قالت حركة النهضة أكبر حزب في تونس أمس الأول إنها ستدعم أستاذ القانون قيس سعيّد في جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة، مما قد يعزز حظوظه أمام منافسه المحتجز نبيل القروي. وفاز سعيّد والقروي في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي أجريت يوم الأحد الماضي، إذ تغلبا على زعماء سياسيين كبار ليصلا إلى جولة الإعادة. وقد حصل سعيّد المعروف بمواقفه المحافظة على 18.4% من الأصوات، بينما جاء القروي في المركز الثاني بنسبة 15.5%، وجاء مرشح حركة النهضة عبد الفتاح مورو في المركز الثالث بنسبة 12.9%. من جهته، قال القيادي بحزب النهضة التي حلّ مرشحها ثالثا في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية في تونس ، إنه تقرر دعم سعيّد لأنه أقرب إلى روح الثورة ونظيف اليدين. وقال الناطق باسم الحركة عماد خميري، «النهضة اختارت أن تساند خيار الشعب التونسي، النهضة ستساند قيس سعيّد في الدورة الثانية من الرئاسية». وأعلن بعض المرشحين المحافظين، بمن فيهم الرئيس السابق المنصف المرزوقي، دعمهم لسعيّد. كما أعلن ذلك مستقلون من بينهم الصافي سعيد ولطفي المرايحي وسيف الدين مخلوف، فيما لم يؤيد أي مرشح خاسر القروي حتى الآن. يذكر أنه من المقرر أن تجرى الجولة الثانية من الانتخابات الشهر المقبل على الأرجح، بعد أن طعن بعض المرشحين على نتائج الانتخابات. وتمثل نتيجة الجولة الأولى إعلانا واضحا برفض الناخبين التونسيين للقوى السياسية التقليدية، التي هيمنت على المشهد السياسي بعد عام 2011، والتي فشلت في معالجة المصاعب الاقتصادية للبلاد، ومنها ارتفاع معدل البطالة والتضخم. رؤيته لمستقبل تونس في السياق ، نفى قيس سعيّد، تصنيفه كمرشح للتيار الإسلامي وحركة النهضة ، طارحا رؤيته للسياسة الخارجية وبعض القضايا الاجتماعية في تونس. وقال سعيّد « إنه مرشح مستقل تنظيميا وفكريا، مؤكدا أنه يسعى لكسب ثقة التونسيين ودعم مشروعه، الذي وصفه بأنه «يجسد هتاف الشعب التونسي في ثورته». وجاءت هذه التصريحات ردا على منافسه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تونس، نبيل القروي، الذي اتهمه بالتحالف مع النهضة، مشيرا إلى أن الأخيرة حاولت إقصاءه. وأكد سعيّد أنه سيسعى لإبقاء تونس بعيدا عن سياسة المحاور داخل الجامعة العربية في حال انتخابه رئيسا، واصفا إياها ب»المؤسسة التي تعاني مرضا يمنعها من التطور ولا يجعلها تموت». هذا ، ومن المقرر عقد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التونسية في 29 سبتمبر الجاري. ضد التدخل في شؤون الدول وبشأن السياسة الخارجية التي سيتبعها، قال سعيّد إن «القضية الفلسطينية هي قضية محورية بالنسبة لتونس وهي قصية الأمة وينبغي أن يحدد الفلسطينيون أنفسهم كيفية التعامل مع قضيتهم ونحن ندعم ما يقررونه». وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، قال «إن هناك فرقا بين السعي لإسقاط النظام والعمل على إسقاط الدولة، مطالبا بعدم التدخل في شؤون سوريا». ورفض ما سماه التدخلات في الشؤون الليبية، مشددا على ضرورة «ترك الليبيين لحل قضيتهم بأنفسهم». وأكد المرشح المستقل في الانتخابات التونسية، رفضه التدخل في الشؤون الداخلية لأي من الدول، وقال إنه سيسعى لانفتاح في العلاقات مع مختلف دول العالم. ملفات داخلية وفي ملف الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، قال سعيّد إن هذا الملف لا بد وأن يتم التعامل معه محليا وإقليميا ودوليا بمقاربة شاملة. وبشأن قضية استمرار اعتقال منافسه في الجولة الثانية نبيل القروي، قال سعيّد إنه لا ينافس أحدا، مطالبا بترك الأمر للقضاء حتى يقرر كيفية التعامل معه. كما جدد موقفه الرافض لقضية المساواة في الميراث، وشدد على التزامه بما ورد في مجلة الأحوال الشخصية بشأن حقوق المرأة التونسية ورفض تعدد الزوجات.