صنّفت وزارة الخارجية الفرنسية، الجنوب الجزائري أكثر المناطق خطورة على الصعيد الوطني من الناحية الأمنية، محذرة رعاياها المتواجدين على التراب الجزائري من التجول أو التنقل بكل من ولاياتي تمنراست وإيليزي اللتين تعرفان إقبالا متزايدا للسياح الأجانب خلال هذه الفترة من السنة بالموازاة مع انطلاق موسم السياحة الصحراوية الممتد إلى غاية شهر أفريل القادم، وذلك على خلفيةانتعاش ظاهرة اختطاف الرعايا الأجانب بمنطقة الساحل من قبل عناصر التنظيم الإرهابي لما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وتزامن آخر، تعديل أدرجته السلطات الفرنسية في السابع أكتوبر الجاري على موقع وزارة خارجيتها، مع تاريخ انطلاق موسم السياحة الصحراوية في بلادنا المصادف لنفس اليوم، حيث أشارتضمن الركن الخاص بإرشادات المسافرين، أن أغلبية المناطق السياحية بضواحي تمنراست وجانت والتي تكثر فيها الحركة خلال هذه الفترة من السنة خاصة مع اقتراب احتفالات رأس السنة الميلادية،باتت تشكل خطرا متزايدا في ضل تنامي عمليات اختطاف السياح الأجانب من قبل الجماعات المسلحة بمنطقة الساحل، والتي أسفرت آخرها عن خطف سبعة رعايا أوروبيين من بينهم خمسة يحملون الجنسية الفرنسية، حيث طالبت الخارجية الفرنسية من رعاياها المقيمين بالجزائر وجميع مواطنيها الراغبين في التنقل إلى بلادنا، بضرورة تقليص عدد تنقلاتهم مع التحلي باليقظة واتخاذ الحيطة اللازمة،فضلاعن تفادي إثارة الإنتباه خلال تنقلاتهم اليومية، والتي نصحت أن تتم باستعمال الطائرات عندما يتعلق الأمر بالسفر بين الولايات الداخلية. وجاء الإعلان عن هذه النصائح في نفس اليوم الذي أشرف فيه وزير السياحة اسماعيل ميمون شخصيا، على انطلاق موسم السياحة الصحراوية في غرداية من أجل تأكيد عدم إلغاء أي نشاط سياحي في الصحراء الجزائرية بعد أسابيع قليلة من تدهور الأوضاع في دول الساحل المجاورة لأهم الولايات السياحية في الجزائر على غرار تمنراست وإليزي، حيث نصحت الخارجية الفرنسية رعاياها بعدم التنقل إلى الجنوب الجزائري في الوقت الراهن لاسيما في المناطق المتاخمة لولاية تمنراست، مدعية أن هذه الضواحي غير مفتوحة في وجه السياح بناء على تعليمات أصدرتها مصالح الأمن الجزائرية،والتي أعلنت في سياق مواز، حضر التنقل إلى مالي والنيجر وموريتانيا عن طريق البر. وعمدت السلطات الفرنسية إلى استعمال أسلوب شديد اللهجة عند مخاطبة رعاياها، فضلا عن استغلال وقائع قديمة لتهويل الوضع وزرع الرعب في نفوسهم، بما في ذلك التذكير بعملية اغتيال الرهينة الفرنسي ''جرمانو'' على يد عناصر التنظيم المسلح انتقاما من العملية العسكرية التي شنتها القوات الموريتانية بالتنسيق مع الكوموندوس الفرنسي، والتي انتهت باغتيال عدد من أتباع القاعدة مندون أنتتوج بتحرير الرهينة.