شهدت ولاية الطارف ليلة أمس الأول، كارثة طبيعية بكل المقاييس بسبب الفيضانات التي اجتاحت المنطقة بفعل التساقط الغزير للأمطار التي حولت الولاية إلى بحيرة كبيرة، تساقط الأمطار الذي لم يتوقف طيلة 24 ساعة كاملة تخللته إعصارات كبرى كشفت عن حجم الكارثة التي ضربت الطارف المنكوبة بانسداد كل مصارفها وضعف صيانة وديانها التي اجتاحت مياهها كامل المناطق السكنية والفلاحية كنهر سيبوس، لا سيما في الجهة الغربية منه القريبة من الساحل، ''النهار'' كانت حاضرة في كل مشاهد المعاناة التي مست السكان في البلديات الغربية، أين انهارت مئات المنازل الهشة وتدفقت المياه إلى داخل البيوت والعمارات اضطرت العائلات إلى الهروب نحو الطرق والمساحات العمومية التي لم تنجو أيضا من المياه، أين تعالت الصراخات والاحتجاجات، حيث أقدم سكان ''جنان الشوك'' بالذرعان إلى غلق الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين عنابة وسوق أهراس أدى إلى تدخل مصالح الدرك الوطني والحماية المدنية إلى محاولة إسكان عشرات العائلات المنكوبة بالمرافق العمومية كالمدارس والإدارات العمومية وتم نقل الأطفال والرضع إلى مصالح الإستعجالات لتعرضهم إلى إصابات نتيجة الأمطار والفيضانات الجارية، التي أفقدت تلك العائلات كل متاعها. رئيس دائرة الذرعان ورئيس بلديتها وكل السلطات الأمنية والإدارية والتقنية كانوا متواجدين في عين المكان في مواجهة احتجاج وغضب السكان، وقد تدخلوا بسرعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بتسخير بعض الوسائل المتاحة في الجرف وفك الخناق عن قنوات الصرف الرئيسية لتسرب المياه التي غمرت كافة أحياء بلدية الذرعان كجنان الشوك والايكوتاك وكوبيماد، في حين حاصرت المياه حي بوضياف والوئام بفعل انهيار الأسوار الواقية وحمّل السكان الذين خرجوا إلى الشارع المسؤولية للمقاول المنجز لتلك الأسوار المغشوشة وكذا ديوان الترقية والتسيير العقاري في الإحجام عن القيام بأشغال الصيانة، كما كادت الكارثة أن تحدث بعض الانقطاعات الكهربائية وتشابك كوابل الكهرباء وتدفق مياه الأمطارإليها.