أنا سيدة متزوجة، ماكثة بالبيت، معاناتي مع زوجي الذي لم يعاشرن منذ سنوات وليس بيننا أي نوع من التواصل العاطفي سواء معنوي أو مادي ! ما يحيرني، أنه طوال هذه الفترة لم يبد السبب في هذا الجفاء، وأنا لم أتجرأ على الخوض في الموضوع، بالرغم من أني جميلة وأحافظ على مظهري ولا أفارقه أبدا، لقد أصبجت أضيق ذرعا من هذا الوضع ولا أجد شيئا يريحني إلا الأكل بشراهة حتى زاد وزني، أحيانا أفكر في هجره فترة من الزمن، لعله يتغير، علما أني أنجبت معه ثلاثة أطفال، وكان كل منا يحترم الطرف الآخر ومازالنا كذلك. أرشديني سيدة نور ماذا أفعل؟ أريد أن تكون لدي القوة لأرفض هذا الوضع، أو على الأقل أسعى لتغييره. م/ الشرق الرد: هذا الوضع غير طبيعي، وهو فيما يبدو ليس وليد هذه السنوات، بل هو في تقديري ناتج عن خمول عاطفي بدأت معالمه في وقت مبكر، ثم تضاعفت المشكلة في صمت مطبق حتى وصلت إلى هذا الحد المؤسف. أنت لا تستطيعين المبادرة في ذكر ما تعانين منه لزوجك، وهو بالمقابل يعاني مثلك من ضعف في المبادرة والضحية حبكما وسعادتكما كل هذه السنوات العجاف. تقولين أن بينكما احترام وتقدير وهذا الوضع رغم أنه مشجع على معالجة المشكلة إلا أنه قد يكون بمثابة الدافع لتأجيل البحث عن حل للمشكلة العاطفية بينكما، فلا تلتفتان للسعي لمعالجتها وهاهي تصل بك إلى البوح لي بمعاناتك، وإن كنت تأخرت كثيرا كون هذه السنين من عمركما تمضي في مثل هكذا وضع لا يحمل أية علامات للسعادة بينكما. الوضع الطبيعي أن تكون المبادرة في التعبير والمعاشرة من زوجك، لكن مع عدم وضوح وضعه لي فقد يكون يعاني من حالة مرضية عضوية أو نفسية ولم يقدر على البوح بها، خاصة أنك لم تعطه الفرصة للبوح بفعل صمتك وعدم مفاتحتك له بالإستفسار عما حدث منه من هجران من وقت مبكر. قولك أنك تفكرين في هجره تصرف غير حميد، ولن يحل المشكلة ورأيي عزيزتي، أن تتحينين الفرصة المناسبة وتتهيئين لمفاتحة زوجك برفق بعد تمهيد لطيف بهدية وثناء على خصاله وشكر له على حسن عشرته معك، ثم تؤكدين له حبك له وحرصك على رضاه عنك وإسعاده وكل ما تملكينه من كلمات فاتحة للقلب ومثيرة للمشاعر، كل ذلك يجمعه الرفق والهدوء في الحوار والمناقشة، عسى أن تصلين إلى معرفة سبب هذا الجفاء ومن ثم معالجته واستعيني بالله في هذا الأمر بكثرة الطاعات والدعاء، راجية من