لقي أربعة جنود موريتانيين مصرعهم، مساء أول أمس، وجُرح آخرون، على أيدي جماعة مسلحة في شمال شرق موريتانيا، على بعد 700كم شمال العاصمة نواكشوط، حسب ما أكدته الوكالة الموريتانية للأنباء. واغتيل الجنود الأربعة في ثكنة "الغلاوية" الواقعة على بعد 165كم عن ولاية أطار الموريتانية، بعد عملية مطاردة قادتها دورية موريتانية ضد سيارة رباعية الدفع، وتقول بعض المصادر إنهما سيارتان وليست واحدة، رفضت التوقف عند المركز الحدودي، قبل أن تتوقف السيارة وينزل منها مسلحون أغاروا على الجنود وسلبوا منهم الأسلحة والذخيرة التي كانت بحوزتهم. ونُقل الضحايا إلى العاصمة نواكشوط في نفس الأمسية على متن طائرة عسكرية صغيرة، قبل الاتصال بعائلات الضحايا وتسليمهم جثث ذويهم. ورجحت مصادر موريتانية أن تكون العملية من توقيع "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي تنشط بعض سراياها في الشروط الحدودي الممتد بين الجزائر وموريتانيا ومالي، على خلفية عملية "لمغيطي" التي حدثت في جوان 2005 شمال موريتانيا وأسفرت عن مقتل حوالي 15 جنديا موريتانيا وجرح آخرين، وهي العملية التي تبنتها "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" حينها في بيان نشرته على شبكة الأنترنت، واعتبرتها "غزوة" قالت إنها الأولى من نوعها في المنطقة لكنها "لن تكون الأخيرة". في حين لا تستبعد قراءة أخرى فرضية ضلوع شبكات التهريب في القضية، خاصة وأن المنطقة التي وقعت فيها العملية تشهد نشاطا مكثفا لشبكات التهريب. وفي السياق ذاته، أعلنت قيادة أركان الجيش الموريتاني أول أمس فرض حالة استنفار قصوى في المناطق الحدودية، ودعت كافة وحدات الجيش إلى التزام الحيطة والحذر، تزامنا مع ذكر مصادر إعلامية موريتانية أن هناك تحركات عسكرية بدأت في شمال موريتانيا، خاصة في ولاية تيرس زمور وولاية أدرار الموريتانية. وتأتي هذه الحادثة بعد 4 أيام من مقتل 4 فرنسيين في منطقة ألاك، وهي الواقعة التي هزت الرأي العام الفرنسي والموريتاني على حد السواء، وجندت قوات الأمن الموريتانية وحدات كبيرة لملاحقة المتهمين الذين حاولت بعض المصادر ربطهم بتنظيم "الجماعة السلفية"، وعلى هذا الأساس قيل إن أحد المتهمين هو محمد المصطفى ولد عبد القادر، المكنى أبو القاسم، وهو شخص سبق وأن أدين في عام 2006 بسنتين سجنا مع وقف التنفيذ، للاشتباه بانتمائه إلى جماعة إرهابية، كما ذكرت المصالح القضائية الموريتانية أن اثنين من المتهمين تم إيقافهم السنة الماضية بتهمة الانتماء إلى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال". وفي سياق مواز، استبعدت مصادر فرنسية أن تكون العملية التي استهدفت الرعايا الفرنسيين من توقيع "الجماعة السلفية"، وذلك استنادا إلى الطريقة التي تمت بها تصفية الفرنسيين في موقع بعيد جدا عن الحدود الجزائرية من جهة، ولعدم تبني التنظيم للعملية على موقعه في شبكة الأنترنت من جهة أخرى، وهو الذي سارع إلى تبني عملية "لمغيطي" وذكر بعض تفاصيلها على الموقع ذاته. وبحسب متتبعين، فإن الوضع الأمني الموريتاني يشهد مؤخرا حالة استنفار قصوى دفعته إلى إحداث تغييرات على هرم الجيش، حيث عين الريس الموريتاني سيدي ولد الشيخ عبد الله العقيد فيليكس نيغري على رأس قيادة الأركان خلفا للعقيد محمد ولد محمد صالح الذي أحيل على التقاعد، علما أن القائد الجديد لقيادة الأركان كان يشغل منصب نائب قائد قيادة الأركان الموريتانية، كما تم تعيين العقيد إعل ولد محمد فال نائبا لقائد الأركان وهو شخص آخر غير رئيس المجلس العسكري الانتقالي الذي خلع الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع. مصطفى. ف