''الخضر'' شمعة انطفأت فاشتعل الشّارع وفتحت أعين الشّباب على الغلاء والبطالة الأكيد أن الأحداث التي عرفتها أغلب شوارع الوطن من حالة غضب، احتجاجا على غلاء المواد الغذائية الأساسية، لها علاقة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بنتائج المنتخب الجزائري وحالة الرياضة الجزائرية وكرة القدم بصفة خاصة، فغلاء المواد الغذائية ليس وليد اليوم، ولكن اهتمام الشارع الجزائري و بالأخص الشباب بمباريات المنتخب الوطني ونتائجه كانت شغلهم الشاغل، فقبل مواجهة المنتخب الوطني بنظيره المصري عرفت السوق الجزائرية ارتفاعا ملحوظا في المواد الغذائية و الخضر، ولكن لم نشهد أي احتجاجات، وهذا كون أن الجميع كان منشغلا بما يقدمه رفقاء بوڤرة الذين كانوا على بعد خطوة واحدة فقط من الوصول إلى مونديال جنوب إفريقيا وتسجيل حضورهم في العرس الكروي العالمي بعد ربع قرن من الغياب إلى درجة أنّ البعض من شبابنا باع كل ما يملك فقط من أجل السفر إلى أم درمان السودانية لمساندة محاربي الصحراء، وبعد ضمان المنتخب الوطني بطاقة كأس العالم، انشغل الشباب بالاحتفالات بهذا الإنجاز التاريخي وبعدها متابعة آخر أخبار أشبال الشيخ سعدان ومبارياتهم في المونديال، كل هذه الأمور جعلتهم يتغاضون عن الغلاء المعيشي، ولكن بعد تراجع مستوى الخضر الذين لم يضمنوا بعد تأهلهم إلى نهائيات كأس إفريقيا 2012 المقرر إقامتها في الغابون وغينيا الاستوائية، بتواجدهم في المرتبة الثالثة بنقطة واحدة فقط، إضافة إلى غياب متنفس للشباب، بعد أن عرفت النوادي المحلية تراجعا ملحوظا في مستواها، بدليل أن مباريات الرابطة المحترفة أصبحت تلعب أمام مدرجات شاغرة، رغم ولوج الكرة الجزائرية الإحتراف بداية من الموسم الجاري، الأمر الذي جعل الشباب الجزائري يعبر عن غضبه المكبوت بالخروج إلى الشوارع، متحججا بغلاء المواد الغذائية، وهو ما يعني أن كرة القدم والمنتخب الجزائري له دور فعال في الشارع، وله تأثير مباشر على الشباب. ''الشباب يحول غصبه إلى الشارع بعد احتراق ''كارت'' الملاعب '' وكان الشباب الجزائري يعبّر عن غضبه عن الوضعية التي يعيشها في الملاعب، حيث يحتج بخسارة فريقه المفضل، ليعبر بطريقته الخاصة بالتكسير وإحداث أعمال شغب، ونظرا لتراجع مستوى الكرة الجزائرية والأندية المحلية بشكل خاص، عزف الشباب عن الملاعب ومتابعة المباريات والبطولة المحترفة المحلية، وحول تعبيره عما يجول في خاطره وفكره إلى الشارع ووجد هذه المرة غلاء المواد الغذائية كحجة له للدخول في صراع مع الذات، فقد كانت مدرجات الملاعب الجزائرية حاملة لهموم الشباب، لتبقى بذلك ''الكرة المستديرة'' لها فوائدها و إيجابياتها، وعلى النقيض لها سلبياتها، لنتأكد بذلك أيضا أن كرة القدم تبقى المتنفس الوحيد للشباب في العالم أجمع، وليس في الجزائر فقط، ويجب على السلطات العليا التفكير بجدية في تحسين مستوى البطولة المحلية، وربما علينا طرح سؤال مهم جدا، ماذا سيحدث أو بالأحرى ما الذي سيفعله الشباب الجزائري في حال أقصي المنتخب الوطني من نهائيات كأس أمم إفريقيا؟