أسرت لنا مصادر جد عليمة وعلى صلة بالمفاوضات المفاجئة والسريعة التي بدأت ما بين الناخب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة ورئيس ''الفاف'' محمد روراوة عن طريق المناجير العام للمنتخب الوطني عبد الحفيظ تاسفاوت.. أن ثمن الإتفاق المجاني الذي حصل ما بين الرجلين لتولي الأول زمام الأمور على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، مثلما كشف عنه هذا الأخير في أول إطلالة إعلامية له بعد تنصيبه مدربا ل''الخضر''، من خلال اعترافه بأنه لم يمضِ على أي عقد مع المنتخب، على عكس ما تم ترويجه، كان بأن لا خاسر في هذا الإتفاق سواء تعلق الأمر برئيس ''الفاف'' محمد روراوة أو بالناخب الوطني بن شيخة، من خلال اتفاق ذكي إن صح القول - الكل فيه رابح ولا خاسر في الموضوع. تأتي المفاجأة التي فجرها بن شيخة خلال الندوة الصحفية، والتي اعترف من خلالها بأنه لم يمضِ على أي عقد مع ''الفاف''، لتؤكد على أن روراوة مازال مصرا على خيار المدرب الأجنبي، ولم يجد أي خيار سوى تنصيب المدرب عبد الحق بن شيخة وإعلام الرأي العام، على أن هذا التنصيب ليس مؤقتا وإنما سيكون إلى غاية 2012 لضمان اقتناع بن شيخة بالأمر.. هذا من جهة، ومن جهة مقابلة، حتى ينهي ''السوسبانس'' الذي خلقته مسألة خلافة المدرب المستقيل رابح سعدان، والذي شغل الرأي العام لأيام عديدة، إلى جانب تمكينه من وقت إضافي حتى يكون في راحة من أمره قبل التعاقد مع المدرب الأجنبي، والذي لن يتأتى له سوى بعد لقاء إفريقيا الوسطى، على اعتبار ضيق الوقت، أين سيكون أمام متسع من الوقت بعد هذا اللقاء، حيث سيكون أمامه 6 أشهر كاملة قبل موعد المغرب في مارس من السنة المقبلة، بمقابل ذلك، فإن قبول بن شيخة بالمهمة بهذه الصيغة أتت انطلاقا من جملة من المعطيات التي جعلته يوافق على اعلانه مدربا'' للخضر'' حتى قبل إمضائه على العقد، أبرزها أن تسميته كمدرب أول ل''الخضر'' في هذه الفترة الزمنية الزاهية ''إعلاميا'' بعد المشاركة الأخيرة في المونديال ستخدمه كثيرا كمدرب، والدليل هو الهالة الإعلامية الكبيرة التي صاحبت عقده لأول ندوة صحافية، إلى جانب مراهنته على رفع التحدي أمام إفريقيا الوسطى، وهو ما يبقى في متناوله، الأمر الذي سيجعله يفرض الأمر الواقع للبقاء، أما غير ذلك، فسيكون مآله الرحيل السريع وفقا للإتفاق السري وغير المعلن الذي تم ما بين الطرفين، والذي لم يتم الإعلان عنه!.