تحولت المواجهات بين تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال ، والقوات العسكرية الموريتانية، إلى نقمة على الجزائر، عوض أن تعود عليها بالفائدة، حيث ورغم أن هذه المعارك تقضي من حين لآخر على عدد من الإرهابيين الذين يعملون لزعزعة الإستقرار بالجزائر، غير أنّها وفرت من جانب آخر، كميات ضخمة من الأسلحة والذخيرة للتنظيم الإرهابي الذي سيستعملها ضد الجزائر، من خلال تحويلها إلى المعاقل الإرهابية بالشمال. وتقول تقارير أن التنظيم الإرهابي يغنم في كل مواجهة مع القوات الموريتانية كمّاً من الأسلحة والذخيرة، آخرها كانت الإستيلاء حسب ما جاء في بيان للتنظيم الإرهابي، نشره عقب العملية العسكرية الذي استهدفته على الأراضي الموريتانية الجمعة المنصرم، على 8 قطع كلاشنكوف وقطعتي سلاح بيكا وقاذفتي ''أر.بي.جي''، 7 مع منظاريهما، و32 قذيفة وقناصة غربية ترمي بعيار كبير مع منظارها، و3 مناظير عسكرية و4 مسدسات و9 ستر واقية من الرصاص، فضلا عن ذخائر متعددة عتاد كثير وعدد من الألبسة العسكرية والقبعات والحقائب، حسب التنظيم، وهي ذخيرة ليست بالهينة بالنظر إلى كميتها وفعاليتها، هذه الكمية من الأسلحة حسب متتبعين، يتم تسريبها إلى الشمال الجزائري حيث يقبع بقايا التنظيم الإرهابي في معاقله الأخيرة، في ظل العجز والتشديد المضروب عليه من قبل قوات الأمن المشتركة، حيث وبعد أن تم تجفيف منابع الدعم والإسناد بالشمال، تحول الجنوب إلى مرتع لتهريب الأسلحة والذخيرة إليه، وأصبح بعض الإرهابيين يتسللون عبر الحدود، لتنفيذ عمليات داخل الأراضي الجزائرية، ثم العودة إلى الجنوب حيث يمكنهم العيش ''بأمان''، خاصة وأن الدولة ''المستضيفة'' للتنظيم الإرهابي على اتفاق معه، فتمتنع ''الجماعة السلفية'' عن تنفيذ عمليات إرهابية داخل المدن المالية، مقابل قيام مالي بغض الطرف عن تحركات خلايا التنظيم في المنطقة الحدودية الشمالية، وعلى الرغم من الجهود الذي تبذلها السلطات الموريتانية لملاحقة التنظيم على الحدود مع مالي وفي بعض الأحيان على الأراضي المالية، غير أن قلة الإمكانات يجعلها في كل مرة تخسر أكثر ممّا تجني في ظل تجندها كدولة وحيدة بالساحل ضد الإرهاب، و''تزود'' التنظيم في كل مواجهة بأسلحة وذخيرة هامّة، تعود عليها وعلى الجزائر فيما بعد بالوبال، في ظل شساعة المنطقة وعجز القوات الموريتانية عن السيطرة عليها، فضلا عن تمركز العناصر الإرهابية في مناطق جبلية يصعب اختراقها، ممّا تزيد التنظيم الإرهابي قوة، حتى وإن كانت إمكاناته قليلة. فرنسا تؤكد استعدادها لإجراء ''اتصال'' مع جماعة أبو زيد لتحرير الرهائن قالت السلطات الفرنسية أنها على استعداد لإجراء اتصال مع الإرهابيين، المسؤولين عن اختطاف الرعايا الفرنسيين الأسبوع المنصرم بالنيجر، ويتعلق الأمر بجماعة عبيد حمادو المدعو عبد الحميد أبو زيد، ونقل الأميرال ادوارد غييو رئيس أركان الجيوش الفرنسية، أن فرنسا مستعدة لإجراء ''اتصال في أي وقت'' مع مختطفي الأشخاص السبعة، من بينهم خمسة فرنسيين الذين تم خطفهم.وقال الأميرال أمس في تصريح على أمواج إذاعة ''أوروب1'' أن ''السلطات الفرنسية مستعدة بطبيعة الحال لإجراء الإتصال في أي وقت، وأن الصعوبة الوحيدة التي تواجه باريس تكمن في أن مختطفي الرهائن هم من يتحكم في الوقت، مستبعدا في الوقت الحالي أي تدخل عسكري، حيث قال في هذا الصدد أن ''التدخل العسكري في الوقت الراهن ليس واردا وأن القوات العسكرية توجد هنا لتدعيم دبلوماسيتنا''، مشيرا مع ذلك إلى أن ''الخيار العسكري يبقى ممكنا''. وبخصوص حياة الرهائن، قال قائد الأركان أن حياتهم في الوقت الحالي ليست في خطر فوري، وأن السلطات تنتظر خطا للإتصال، لافتا إلى أن ''دفع الدية ليس إستراتيجية دائمة''، ملمحا في ذلك إلى أن ''كل شيء سيتم حسب الظروف''. ''بوان أفريك'' تلغي رحلاتها اتجاه دول النيجر، مالي، الجزائر وموريتانيا قررت بوان أفريك أكبر الشركات الفرنسية التي تعمل في الميدان السياحي توقيف 76 من رحلاتها في اتجاه تمنراست وجانت وتميمون في الجزائر والأخرى باتجاه أقادز في النيجر وأتار في موريتانيا وقاو في مالي. وهي الشركة التي نقلت في سنة 2007 أكثر من 70.000 شخص، أما في سنة 2009 تم نقل 35.000 شخص فقط حيث قال المدير العائد من النيجر؛ أن الوضع خطير جدا، خاصة بعد اختطاف 7 فرنسيين في منطقة أرليت من طرف القاعدة في المغرب الإسلامي. وتعتبر مناطق مثل تمنراست وجانت وتيميمون أمنية، حيث لم تحدث أية عمليات اختطاف في الجزائر، وهذا راجع لتحكم القوات الأمنية وتعاون المواطنين والوكالات السياحية معها. وتعتبر شركة ''أبون أفريك '' أكبر متعامل في نقل السياح إلى دول النيجر والجزائر وموريتانيا ومالي، من جهتها الوكالات السياحية في تمنراست وإليزي وأدرار أكدوا ل ''النهار''؛ أن الموسم السياحي 2010 سوف يكون الأسوأ على الإطلاق ولكن من خلال اتصالات مع بعض الوكالات السياحية بتمنراست، أكدت أن السواح الأجانب لهم ثقة كبيرة في الحكومة الجزائرية، وهم في انتظار القرار الأخير بخصوص الموسم السياحي، حيث قالت لنا سائحة فرنسية تتواجد في تمنراست: ''نحن نحب الصحراء ونعرف أن الحكومة الجزائرية في المستوى الذي يسمح لها بحماية زوارها وننتطر القرار، وهناك أكثر من 45 فرنسي و60 ما بين الإسبان والإيطاليين؛ أكدوا قضاء العطلة القادمة في الصحراء الجزائرية ما بين تمنراست وجانت وتيميمون.