلها إلى مستشفى المنطقة حيث لفظت أنفاسها الأخيرة، ناهيك عن استقبال مختلف مصالح الإستعجالات الطبية لمثل هذه الحالات من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين، لاسيما الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة تنفسية. من جهة أخرى خلفت موجة الحر التي اجتاحت مختلف مناطق الولاية عددا من ضحايا البرك المائية والأودية والتي يقصدها العديد من الأشخاص بغرض السباحة، حيث غرق مساء أول أمس شاب في 21 من عمره بسد شلالة العذاورة ويتعلق الأمر ب ''غ.م'' بعد دخوله السد من أجل إنقاذ أخيه، لينقلب إلى ضحية بعد بقائه في قعر السد مدة من الزمن، حيث تم انتشاله وتحويله على جناح السرعة إلى مستشفى البليدة، أين تمكن الفريق الطبي من إنقاذ حياته. إتلاف 17 هكتارا وحرق 2000 شجرة مثمرة كما شهدت الولاية اندلاع عدد من الحرائق وصلت إلى أكثر من 13 هكتارا من المساحات الغابية، وحسب المكلف بالإعلام على مستوى مصالح الحماية المدنية الملازم الأول ''طارق بلهاشمي'' أوضح ل ''النهار''، أن هذه الحرائق مست كل من بلديات بوعيشون والسواقي وجواب وتيزي المهدي، إضافة إلى إتلاف أكثر من 4 هكتارات من المحاصيل الزراعية وقرابة 2000 شجرة مثمرة، كما أتت ألسنة النيران في المناطق الشرقية للولاية على 2500 متر من الأنابيب، وكذا محرك مائي إلى جانب أزيد من 1500 حزمة تبن ونحو 30 صندوق خلية نحل، هذا وقد تمكنت ذات المصالح من حماية المنازل المجاورة للحرائق وكذا مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية والغابية.