أفضت التحقيقات الأمنية والقضائية حول الجماعة الإرهابية المسلحة المنضوية تحت لواء الجماعة ''السفلية'' بمنطقة الوسط، والتي تم تفكيكها شهر جانفي من سنة 2009، إلى أن كل من المكنى ''إسحاق'' و''القبلي'' والمكنى ''جعفر ابو الفضل'' برفقة خمسة إرهابيين آخرين، ينحدرون من خميس الخشنة، مفتاح بالبليدة، الكاليتوس، برج الكيفان وبودواو، والذين كانوا ينشطون عبر محور مدن الشراربة، الكاليتوس، الأربعاء ومفتاح، صرحوا خلال التحقيق معهم أنهم كانوا يتلقوا التعليمات والأوامر من طرف الإرهابي المكنى ''الفرماش''، والذي قضي عليه سنة 2004، كما أكد المكنى ''القبلي'' بعد استغلال تصريحات الإرهابي ''جعفر''، أنه وبين سنة 2003 و2005، كان هو من يزود العناصر الإرهابية بالمؤونة تارة باستعمال سيارة من نوع ''رونو اكسبراس''، وتارة أخرى راجلا، وأنه كان يلتقي العناصر الإرهابية بالقرب من غابة سيدي سالم بدائرة بودواو، وأن الإرهابي ''الفرماش'' وقبل القضاء عليه، قدم له مبالغ مالية لاستعمالها في شراء المؤونة للعناصر الإرهابية. هذا، وقد كشفت التحريات أن الإرهابي ''ز. ك'' والمكنى ''إسحاق''، التحق بصفوف العناصر الإرهابية ''جيا'' سنة 1992، وبعد مكوثه ضمن كتيبة التوحيد بمفتاح، مدة أربعة أشهر، ألقي عليه القبض وحكم عليه بالسجن المؤبد، خلال شهر سبتمبر 1993. وبعد تحويله إلى سجن ''لومبيز'' بباتنة، شارك في التمرد الذي عرفه السجن بتاريخ العاشر مارس 2004، وعاد مجددا إلى كتيبة ''التوحيد''. كما جاء من خلال تصريحاته، أنه وفي تلك الفترة، شارك في عدة عمليات إرهابية، ذكر منها نصب كمين لأفراد الجيش الوطني سنة 1997، بجبال ''ساكامودي'' بتابلاط والإعتداء المسلح على عناصر الجيش ببوزڤزة، وكذلك الإعتداء على دورية للجيش سنة 2002، مفيدا أنه وفي عام 2004، تم تحويله إلى كتيبة الفتح، وانضم بعدها إلى سرية ''الغرباء''، أين كلفت بتسهيل مهمة مرور الإرهابيين من منطقة إلى أخرى، مؤكدا أنه وفي عام 2008، اتفق مع باقي الإرهابيين على السطو على صيدلانية بالكاليتوس، من أجل سرقة الأدوية والأموال، بيد أن العملية تم إحباطها من طرف مصالح الأمن. بالموازاة، سمح الإستغلال الميداني للإرهابيين بكل من ولاية البليدة وبومرداس، لمصالح الأمن بتدمير أربعة مخابئ بكل من قورصو وبوزڤزة، فضلا عن تدمير ورشة لصناعة القنابل اليدوية بمنطقة الزيتونة، كما تم استرجاع أربعة أسلحة رشاشة وقنبلة يدوية وصاروخ تقليدي الصنع وكمية هائلة من الذخيرة. الارهابي ''جعفر''، جامعي والتحق بالعناصر الإرهابية للإنتقام لشقيقه ''جعفر أبو الفضل''، ينحدر من أسرة أصلها من ولاية بجاية، واستقرت بالعاصمة عام 1962، درس إلى غاية السنة الرابعة جامعي تخصص ميكانيك، وتبين أن لديه سبعة أشقاء، اثنان منهما كانا إرهابيان، تم القضاء عليهما، واحد عام 1993 والآخر عام 1995. كما ثبت من خلال صحيفة سوابقه القضائية، أنه محكوم عليه بأربعة أحكام بالإعدام وحكم واحد بعشرين سنة سجنا نافذا غيابيا. من جانب آخر، وفيما يتعلق بالمكنى ''إسحاق''، فقد نشأ في برج الكيفان ودرس إلى غاية السنة الرابعة متوسط، ثم تكون في ميدان الإعلام الآلي مدة أربع سنوات، ليعمل لمدة ثلاث سنوات بالمؤسسة الوطنية للخشب، وتبين أنه دخل إلى السجن بسبب قضية إرهابية، ثم هرب منه، ومنذ ذلك اليوم لم تتلق أسرته أية معلومات إلى غاية القبض عليه في شهر جانفي من سنة 2009، وتبين أنه وقبل التحاقه بالعناصر الإرهابية كان ملتحيا ويؤدي الصلاة بمسجد الحميز، ويتميز بالتعصب مع أفراد الأسرة، وأنه اعتقل إداريا برڤان، بعد حل حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ.