السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا فتاة في الثلاثين من العمر، أعترف لك يا أختي نور أني تائهة ضائعة حائرة، أريد التوبة أريد البكاء على المعصية أريد المغفرة والفرج من ربي. نعم فتاة وصلت لهذا العمر وأنا أصلي وأصوم وملتزمة بنظر الناس، والأدهى والأمر أنني مرشدة بالمسجد الجزائر، إنني أحترق يا سيدة نور، صورتي أمام الناس كالملاك، ولكن عندما أخلو بنفسي أنتهك حرمات الله، فمن متابعة المناظر الإباحية إلى ممارسة للعادة السرية، وأحيانا إلى الحديث في مواضيع في الهاتف مع الرجال. سيدتي نور؛ لقد سئمت ممّا أنا فيه أتوب فأعود للذّنب من جديد، فأصبحت بعد فترة لا أشعر بمرارة الألم من الذّنب، بل بالعكس ما عدت أشعر أنّي أعصي ربّي! قسوة في قلبي شديدة جدا، أحاول علاجها بالحفاظ على قراءة القرآن الكريم، فأنا أنصح غيري ولا أستطيع السيطرة على نفسي، أرجوك خوفيني من ربي الذي أمهلني لأكتب لك، أرجوك أختي نور اقسي علي، فما عاد الكلام عن رحمة ربي يؤثر بي والعياذ بالله، فكم أنا بحاجة لك. ح/ خميس مليانة الرد: أعتقد أنك بحاجة إلى إرادة وعزيمة ومن خلالها تراجعين حياتك، وتحاسبين نفسك لتتعرفي على الأسباب التي جرتك إلى هذا الوضع، ثم تتخذين قرارا حاسما جازما لا ترددي فيه، بأن تبعدي عن حياتك كل شيء يوصلك إلى الفساد، وأن تتوبي إلى الله توبة نصوحا، وأهم أركانها الإقلاع عن الذنب، والندم على ما اقترفت يداك، والعزيمة على عدم العودة إليه. وأؤكد لك إذا صلحت النية والعمل وصدقت التوبة مع الله، ثم طلبت من الله الستر والغفران والقبول، فإنّ الله غفور رحيم مجيب. عزيزتي؛ إنّ أي فتاة ترغب في رجل يعيش معها، وهذا مطلب فطري شرعي، فلماذا لا تسألين الله تعالى مخلصة أن يهب لك الزّوج الصّالح الذي تعفين به نفسك، فإذا استقامت نفسك على شرع الله وطلبت من الله بصدق، فلن يضيع الله عبدا سأله بقلب كسير مخلص ينشد الحلال. إنّ أهم مشكلة تواجه شبابنا وشاباتنا هي قضية الزواج، على الرغم من أنه ميسور، إلا أننا نحن الذين عقدنا أموره، فإذا عدنا إلى تعاليم ديننا نجد أن مسألته أيسر من أي شيء. إن حل مشكلاتنا يكمن في تيسير أمر الزواج، وأعتقد أن الفتاة وأبويها لهم دور كبير في تيسيره. لا تيأسي من عطف الله وروحه، عودي إليه واستعيني به وانبذي هذه الوساوس والمشاعر التي لا تنفع، أشغلي نفسك بما ينفع، اتخذي لك صديقات طيبات ولا تفتحي للشيطان بابا يلج منه إلى نفسك، واقطعي الصلة مع الوسائل المهلكة فحينئذ سترين كل خير وستتغير حياتك، وطالما أن الله سترك من قبل فلا تفضحي نفسك، لذلك استغلي هذا الكرم الإلهي وابدئي حياتك من جديد. ردت نور