اهتز مجمع أسميدال على وقع فضيحة فساد مدوية، تم فيها نهب الملايير في صفقات مشبوهة، وكان أبطالها مسؤولون في المجمع. تفاصيل هذه الفضيحة تعود إلى قيام مسؤولين في المجمع بتأسيس شركات خاصة وبأسمائهم، لتنفرد تلك الشركات بالاستحواذ على صفقات المجمع. قبل أسابيع، أطلقت شركة “أسفرطراد” وهي أحد أفرع مجمع أسميدال مناقصة لنقل وتوزيع أسمدة ومواد أولية. وقد شاركت مؤسسات خاصة وعمومية في المناقصة، فيما أُقصيت مؤسسة نقل خاصة، بأوامر من مسؤولين كبار في الشركة الأم أسميدال. وأسفرت نتائج فتح الأظرفة بعد المناقصة عن فوز عدة مؤسسات بالصفقة، منها شركة تحمل اسم “أل جي للنقل”. اللعاب احميدة والرشام احميدة.. في أسميدال! وقد أجرت “النهار أونلاين” تحقيقات حول هذه الشركة ليتبين أنها تم تأسيسها عام 2016، لتفوز على مدار 3 سنوات كاملة بصفقات نقل الأسمدة. وقادت تحقيقات “النهار أونلاين” إلى أن هذه الشركة الخاصة يملكها شخصان، أحدهما يدعى جمال الدين غيموز والآخر شوقي لوصيف. وكشفت تحريات “النهار” أن الشريك الأول في شركة “أل جي للنقل” شغل منصب مدير شركة من أحد أفرع “أسميدال”. وشغل “ج. د غيموز” منصب مدير “صومياس” بداية من عام 2016، أي في العام الذي أسس شركة “أل جي للنقل”. كما أن الشريك الثاني وهو ابن شقيقة الشريك الأول، هو شقيق مدير آخر لإحدى أفرع مجمع “أسميدال”. وتنص المادة 8 من قانون مكافحة الفساد على أن الموظف العمومي مُلزم بإخبار السلطة التي يخضع لها بأي تعارض للمصالح. ويُقصد بتعارض المصالح تعارض مصلحته الشخصية مع المصلحة العامة وهو ما يمكن أن يؤثر على ممارسته لمهامه بشكل عاد. سوء تسيير وعبقرية في النهب ولم تقتصر مخالفة مسؤولي أسميدال للقوانين على الغش والتلاعب بالصفقات العمومية، من خلال استغلال النفوذ وتعارض المصالح. بل إن كوارث التسيير ونهب المال العام امتدت إلى البحث عن تضخيم رقم أعمال شركات النقل الخاصة. واهتدى مسؤولو أسميدال الى حيلة تم من خلالها مضاعفة التكاليف على المجمع العمومي من أجل توفير فرص عمل لشركاتهم الخاصة. وتفيد معطيات تحصلت عليها “النهار أونلاين” أن “أسفرطراد” التي سعت لرفع قدرتها الانتاجية للأسمدة، اقنت آلة ثانية للتوظيب والتغليف. لكن بدلا من يتم نصب تلك الآلة الجديدة في وهران، أين يتم جلب المادة الأولية، فقد جرى نصبها في عنابة. ويعني ذلك أن “أسفرطراد” تقوم بجلب الأسمدة عبر شركات نقل خاصة من وهران نحو عنابة قبل توزيعها بولايات الغرب. وفيما تتكبد فرع أسميدال خسائر غير مبررة جراء هذا التسيير الكارثي، فإن ذلك قد جلب لشركات النقل الخاصة أرباحا طائلة.