أسرى مصدر قضائي ل''النهار''، أن قاضي تحقيق الغرفة الثالثة لدى محكمة بئر مراد رايس، يعكف هذه الأيام على البحث والتحري في قضية القتل الخطإ المرفوعة ضد كل من عيادة ''النهضة'' ببئر مراد رايس، الممثلة في شخص مسيرها، وضد طبيب صاحب عيادة متواجدة بحي 8 ماي بسوريكال باب الزوار، وهذا على خلفية وفاة سيدة وأم لطفلين، على إثر عملية جراحية ''فاشلة'' تمت في ظروف غامضة. أجريت لها من قبل الطبيب على مستوى عيادة ''النهضة''، ليقرر زوجها وطفلاها المقيمون بشارع 5 جويلية ببرج الكيفان مقاضاة الأطراف بجرم القتل الخطإ، خاصة وأن الأم كانت في صحة جيدة قبل دخولها إلى العيادة، طالبين تعيين خبير طبي مختص لتبيان الحقيقة وباستخراج الملف الكامل المتواجد على مستوى مستشفى ''مايو'' بباب الوادي في ''مصلحة الإنعاش''، كون أن العيادة التي قبضت الملايين وبعد فشلها في إنقاذ المريضة، حوّلتها إلى المستشفى، أين لفظت أنفاسها الأخيرة. وفي هذا الشأن، كشف المرجع الذي أوردنا الخبر، واستنادا إلى فحوى الشكوى التي تحوز ''النهار'' على نسخة منها، عن أن فصول القضية تتلخص في اليوم الذي شعرت فيه الضحية بآلام حادة على مستوى الكلية اليمنى لتتوجه إلى عيادة الطبيب، أين أجريت لها فحوصات طبية كشفت عن سبب تلك الآلام، هو وجود حجر صغير، ليطلب الطبيب من المرحومة إجراء عملية جراحية بسيطة بواسطة المنظار، وذلك على مستوى عيادة ''النهضة''، كونه يعمل فيها. وعليه، وبتاريخ التاسع جوان من السنة الماضية، أدخلت الضحية إلى العيادة، أين أجريت لها العملية بالمنظار وتم إزالة الحجر من الكلية -حسب الطبيب- الذي أكد لذويها على أن العملية ناجحة، ليتم إخراج المريضة من العيادة وعودتها إلى المنزل، غير أنه بعد مرور ساعة فقط من مغادرتها العيادة ظهرت عليها أعراض لم تكن تعاني منها في السابق، فما كان من زوجها غير إرجاعها على جناح السرعة إلى العيادة لغرض الإستفسار عن الحالة المزرية التي آلت إليها، ليخطرهم الطبيب أنه سيبحث في الأمر محاولا اكتشاف السبب وذلك بإجراء تحاليل، غير أنه وفي هذا الإطار، قال مصدرنا إن الطبيب قام بإجراء عملية جراحية معمقة بالفتح في سرية تامة بدون إخطار الزوج أو حتى طلب إذنه، مشيرا إلى أن الخطير في كل هذا هو أن العيادة وبعد الغموض والتعقيدات التي آلت إليها المريضة، قامت مباشرة في اليوم الموالي بتحويلها إلى مستشفى ''مايو'' بباب الوادي، أين أدخلت الإنعاش لمدة خمسة أيام، وهي في حالة غيبوبة تامة إلى أن وافتها المنية.من جانب آخر، أوضح ذات المرجع أنه وبالرجوع إلى شهادة الوفاة، تبين أن المرحومة كانت قد تعرضت إلى صدمة عنيفة داخل الجسم، على إثر العملية الجراحية، فضلا عن أن كامل التحاليل التي أجريت لها قبل العملية بيّنت أن حالتها الصحية كانت جيدة.