فتح رئيس المحكمة باب الاستجواب مع المتهم آل إسماعيل جعفر رضا، مسير كونتال ألجيريا، الذي وجه إليه التهم المتابع بها، طالبا منه، بعد سماعه قرار الإحالة، الرد عليها؟ المتهم: أنا أنكر التهمة المنسوبة إليّ، لقد أسست كونتال ألجيريا في 2003 . القاضي: قبل ذلك، ما هو تكوينك؟ ومتى بدأت النشاط التجاري؟ أنا تقني سام في البنوك لكن لم أدخل الجامعة، وفي 1996 كنت أعمل في شركة العائلة "سوجيت" في مجال شبكات الإعلام الآلي، وفي 1999 أسست شركة خاصة بي "سوبيب" تنشط في ذات المجال وأنجزت 100 مشروع مع البنوك والمؤسسات العمومية. لم يكن لديك نشاط تجاري في الخارج؟ لا، في 2001 أسست كونتال ألجيريا وهي مختصة في استيراد المعدات الإلكترونية وشبكات الإعلام الآلي. يطلب القاضي من المتهم التكلم بالدارجة بدل الفرنسية ليقول له: "من قواعد المحاكمة العادلة التكلم باللغة التي يفهمها الجميع"، ثم يسأله: ما هي الصفقات التي قمت بها؟ فزت بمناقصة محدودة في وزارة الدفاع الوطني للحماية الإلكترونية لمطار بوفاريك وفزت بها من مجمل 13 صفقة نجحت في المشروع من الناحية التقنية لكنه ألغي. كيف تملك خبرة ولم تتحصل على المشروع؟ تحصلنا على العرض التقني لكن وزارة الدفاع هي التي ألغت الصفقة. يواصل القاضي في التدقيق حول خبرة الشركة ونوع الصفقات التي تحصلت عليها قبل تعاقدها مع سوناطراك ويطلب منه التكلم باللغة العربية حيث قال له: "أنت من مواليد 1975 إذن أنت من جيل المدرسة الأساسية الذي يتقن العربية"، ثم يسأل المتهم إن كان على دراية بقانون الصفقات العمومية وإن كان يملك مستشارا قانونيا في الشركة؟ وهل يعرف قوانين المناقصة الوطنية؟ لا أعرف القانون. لم أطلع عليه. أنا أعرف فقط الجانب التقني. على كل حال، أنت تقني. وقانون الصفقات العمومية سنحاسب عليه الموظفين العموميين المطلوب منهم احترام القانون؟ ليس لدي دخل في الصفقات وقانونها. لكن، أنت مسير شركة والمفروض أنك تعرف أن القانون يحدد سقفا للقيمة المالية للصفقة حتى تمر على المناقصة أم لا، وحتى الشعب الجزائري يعرف ذلك؟ والصفقات مع سوناطراك كانت بمبالغ ضخمة وتمت بطرق رضائية؟ أنا، كشركة، لما تطلبني مؤسسة للتعاقد معها. أقدم العرض ولما يختاروني أنجز المشروع. ما قيمة آخر المشاريع التي قمت بها قبل التعاقد مع سوناطراك؟ هناك مشروع بقيمة مليوني دينار، ومشروع خاص بالمستشفى العسكري عين النعجة بقيمة 60 مليون دينار أنجزته عن طريق مناولة مع شركة ألمانية مختصة "تي بي يي". كيف تعرفت على الشركة الألمانية فونكوارك بلاتيك؟ تعرفت عليها في ميونيخ بألمانيا في جوان 2005 واتصلت بنا الشركة لغرض تباحث مشروع الحماية الإلكترونية لمشاريع سوناطراك. وهي شركة معروفة بمنتجاتها ذات الجودة العالية في مجال حماية الأماكن الحساسة "عتاد مضاد للانفجار". إذا، الشراكة مع فونكوارب بلاتيك سببها المنتَج ذو الجودة العالية؟ وابنا مزيان، ألم يكونا معك في تأسيس كونتال؟ لا.. كنا في البداية 3 شركاء فقط. لكن العقود التي أبرمتها مع سوناطراك تخص الحماية الإلكترونية والمراقبة البصرية. وهذا ليس من صميم نشاط شركة كونتال ألجيريا؟ في 2005 غيّرنا نشاطات الشركة وأصبح لها فروع أخرى تعنى بالخدمات.. وتوقف القاضي مطولا عند طريقة عمل الشركة وكيفية تغيير القانون الأساسي الخاص بها لتصبح من شركة استيراد إلى شركة خدمات وكذا حاول استجواب المتهم حول طريقة تقسيم الأرباح بين الشركاء وكيفية حصولها وإن كانت حققت أرباحا قبل الحصول على صفقات من سوناطراك، حيث أجاب المتهم بأن الأرباح تقسم في جمعية عامة وبحضور محافظ الحسابات وكل ثلاث سنوات حتى يكون الاستثمار متواصلا. كيف انضم كل من بشير ورضا بصفتهما ابني الرئيس المدير العام لسوناطراك كشريكين في كونتال ألجيريا؟ رضا مزيان صديقي منذ الدراسة. أما شقيقه فوزي، فلم ألتق به إلا في سنة 2004، وفي البداية اتصلت برضا وعرض علي إنجاز شركة متخصصة في النقل، لكن لوجوده في فرنسا لم يدخل شريكا معي، غير أنني عقدت شراكة مع فوزي مزيان، الذي انضم شريكا في جانفي2005. إذا، تم تغيير القانون الأساسي للشركة من أجل دخول بشير فوزي مزيان شريكا؟ وكم منحته من سهم؟ 200 حصة. مجانا؟ لا. كل الشركاء لم يدفعوا مقابل حصصهم، وقيمة السهم مليونا دينار. لما أشركت بشير فوزي في شركتك كنت تعرف أن والده هو الرئيس المدير العام لسوناطراك؟ الشراكة كانت في مجال النقل ولا علاقة لها بسوناطراك. أنت كنت تخطط للبعيد بشراكتك لابن محمد مزيان للحصول على صفقات سوناطراك؟ ابن مزيان هو شاب جزائري وله الحق في تأسيس شركة. يتدخل الأستاذ بوشاشي مصطفى، الذي رفض طريقة استجواب القاضي للمتهم آل إسماعيل وطلب منه قائلا: "رجاء أن تسمحوا للمتهم أن يتكلم ويروي لكم كيف تعرف على أبناء مزيان حتى يتمكن المحلفون وكل من في محكمة الجنايات من معرفة خلفيات القضية". القاضي يرد: هذا هو التحقيق النهائي. بوشاشي: هذه محكمة اقتناع. دعوا المتهم يسترسل ويحكي ثم اطرحوا عليه الأسئلة، بطريقتكم هذه أنتم تحرمونه من توصيل الفكرة إلى المحكمة. القاضي: نحن نحترمكم ولا يحق لكم توجيه محكمة الجنايات، نحن نعرف صلاحياتنا ونحترم القانون. ..ونيتنا صادقة.. "رجاء لا تكهربوا جو المحاكمة". يتدخل محام آخر ليقول للقاضي: "هناك فرق بين السؤال والاستنباط". القاضي: احترموا محكمة الجنايات ما هذا.. من قبل كنتم تخاصمون النيابة والآن تحولتم إلى قاضي الحكم. ..رفع القاضي الجلسة لعشرين دقيقة ليواصل بعدها أسئلته لنفس المتهم؟ وحاول الحصول على أسئلة بخصوص نشاط المجمع الذي حصل بين الشركة الجزائرية "كونتال ألجيريا" والألمانية "فونكوارك بلاتيك" وكيفية تقاسم الأرباح بعد الحصول على صفقات في الجزائر، ليؤكد المتهم أنه يتم تقاسم رقم الأعمال ومبلغ الصفقة يقسم حول النشاط والجزء المخصص لكل شركة في المجمع. متى كان أول اتصال لك مع سوناطراك؟ قبل سوناطراك نحن كشركة جزائرية قدمنا عدة عروض على مستوى مؤسسات عمومية منها وزارة الدفاع الوطني والبنوك وسوناطراك وأردنا تقديم التكنولوجيا للجزائر، كان لدينا طموحات كشركة جزائرية. بشير فوزي كان مهندسا بسوناطراك ودخل شريكا معك في كونتال ألجيريا. كيف ذلك؟.. هو كان مهندسا في سوناطراك وكان سيخرج منها ليعمل في مجال النقل. طلبت من رضا مزيان التوسط عند والده لتقديم عرض بسوناطراك. كيف كان اتصالكم بسوناطراك؟ أنا منذ سنة 2004، اتصلت بي الشركة الألمانية "تي بي يي" لغرض مرافقة وفد ألماني كان سيزور الجزائر وسبق لي أن عملت مع الشركة في مشروع مستشفى عين النعجة، وطلبت مني الشركة تقديم عروض لعدة شركات ومنها سوناطراك لغرض التعريف بالتقنية التكنولوجية في مجال الحماية البصرية، ونشطنا ملتقى بالشيراطون حضرته عدة مؤسسات ومنها سوناطراك، واتصلت بصديقي رضا مزيان لأطلب منه أن يدلني على الإجراءات لأتصل بشركة سوناطراك لتقديم عرض لهم، ومنحني رقم فاكس الرئيس المدير العام، حيث حررت مراسلة لشرح تفاصيل تقديم عرض بخصوص التقنية التي نملكها. ..يتدخل القاضي ويطلب من المتهم التكلم بتريث ودون خوف قائلا: "سنسمعك حتى الصباح. أنت في "الشرع لحمر"، ثم علق قائلا: نحن من أجل تلطيف الأجواء جلبنا ملفات صفراء حتى ننسى أنه "شرع احمر" ليتدخل المحامي: "حنا نقولوا شرع الرحمة". هل تعرف إطارات سوناطراك؟ لا أعرفهم لقد قدمت العرض مع الشركة الألمانية في حاسي مسعود بتاريخ 28 نوفمبر 2004، وتعرفت عليهم بعد العرض الثاني. لماذا لم تنتظر عرضا من سوناطراك عن طريق مناقصة في الجرائد واتصلت بابن محمد مزيان لعرض خبرات شركتك. شاركنا في المناقصة وفزنا بالصفقة وكنا قبلها قدمنا عرضا بعد ذلك لم تقبله سوناطراك، فقمنا بتأسيس مجمع مع الشركة الألمانية وكان هناك عرضان وقدمنا هندسة مشروع وحسبناه مجانيا واختارت الشركة عرضنا في جوان 2006 لحماية المركب الصناعي للجنوب وتم إبرام العرض مع مديرية الإنتاج لسوناطراك. أنت تعرف أن قانون الصفقات العمومية يمنع إبرام صفقات بقيمة 197 مليار بالتراضي. هذا كان مشروعا حساسا بالنسبة إلى سوناطراك. ..وفي المساء، احتج محامون بسبب قانون الصفقات العمومية وأكدوا للقاضي أن مجمع سوناطراك لا يخضع لهذا القانون، بعد أن أثار استجواب المتهم حفيظتهم، الذي قال إنه "لا يعرف قانون الصفقات العمومية". وعلى إثرها رفع القاضي الجلسة.
اليوم الثالث من محاكمة 19 متهما في "سوناطراك 1" المحكمة العليا تسقط تهمة إساءة استغلال الوظيفة عن رحال محمد شوقي تواصلت لليوم الثالث على التوالي بمحكمة الجنايات لدى مجلس قضاء العاصمة إجراءات محاكمة المتهمين في قضية "سوناطراك1"، حيث انطلقت في المساء جلسات الاستجواب مع المتهم الأول "آل إسماعيل رضا" مسير شركة كونتال ألجيريا والمتابع بجناية تنظيم جمعية أشرار وإبرام صفقات مع مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي تجاري والاستفادة من سلطة وتأثير مسؤولي المؤسسة للزيادة في الأسعار، والرشوة، وتبييض الأموال، والمشاركة في تبديد أموال عمومية، وهذا في الصفقة الخاصة بمشروع الحماية الالكترونية والمراقبة البصرية لمجمع سوناطراك. انطلقت المحاكمة الجنائية على الساعة التاسعة والنصف صباحا، حيث دخلت هيئة محكمة الجنايات برئاسة القاضي محمد رقاد ليعلن عن افتتاح الجلسة في قاعة كانت شبه فارغة، إذ اقتصر الحضور على المتهمين وبعض المحامين فقط المتأسسين في حق المتهمين الثمانية الذين صنفهم القاضي ضمن المجموعة الأولى للاستجواب لعلاقتهم بمشروع الحماية البصرية والالكترونية لمنشآت سوناطراك الذي تحصلت عليه الشركة الألمانية فونكوارك بلاتيك، بمعية شركة "كونتال ألجيريا". واستمر كاتب الضبط في تلاوة قرار الإحالة والذي تطلبت قراءته أكثر من يومين، ليتنفس هذا الأخير الصعداء بمجرد وصوله إلى الصفحة الأخيرة، والتي ساقت فيها غرفة الاتهام اتهاماتها الموجهة للمتهمين البالغ عددهم 19، من إطارات سوناطراك ومسيري شركات خاصة، وأربع شركات متابعة كشخص معنوي، حيث قام واقفا لقراءة الديباجة الأخيرة، ليعلن القاضي في تمام الساعة منتصف النهار عن انطلاق جلسات الاستماع للمتهمين حسب المجموعات التي بينها للمحامين. ونوه رئيس محكمة الجنايات قبل رفعه للجلسة لغرض الاستراحة، بأن المحكمة العليا قد أسقطت تهمة إساءة استغلال الوظيفة عن المتهم رحال محمد شوقي نائب المدير العام لسوناطراك، ولا يجوز بأي حال من الأحوال طرح هذه التهمة أو مناقشتها خلال الاستجواب. وذكرَ في السياق المحامين بخطة المحاكمة، وحرص على تذكير كل من المترجم باللغة الألمانية وكذا مترجمة اللغة الايطالية على ترجمة كل ما يدور من مناقشات حسب مجموعة كل شركة لممثليها الحاضرين، وهما ممثل "كونتال فونكوارك "الألمانية بالجزائر توماس تلامار" والذي أكد للقاضي الذي طلب منه الحضور في استجواب المتهمين الثمانية، بأنه يتابع الملف من بدايته وحاضر دائما، في انتظار وصول ممثل الشركة الألمانية "فونكوارك بلاتيك" إلى الجزائر وهو المسمى "ماتياس برلينغ" والذي ظن القاضي بأنه حاضر منذ بداية المحاكمة، حيث اخلط بينه وبين ممثل الشركة الألمانية في الجزائر، فيما شرحت المترجمة لممثل سايبام "راسيمو غاليميرو" بأنه معني بالمجموعة الثانية الخاصة بصفقة أنبوب غاز غالسي".
تصريحات ممثل الشركة الإيطالية في قرار الإحالة: ممثل سايبام: لا علاقة لمزيان باختيار الشركة في صفقة "جي كا 3" كشفت أمس تلاوة قرار الحالة في صفحاته الأخيرة، عن تصريحات ممثل الشركة الايطالية سايبام المتابعة في القضية كشخص معنوي بجنح الرشوة والزيادة في الأسعار بعد إبرام صفقة مع مؤسسة عمومية ذات طابع اقتصادي تحاري، والاستفادة سلطة وتأثير المؤسسة العمومية، والتي قال فيها بأن الرئيس المدير العام لسوناطراك محمد مزيان لا علاقة له باختيار الشركة في المناقصة الوطنية الدولية الخاصة بمشروع انجاز أنبوب الغاز غالسي في حصته الثالثة. وأضاف المعني بأن اللجنة المكلفة بالمناقصة هي المكلفة بانتقاء الشركات، وحملت تصريحات ممثل سايبام دليل براءة محمد مزيان من صفقة "جي كا 3" حيث أكد أن هذا الأخير لم تكن له علاقة بالموافقة على اختيار الشركات التي فازت في الصفقة، كما أنه صرح لقاضي التحقيق بأن ابن مزيان وهو المتهم محمد رضا عمل مستشارا لدى مدير الشركة الايطالي وفقا لعقد لتقديم الاستشارات وكان قبل ثلاث سنوات من مشاركتها في المناقصة الوطنية والدولية وفوزها بانجاز الحصة الثالثة للمشروع، معتبرا بأن رضا لم يتدخل لدى والده محمد مزيان لغرض حصول الشركة على الصفقة. وأكد ممثل سايبام بأن الشركة تعمل في الجزائر وفقا للقانون الجزائري وهي فرع للشركة الايطالية الأم "إيني" والتي تشتغل في المحروقات عامة ونقل الغاز بالأنابيب ولها سمعة عالمية، ولا يمكنها ممارسة طرق تدليسية، مضيفا أنها قدمت أقل عرض تجاريا، وأفضل عرض تقني، واعتبرت ذات الشركة المتهمة كشخص معنوي بأنها رضخت ضمنيا لطلبات سوناطراك بالتفاوض وخفضت قيمة الصفقة إلى 15 بالمئة، حيث شرحت أثناء التحقيق معها بأن الأسعار التي قدمتها في الحصة الثالثة لانجاز أنبوب نقل الغاز هي المعمول بها من قبل أكبر الشركات العالمية في المجال. وبررت القيمة المرتفعة للصفقة لكونها أصعب حصة ولصعوبة الإنجاز في الغابات والتضاريس والسكك الحديدية وجودة التقنيات المستعملة، وأضافت الشركة بأن المكلفين بالمشروع في سوناطراك أرادوا التخفيض ل40 بالمئة، غير أن مسؤولي سوناطراك بعد قبول سايبام للتفاوض تلقوا تعليمات من شكيب خليل وزير الطاقة آنذاك لتخفيض القيمة إلى 12 بالمئة.
أصداء : مزيان محمد كان طيلة فترة تلاوة قرار الإحالة يحرر ملاحظاته في أوراق والتي رافقته مع حافظة مملوءة بالملفات طيلة الأيام الأولى لانطلاق المحاكمة. الشاهد الألماني الذي تقدم في أول جلسة للمحاكمة على أساس أنه محامي الشركة الألمانية بالرغم من أن القاضي أمره بالانصراف إلى غاية الخميس، إلا أنه كان يحضر باستمرار ويتابع مجريات المحاكمة من الشاشة العملاقة المنصبة خارج قاعة الجلسات.