واصل المتظاهرون المصريون تدفقهم على ميدان التحرير بوسط القاهرة تشبثا بمطالبهم في رحيل نظام الرئيس حسني مبارك ورفضا لما جاء في خطابه الليلة الماضية من تشبث بالسلطة حتى انتهاء ولايته. في الأثناء دعا ائتلاف المعارضة لمظاهرة كبرى يوم الجمعة لإرغام مبارك على ترك منصبه. وفي حين طالب الجيش المتظاهرين بالمساعدة في إعادة الحياة لطبيعتها مندسون يتسببون في مجزرة بميدان التحرير حديث عن تلويح أحمد شفيق بالاستقالة لايزال عشرات آلاف المتظاهرين موجودون حاليا بميدان التحرير بمصر، في حين مازالت الجموع تتدفق عليه بعد أن غادرته مؤقتا لاستلام الرواتب والتزود بالمؤن استعدادا لجولة جديدة من الاحتجاجات التي يأمل المتظاهرون أن تقود إلى تغيير النظام. وفي نفس السياق، طالب ائتلاف المعارضة المصرية باستمرار الاحتجاجات في ميدان التحرير. ودعا متحدث باسمها إلى مظاهرة كبرى يوم الجمعة في مختلف المحافظات، لإرغامه على "الرحيل". مبارك يتعهد بعدم الترشح للرئاسة وتعديل الدستور قال الرئيس المصري محمد حسني مبارك إنه لن يترشح مجددا للرئاسة، وسيعمل خلال الأشهر الباقية من ولايته على ضمان انتقال آمن للسلطة، بينما ردد نحو مليوني محتج احتشدوا في ميدان التحرير وسط القاهرة هتافات تطالبه بالرحيل عن سدة الحكم، ردا على خطابه. وفي خطاب بثه التلفزيون المصري قال إنه يلقيه في "وقت عصيب"، أكد مبارك أن الأولوية الأساسية للاستقرار للسماح بنقل السلطة خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في سبتمبر القادم، داعيا الشعب بكل طوائفه للمشاركة في استعادة أمن الوطن لتحقيق ذلك.
وأضاف "إنني لم أكن أنوي الترشح لولاية جديدة.. لم أكن يوما طالب سلطة أو جاه وليس هذا من طبعي، وطوال حياتي خدمت الوطن في الحرب والسلام.. لذلك سأعمل خلال الأشهر الباقية من رئاستي على تأمين الانتقال السلمي للسلطة". وأكد أنه سيدعو البرلمان بمجلسيه لمناقشة تعديل للمادتين 76 و77 من الدستور لضمان توسيع قاعدة الترشح لانتخابات الرئاسة، معتبرا أن "مصر ستخرج من الظروف الراهنة أقوى مما كانت عليه وأكثر ثقة وتماسكا". وقال مبارك (82 عاما) إنه فخور بإنجازاته على مر السنين في خدمة مصر وشعبها، وإن مصر بلاده وهي المكان الذي عاش فيه وقاتل فيه ودافع عن أراضيه وسيادته ومصالحه، وأنه سيموت على أرضها. وتعهد مبارك بتنفيذ سلسلة من الإصلاحات بما في ذلك الدعوة لمحاربة الفساد، والالتزام بكلمة القضاء وأحكامه في الطعون الانتخابية، مشيرا إلى أنه دعا القوى السياسية للحوار، لكنها قابلت هذه الدعوة التي مازالت مفتوحة بالرفض، متمسكة بأجندتها الخاصة. كما قال إنه كلف جهاز الشرطة بالاضطلاع بخدمة الشعب باحترام كامل لحرياتهم وكرامتهم. المحتجون في ميدان التحرير طالبوا مبارك بالرحيل فورا وفي الأثناء ردد المتظاهرون في ميدان التحرير هتافات منددة بالخطاب، قائلين "مش هنمشي.. هو يمشي"، رافضين مغادرة أكبر ميادين العاصمة المصرية قبل استجابته لمطلبهم بأن يتنحى عن السلطة ويحاكم. يذكر أن تقارير صحفية تحدثت عن رسالة بعثها الرئيس الأميركي باراك أوباما عبر قنوات دبلوماسية غير رسمية إلى مبارك دعاه خلالها لعدم الترشح لفترة رئاسة جديدة. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الرسالة نقلها فرانك فيسنر، سفير أميركا الأسبق لدى مصر، الذي أوفدته واشنطن إلى القاهرة الاثنين. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن فيسنر لم يبلغ مبارك صراحة بضرورة تنحيه، بل نصحه بتنفيذ إصلاحات تقود إلى إجراء انتخابات حرة نزيهة. الحزب الحاكم يطلق مظاهرات مؤيدة للرئيس في الأثناء سير الحزب الوطني الحاكم بمصر مظاهرات قدرت بالآلاف في أنحاء متفرقة في القاهرة، إحداها أمام قصر القبة الرئاسي في العاصمة القاهرة، وأخرى في ساحة مسجد مصطفى محمود بشارع جامعة الدول العربية. اندلعت اشتباكات اليوم بميدان التحرير بالقاهرة بين متظاهرين مؤيدين للرئيس المصري حسني مبارك ومعارضين يواصلون المطالبة بتنحيه عن السلطة. وقالت مصادر اعلامية إن الاشتباكات بين الجانبين وقعت في وقت لم تتدخل فيه قوات الجيش، بينما تحدث شهود عيان عن سقوط جرحى. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتظاهرين اتهامهم لرجال أمن بلباس مدني باقتحام ميدان التحرير. كما أكدت المصادر دخول رجال أمن بالزي المدني للاعتداء على المتظاهرين، وأشارت إلى أن المعارضين تمكنوا من صد المؤيدين لمبارك وطردهم خارج ميدان التحرير. الجيش يدعو إلى العودة للحياة الطبيعية في الأثناء، طالب المتحدث باسم وزارة الدفاع المصرية المتظاهرين بالمساعدة في إعادة الحياة إلى طبيعتها بعد أن "وصلت رسالتهم وتم الاستماع إلى مطالبهم". وتزامن ذلك مع تقليص حظر التجول -الذي لم يلتزم به أصلا - من الساعة الخامسة مساء إلى السابعة صباحا. ومن الإسكندرية، أفادت مصادر إعلامية في وقت سابق بأن استعدادات أخرى تجري لتنظيم مظاهرات ضخمة أمام مسجد القائد إبراهيم لإرغام الرئيس على ترك منصبه فورا. وكانت مجموعات من المتظاهرين ونشطاء سياسيين قد عبروا أمس عن تمسكهم بإسقاط الرئيس مبارك ونظامه بعد خطاب اكتفى فيه بإعلان عدم نيته الترشح مجددا للرئاسة. ووصف المتظاهرون الخطاب بأنه حيلة من مبارك للتشبث بالسلطة، وأعلنوا أنهم لن يغادروا الميدان حتى يغادر الرئيس منصبه. وعلت هتافاتهم المطالبة برحيله الفوري دون إبطاء، قائلين "مش هنمشي.. هو يمشي". كما طالب نشطاء آخرون بمحاكمة الرئيس جراء ما اقترفه من "جرائم" بحق الشعب المصري. كما هتف المتظاهرون بما أسموه "قسم الثوار" الذي يقول "أقسم بالله العظيم أن أعمل على استمرار الثورة الشعبية جنديا في صفوفها، لا أغادر الميدان حتى يغادر مبارك ورموز نظام مبارك نهائيا هذا البلد".