طالبت الخارجية الفرنسية من رعاياها المقيمين بالجزائر وجميع مواطنيها الراغبين في التنقل إلى بلادنا، بضرورة تقليص عدد تنقلاتهم مع التحلي باليقظة واتخاذ الحيطة اللازمة، فضلا عن تفادي إثارة الإنتباه خلال تنقلاتهم اليومية، والتي نصحت أن تتم باستعمال الطائرات، عندما يتعلق الأمر بالسفر بين الولايات الداخلية. وجاءت التحذيرات ضمن التعديل الأخير الذي أدرجته وزارة الشؤون الخارجية والأوروبية في السابع جانفي الجاري على موقعها الإلكتروني، على خلفية إحباط محاولة تفجير الطائرة الأمريكية، و تجدد تهديد التنظيمات الإرهابية ضد مصالحها، معللة موقفها بالنسبة للجزائر بتصاعد الهجمات من قبل الجماعات المسلحة لاسيما ضد قوات الأمن في الشمال الشرقي، والتي احتملت أن تمتد إلى استهداف الأجانب على حد سواء، لاسيما بعد انضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت لواء ما يعرف ب''القاعدة في المغرب الإسلامي''، والذي صدرت من قبله تهديدات صريحة ومتكررة ضد المصالح الأجنبية بما في ذلك الفرنسية والأميركية، وصنف الموقع كل منطقة القبائل وبعض الولايات المجاورة لها إلى جانب الجنوب الجزائري، كأكثر الأماكن تضررا من العمليات الإرهابية الاستعراضية، والتي يستوجب تفادي التجول فيها، بحجة أن خطورة الإرهاب لا زالت مرتفعة بهذه المناطق، مشيرا إلى أن مخاطر النشاط الإرهابي على مستوى شمال الجزائر أكثر حدة بمنطقة القبائل والولاياتالشرقية المجاورة لها، أين تكثر اعتداءات الجماعات المسلحة الناشطة، كما أن التنقل بهذه المناطق يجب أن يكون عن طريق المرافقات الأمنية، مع التحلي باليقظة والحذر الشديدين، بالإضافة إلى تفادي المحاور الثانوية وغير الخاضعة للرقابة. وبناء على ما جاء به نفس الموقع؛ فإن الخطر يمس كذلك الجنوب الجزائري والمناطق الحدودية مع دول الساحل، على غرار مالي، موريتانيا والنيجر، أين انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة اختطاف الأجانب والغربيين بصورة خاصة بما فيهم الرعايا الفرنسيين، وهو ما دفع بالسلطات الأمنية إلى تعزيز تواجدها وتسديد إجراءات المراقبة، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى إغلاق المعابر الحدودية مع الدول الجنوبية المجاورة، بحيث حذرت الخارجية الفرنسية رعاياها من التوجه إلى المالي برا، وضرورة التعامل مع الوكالات السياحية، فضلا عن احترام التعليمات الأمنية الموجهة من قبل الأجهزة المحلية، والتفادي المطلق مهما كانت الأسباب محاولة تجاهل هذه التعليمات، والتحلي بسلوك لا يثير الاشتباه. مخاوف من اختطاف رعايا فرنسيين مع انطلاق الموسم السياحي في الجنوب وتزامنت التعليمات التي وجهتها الخارجية الفرنسية مع انطلاق الموسم السياحي في الجنوب الجزائري، الذي يمتد إلى غاية أواخر شهر أفريل القادم، حيث شدد المصدر على استعمال الطائرات وتفادي التنقل عن طريق البر أو في أوقات متأخرة من الليل، مع اللجوء إلى المرافقات الأمنية في حالة الضرورة، وبالخصوص لدى التنقل في المناطق الريفية والجبلية، محذرا في ذات السياق من مخاطر التعرض للخطف في حال عدم التعامل مع وكالات السفر المعتمدة من قبل السلطات الجزائرية، والحصول على تصريح من طرف وزارة السياحة والبيئة وتهيئة الإقليم قبل دخول الصحراء.