قرأت الرسالة التي تشعرين فيها بالنّدم الذي يصبغ الحروف، ونيران الذّنب التي تأكل نفسك، والألم الذي يعتصر قلبك من جراء وقوعك في حبائل الشّيطان اللّعين وانتصاره عليك، واستطاع بحيله اللئيمة أن يورطك، فيما سبب حدوث شقاق بينك وبين حماتك هذه الأم الطيبة، وهنا أقول لك عزيزتي فأول طريق الإصلاح؛ هو اعترافك بالخطأ والندم الشديد على ما وقع منك، واللّجوء إلي لطلب النصح والإرشاد في وضع خطة للعلاج، فالاعتراف بالخطأ دليل على نبل النفس، ونضج العقل وسماحة الخلق. وبإخلاصك النية لله تعالى وإتباع خطوات النّصح، علاقتك بحماتك وزوجك وأهله ستعود أفضل مما كانت عليه إن شاء الله. فاسمعي واعي، البداية تكون مع حماتك، اسهري على راحتها، قدمي لها الدّواء وادعي لها بالشفاء، كوني دائما مبتسمة عند ملاقاتها، واحرصي على إدخال السرور إلى نفسها، استشيريها في بعض الأمور حتى البسيطة منها، وأشعريها أنك تستفيدين من خبرتها وتوجيهاتها لك واشكريها على ذلك، امدحيها في حضورها وأثن على طعامها وذوقها وادعي لها أمامها بالصحة والعافية، واستمعي لها بإنصات حينما تتكلم وحادثيها بصوت منخفض ورددي أثناء الكلام النداء الذي تحب أن تناديها به مثل " أمي"، ستكونين إن شاء الله من الفائزين برضا الزوج ورضا الله سبحانه وتعالى وهو المرتجى، ألا تحبين أن يرضى الله عنك؟ عزيزتي، اتجهي إلى الله بالدعاء أن يحببك إلى أهل زوجك وخاصة أمه، ويحببهم إليك، ويبعد عنكم الشّيطان، والدعاء سلاح في السراء والضراء، في الرضا والغضب. عزيزتي لو أنّ كل زوجة راعت ربها في أم زوجها، لعشنا في مجتمع سعيد يرفرف عليه رضا الله سبحانه وتعالى الذي لا يرضى بالظلم عامة، ولا يرضاه خاصّة للأم التي تعبت وربت، ولتترفق كل زوجة ولتعامل حماتها على أنها أم حقيقية، لها حق مراجعتها إذا أخطأت ولها حق في ابنها، فلا تحرمها حقها، وضعي نفسك مكان حماتك، ستعرفين عندئذ كيف تعاملينها. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقك حب حماتك ويرزقها حبك، ويوفقك في حياتك العائلية ويبارك لك في زوجك وابنتك، أقول لك هذا الكلام في انتظار جديد أخبارك للإطمئنان عليك. ردت نور