مفجّر قصر الحكومة من الإدمان والتّشرد إلى الغلوّ والتّقتيل جنايات العاصمة تفصل في ملف تفجير قصر الحكومة نهاية شهر مارس المقبل ''بعد مدّة سيصدر قرص مضغوط، حينها عليك أن تقول الحقيقة..الحقيقة التي تعرفها عني''؟!، كانت هذه آخر عبارة تفوه بها الإنتحاري معاذ بن جبل، على شكل طلب وجهه لأخيه نورالدين الذي التقى به قبل 24 ساعة من تنفيذه للعملية الإنتحارية، حيث طلب منه التنقل إلى منطقة تيجلابين بمحاذاة السكة الحديدية، أين كان ينتظره مع 36 إرهابيا مسلحا بأسلحة رشاشة، انطلقوا بدون الحديث عن أية عملية إرهابية أو مقر مستهدف. الإنتحاري معاذ بن جبل كان مدمن مخدرات وسَوْطًا مسلطا على العائلة وقال شقيق الإنتحاري من خلال تصريحاته؛ أنه أدرك الحقيقة التي كان يتحدث عنها أخوه، بعد رؤية صورته على شاشة التلفزيون الجزائري بيوم واحد من لقائهما، حيث تم إيقافه بعدها من قبل مصالح الأمن والتحقيق معه حول علاقته بوقائع 11 أفريل 2007، أين بين التحول الكبير الذي طرأ على مروان في وقت قصير، من شخص مدمن على المخدرات والحشيش، إلى شاب ملتزم لا يفارق المساجد. وقال شقيق مروان في إطار الحقيقة التي طالبه هذا الأخير بضرورة البوح بها في أوانها، أن معاذ بن جبل كان خطرا على العائلة قبل سنة 2006، لأنّه كان مدمن على تناول الأقراص المهلوسة والحشيش، كما كان يتعرض لإخوانه البنات ووالدته بالضرب طيلة سنة كاملة أو أكثر، وبالضبط منذ توقفه عن العمل كبناء بمقر وزارة المالية ببن عكنون سنة 2003 مباشرة بعد خروجه من السجن. ويعتبر معاذ بن جبل صاحب كلمة ''الملتقى في الجنة''، التي قالها لمرافقه كآخر كلمة تفوه بها قبل انفجار السيارة التي كان يقودها، من المسبوقين قضائيا في أفعال السرقة التي قضى لأجلها سنتين كاملتين بسجن الحراش، وذلك منذ سنة 1999 إلى غاية 2001 ، حسب ما أدلى به أخيه أمام مصالح الأمن، كما دخل السجن مرة أخرى لمدة ثمانية أشهر بسبب المشاجرة بالسلاح الأبيض في الطريق العمومي. تجارة السّمك غيّرت حياة مروان وحولته إلى زاهد تحولت حياة مروان بنسبة كبيرة منذ أن أصبح بائعا متجولا يتاجر في السمك على مستوى حي الجبل، حيث غيّر من تعامله داخل العائلة وأصبح من مرتادي المساجد، توقف عن تناول الحشيش والأقراص المهلوسة وتغيرت أيضا هيئة لباسه، من سراويل ''الجينز'' إلى الأقمصة وسراويل نصف الساق، واستمر على ذلك مدّة 6 أشهر قبل أن يغيب لمدّة شهر عن العائلة حضرت بعدها مصالح الدرك للبحث عنه، حسب الحقيقة التي طلب من أخيه البوح بها بعد وفاته. والتحق مروان بالجماعات المسلحة في شهر رمضان أكتوبر 2006 رفقة عبد القهار بلحاج نجل الرجل الثاني في حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ علي بلحاج، ولم يجر أي اتصال بعائلته منذ ذلك الحين إلى غاية 9 أفريل 2007 على الساعة العاشرة والنصف ليلا، ثم في اليوم الموالي 10 أفريل 2007 قبل يوم من انتحاره، على الساعة الحادية عشرة ونصف صباحا، أين انتقل إليه نورالدين والتقى به في ممر السّكة الحديدية بتيجلابين. اللّقاء الأخير .. وانفجار أول انتحاري في الجزائر وكان الإنتحاري معاذ بن جبل قد جهز نفسه منذ تلك اللحظة لتنفيذ العملية الإنتحارية بقصر الحكومة، حيث عاد للقاء أخيه بالقرب من سوق تيجلابين مباشرة بعد انتهائه من معاينة الهدف وسط العاصمة، وهو ما أخبر به أخاه دون البوح بالهدف الحقيقي، حيث قال أنّه عاد من العاصمة قبل قليل لأجل لقائه، وكان هذا الأخير حسب ما صرح به أخيه يرتدي نفس الملابس التي ظهر بها على التلفزيون عقب تنفيذ العملية. وقال شقيق مروان أنّ هذا الأخير كان يرتدي سروال ''جينز'' أزرق اللون ومعطفا رياضيا، دون لحية ويضع على رأسه العمامة التي ظهر بها، حدثني حينها عن ضرورة الصلاة وعقوبة تاركها، ذلك أنني أخبرته أنني لا أصلي، حين طلب مني التقدم للصلاة رفقة بقية الإرهابيين، فطلب مني أن أقول بأنني لست على طهارة بدل القول بعدم الصلاة، كما حدثني بضرورة الإبتعاد عن التدخين والإعتناء بالأولاد. وتفصل محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة في 23 من شهر مارس المقبل، في قضية 22 متهما متابعين في ملف تفجير قصر الحكومة ومقر الأمن الحضري بالدار البيضاء، بينهم أخ الإنتحاري معاذ بن جبل الذي توبع على أساس جناية الإنتماء إلى جماعة إرهابية، إلى جانب آخرين شاركوا في تنفيذ العمليتين الإنتحاريتين والتحضير لهما، على غرار الترصد للهدفين، وشراء السيارتين المستعملتين في العملية.