بث التلفزيون التونسي، سهرة أول أمس، مناظرة تحت عنوان «الطريق إلى قرطاجتونس تختار»، بين أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد. ورجل الأعمال، نبيل القروي، المتأهلين للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها اليوم. وتناولت المناظرة والتي بثتها تسع قنوات تلفزيونية و21 محطة إذاعية أربعة محاور هي: الدفاع والأمن القومي والسياسة الخارجية . وصلاحيات الرئيس فيما يتعلق بالسلطة التنفيذية والتشريعية، والشأن العام، ففيما يتعلق بمواجهة الإرهاب. اقترح القروي وضع كافة أجهزة الاستخبارات تحت رئاسة الجمهورية لتحسين عملية التنسيق فيما بينها،كما كشف عن نيته تفعيل قانون الإرهاب. من جانبه، قال سعيد إنه «لابد من تطبيق القانون على الجميع على قدم المساواة». مشيرا إلى أن هناك خططا أمنية لكن لا يمكن الإفصاح عنها في وسائل الإعلام. لأن ذلك من شأنه أن يمس بالأمن القومي للبلاد. وحول ملف الأمن القومي، قال القروي إن الأمن القومي لا يقتصر على الدفاع ومحاربة الإرهاب. وإنما يشمل أيضا العديد من المحاور مثل الصحة والفلاحة والتكنولوجيا والسياحة. مشيرا إلى ضرورة أن يضم مجلس الأمن القومي خبراء في هذه المجالات للتعاطي بالشكل الأمثل مع المشاكل التي تواجهها البلاد. كما اعتبر أن تحسين الأوضاع الاجتماعية للمواطنين يدخل في إطار حماية الأمن القومي لتونس. فيما قال قيس سعيد. إن الخبراء موجودون بالفعل في الوزارات المختلفة ويقومون برفع تقاريرهم لمجلس الأمن القومي بصفة دورية. مؤكدا أنه يتعين من أجل مكافحة الإرهاب تشكيل مجلس أعلى للتربية والتعليم وتدريس مادة الفلسفة بالمرحلة الابتدائية. حتى يتم تحصين الشباب من الإرهاب والتطرف وتعليمهم الحرية والتفكير السليم من أجل نبذ الأفكار المتطرفة. وحول الأزمة الليبية، قال القروي إنه يتعين على دول الجوار العمل بشكل فاعل لتسوية الأزمة الليبية. مشيرا إلى أنه في حال فوزه بالرئاسة فإنه يعتزم العمل. مع كافة الأطراف المتناحرة في ليبيا من أجل إيجاد تسوية تضع حدًا للصراع الدائر هناك. وحول أول مبادرة تشريعية يتقدم بها لمجلس نواب الشعب، قال القروي . إن أول مبادرة ستكون عن مكافحة الفقر، مضيفا أن لديه برنامجا متكاملا لمكافحة الفقر والتهميش. فيما قال سعيد إن المبادرة التي سيتقدم بها تتمثل في تشكيل مجلس أعلى للتربية والتعليم. مشددا على ضرورة أن تسترجع الدولة التونسية دورها الاجتماعي في ميداني التعليم والصحة العامة. إلى جانب ضرورة مراجعة القوانين المتعلقة بالصحة العامة والضمان الاجتماعي. وبشأن مكافحة الفساد، قال القروي إن تونس لديها القوانين اللازمة لمحاسبة الفاسدين، مشددا على ضرورة تطبيق القانون. بكل صرامة وتقوية دور الحكومة الرقابي في هذا المجال. من جانبه، قال سعيد إن الفساد تتم مكافحته عبر ما أسماه ب»المراقبة الآلية من المواطنين على المسؤولين». مشيرا إلى أنه يتعين على المواطنين محاسبة النواب الذين قاموا بانتخابهم لتقاعسهم عن محاسبة المسؤولين الفاسدين. وفي أول ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو أن الكفة مالت للمترشح قيس سعيّد. حيث توَّجه كثيرون فائزاً في المناظرة، وأنه تمكن من التفوق على منافسه نبيل القروي. ونالت طريقة كلام المترشح قيس سعيّد واعتماده على اللغة العربية الفصحى. إعجاب مجموعة من المتابعين، في الوقت الذي اعتمد فيه المترشح نبيل القروي على التحدث بالدارجة التونسية. كما حظيت المناظرة بمتابعة عربية واسعة، وهو ما أكدته تعليقات المتابعين العرب على مواقع التواصل الاجتماعي. والذين أجمعوا أيضاً على تفوُّق المترشح قيس سعيّد خلال المناظرة التي جمعته بالمترشح نبيل القروي.