مازالت تداعيات عدم إدراج مدافع شارل لوروا البلجيكي محمد شاقوري في قائمة ''الخضر'' المعنية بخوض رهان إفريقيا الوسطى في الشهر المقبل تطفو على السطح، وهذا قياسا لتضارب العديد من الآراء حول الأسباب والدوافع التي جعلت الناخب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة يعفيه من الحضور في المواجهة المقبلة، بالرغم من أن أمر استبعاده كان منتظرا من قبل الجميع، وهذا باعتبار أنه يمر بفترة فراغ كبيرة مع ناديه البلجيكي، وكذا ابتعاده عن أجواء المنافسة مع بداية الموسم الكروي الجديد، غير أن هذا المبرر بدون شك لم يأخذه الطاقم الفني ل''محاربي الصحراء'' كمعيار للدفاع عن خياراته في استبعاده للاعب السابق لنادي مونبيليه الفرنسي، حيث أن الإتحادية الجزائرية لكرة القدم وعبر موقعها الإلكتروني، ربطت عدم إدراج اسم شاقوري في كتيبة بن شيخة إلى التزاماته بخصوص اقتراب موعد انتقاله إلى أحد النوادي التي طلبت خدماته في الآونة الأخيرة، وكذا رحيله الوشيك من ناديه شارل لوروا، وهي الحجة التي أثارت العديد من التأويلات، باعتبار أن أمر رحيل اللاعب الجزائري وتغيير وجهته يعد أمرا مستبعدا، طالما أن فترة الإنتقالات انتهت مع نهاية الشهر الفارط، وهو ما يستحيل ترجيح حجة ''الفاف'' في هذه القضية، وهو ما يعني أن مسؤولي الإتحادية أضحوا بعيدين في كيفية التعامل مع هذه القضايا، التي سبق وأن كانت فيها بعض العناصر ضحايا فيها، على غرار ما حصل مع مهاجم اتحاد برلين الألماني بن يمينة الذي استدعي للمنتخب الوطني في فترة من الفترات، وإدراجه اسمه قبل أن يتم حذفه من موقع ''الفاف''، وهو الذي أرجعته هيئة ''الفاف'' إلى خطإ إداري كان خارج إرادتهم، لتتواصل مهازلهم مرة أخرى هذه المرة بقضية شاقوري، الذي يكون قد لم يقتنع بمبررات هيئة الرجل القوي في قصر دالي إبراهيم محمد روراوة بشأن استبعاده من ''الخضر'' في الفترة المقبلة. لماذا استدعي شاقوري في لقاء تنزانيا بينما كان على وشك مغادرة شارل لوروا قبل نهاية ''الميركاتو'' الصيفي والأكيد وأمام هذه الحجة الواهية من طرف ''الفاف'' بخصوص قضية استبعاد شاقوري من القائمة المعنية بخوض لقاء إفريقيا الوسطى، فإن الجميع راح يتساءل عن جدوى هذه المبررات، خاصة وأننا نتذكر جيدا أن شاقوري كان محل اهتمام العديد من النوادي في فترة ''الميركاتو'' الفارط، وكان قاب قوسين أو أدنى من رحيله عن شارل لوروا، والذي تزامن مع قرب موعد تنزانيا في الجولة الأولى من تصفيات كأس إفريقيا للأمم، غير أن الإتحادية لم تفكر في مصلحة اللاعب آنذاك، بدليل أن الناخب الوطني السابق رابح سعدان، قام بتوجيه الدعوة لشاقوري بالرغم من إدراك هذا الأخير لوضعية اللاعب الذي كان منشغلا كثيرا بمسألة تحديد مصيره، غير أن هيئة روراوة لم تأخذ هذا الجانب بعين الإعتبار، لتفوت على شاقوري فرصة تأمين مستقبله الكروي بسبب تواجده في الجزائر، خاصة في ظل الوضعية الصعبة التي يمر بها مع ناديه بسبب التهميش والتجاهل الذي طاله من قبل الطاقم الفني لناديه، وفي الأخير وجد مدافع النادي البلجيكي نفسه خارج القائمة لتعداد ''الخضر'' في قضية أثيرت فيها الشكوك حول نية ''الفاف'' في إطلاق هذه الحجج التي لا تستند إلى أي منطق. ''الفاف'' لم تصارح شاقوري باستبعاده بسبب نقص المنافسة لأن بلعيد وآخرون كان سيكون لهم نفس المصير وبالرغم من أن المدافع شاقوري في كافة الأحوال كان لا يستحق أخذ مكانته في التعداد مع ''الخضر''، قياسا بالظرف الذي يمر به مع ناديه شارل لوروا، أين كان خارج المنافسة لمدة طويلة بالمقارنة مع بعض اللاعبين، الذين كانوا أكثر جاهزية، إلا أن ''الفاف'' لم تكن لها الشجاعة في محادثة اللاعب الجزائري وإعطائه المبررات بخصوص هذه النقطة، حيث بدل أن تقدم هيئة روراوة على اتخاذ هذا الإجراء، راحت تخلق في مبررات أخرى، والأكيد أن ''الفاف'' تدرك جيدا أن مصارحة شاقوري بقضية استبعاده بسبب ابتعاده عن المنافسة، من شأنه أن يخلق تأويلات كثيرة داخل التعداد، وهذا باعتبار أن هذه الوضعية لم تقتصر فقط على حالة شاقوري، بل امتدت إلى عناصر أخرى داخل التشكيلة التي كانت هي الأخرى خارج المنافسة، وهو ما يجعل ابتعادهم عن المنتخب منطقيا، غير أن هذا لم يتجسد، لأن الإتحادية لم تشأ أن تخسر لاعبين آخرين كانوا يعايشون نفس وضعية شاقوري على شاكلة بلعيد، الذي نجا من مقصلة الإستبعاد في آخر المطاف.