سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجزائريون: ''لسنا بمصر ولابتونس.. لا نريد العودة إلى لوراء.. خرجنا من عنق الزجاجة بشق الأنفس'' اعتبروها مسيرة مفخخة وقد فهموا درس الخامس من أكتوبر 8891 جيدا
يعيش الشارع الجزائري هذه الأيام على أعصابه ترقبا لما قد يحدث يوم ال12 من الشهر الجاري، تاريخ المسيرة التي نادت لها التنسيقية الوطنية، وجهات أخرى، تهدف إلى نقل ما حدث في تونس وما يحدث في مصر ودول عربية أخرى للجزائر بالرغم من أن المسيرة غير مرخصة، ولن يسمح بإطلاقها، حتى بعد إعطاء رئيس الجمهورية أوامره لرفع حالة الطوارئ. حيث يتقاسم الجزائريون حالة من الذهول والتخوف والترقب مما قد يحدث، وهذا ما جعلنا ننزل إلى الشارع ونحاول جس نبضه، للوقوف عند مدى الاستجابة وسط الشباب خاصة، والبداية كانت من العاصمة، وبالضبط من حي أودان، أين التقينا ''محمد. ه'' أحد الشباب الجزائريين الذين خرجوا في مظاهرات ال5 أكتوبر 1988 والذي قال لنا ''لا يوجد من لا يعرف موموح، أنا من أبناء حي بيلكور الشعبي، ومن الأوائل الذين خرجوا ضد ''الحڤرة'' والضغط في 5 أكتوبر، وكنت ممن ألقي بهم في غياهب السجن لأني طالبت بحقوقي، لكن اليوم الوضع تغير، أتساءل لماذا يحاول البعض تلويث كل ما هو جميل وتشويهه، تعبنا من السير إلى الخلف، يكفينا كل ما ضيعناه في العشرية الدموية التي ذهب ضحيتها إخواننا وأبناؤنا وأصدقاؤنا، تعبنا حقيقة ونريد الاستقرار والعيش في أمان، نريد الازدهار لهذا البلد، لا نريد العيش في الذل ولا نريد 5 أكتوبر آخر يكفي ما ذهب من أعمارنا نريد الاستمرار في تنفس الأمن والمصالحة، ول''الخلاطين'' أقول من فضلكم دعوا الشباب بخير ولا تلقوا به للهاوية من أجل غايات في نفوسكم''، تركنا ''موموح'' وكله أمل في ألا يستجيب أي كان لهذا النداء، لنقف عند رأي لشاب آخر يدعى ''نور الدين. ج''، من خريجي الجامعة الجزائرية، والذي بدا مطلعا على الوضع، وناقما على ما يحدث وعلى الذين يحاولون خلق البلبلة والذي قال لنا ''إن التمثيل الحقيقي للشباب غير موجود في هذه المسيرة، نحن لا نريد لا مسيرة ولا انتفاضة شعبية، وهي لا تمثلنا، لماذا لم يظهروا رؤوسهم من قبل؟ الجزائر ليست لا تونس ولا مصر، كل وتاريخه ونحن تعبنا للوصول لهذا الحد ولهذه النتيجة بعد العشرية الدموية، حقيقة لا ننف أن هناك من يعيش في الحرمان والفقر، لكنهم لم يجدوا من يتحدث عنهم، فلماذا لم يبادر سي بوشاشي وغيره للمطالبة بحقوق هؤلاء؟''. الناشط الحقوقي بالجنوب ماهر طليبة: ''الداعون إلى المسيرة يسعون لاستغلال الفرص'' صرح الناشط السياسي بالجنوب والحقوقي، ماهر طليبة، بأنه من أشد المعارضين لمسيرة يوم السبت التي تدعو لها بعض الأحزاب المعارضة، مستغربا في ذات الوقت، الأسباب التي تجعل هذه الأحزاب تحتج أصلا، لأنه لا يوجد في الجزائر ما يعارض عليه، مضيفا بأن أوضاع الجزائر لا يمكن تشبيهها بما حدث في مصر أو تونس إطلاقا.وأردف القول بأنه صحيح توجد مشاكل كالشغل والسكن، لكن -يقول- يجب أن يعي الشباب ويطالب بحقوقه بطرق سلمية، مشددا على القول بأنه عليهم التوجه نحو الجهة المعنية للمطالبة، ويعطي مثالا بطالبي الشغل بالتوجه إلى مكاتب التشغيل وكذا طالبي السكن، وبطرق سلمية بعيدة عن التخريب والتكسير.وبالعودة إلى الأوضاع بالجزائر -يقول ذات المتحدث- بأن الرئيس بوتفليقة خلال عهدته جسد الكثير من الديمقراطية، من خلال الزيادات في الأجور وتوفير فرص شغل للشباب، إضافة إلى الامتيازات الفلاحية والتي استكملها بمسح شامل لديون العديد من الفلاحين، والنقطة التي تحسب له -حسب المتحدث- هي تخصيص صندوق لتنمية وتطوير مناطق الجنوب، حيث يعتبر بوتفليقة الرئيس الوحيد للجزائر الذي أولى اهتماما كبيرا لولايات الجنوب، مشيرا إلى أن شباب الجزائر يعيش البطالة ويعاني أزمة في السكن، لكن علينا تخطي هذه المشاكل بطرق عقلانية، ففي ولايات الجنوب مثلا اشترطت الدولة على الشركات الأجنبية تشغيل الكفاءات المحلية، لامتصاص البطالة وهو ما بدأ يتجلى من خلال إدماج المئات من المهندسين الشباب في الشركات البترولية الأجنبية، مشيرا إلى أن الذين يدعون للمسيرة يسعون لاستغلال الفرص وحالة الاحتقان التي عليها الجماهير تحت تأثير ثورة المصريين فقط، وأن الدولة الجزائرية تحترم شعبها وتضمن له كافة الحقوق مع إقراره بوجود بعض المظاهر التي تكرس ''الحڤرة''، لكن في قاعدة السلطة وليس في هرمها وأغلبها من المنتخبين الذين اختارهم الشعب نفسه. الشارع العنابي ضد الفكرة جملة وتفصيلا أكد صبيحة أمس، العديد من المواطنين الذين التقت بهم ''النهار''، على مستوى الشوارع الرئيسية بالمدينة، حول رأيهم بمسيرة 12 فيفري الجاري، بكل شجاعة وحرية، أن المسيرة في ذاتها مفخخة، وتريد من خلالها بعض الأطراف التي ليست لها علاقة بالوطن والوطنية، إعادة البلاد إلى نقطة الصفر بعد أن خرجت من عنق الزجاجة بشق الأنفس وتظافر الجهود في السنوات القليلة الماضية، فيما ذهب البعض إلى أبعد من ذلك، بمحاولة أشخاص استغلال الوضع الإقليمي بالمنطقة، لفرضه على الشعب، الذي أصبح يعي جيدا مثل هذه الأمور التي يدفع فاتورتها لوحده دون سواها، أما ''م. عبد الرحمن''، وهو أحد العقلاء بحي ''جبانة ليهود الشعبي''، فقال غاضبا إن ''مسيرة 12 فيفري الجاري التي يتكلمون عنها ما هي إلا حلقة جديدة من مسلسل التموقع لأشخاص نبذهم المجتمع مند سنوات، يريدون العودة للفت الانتباه وخلق الفتنة من جديد والعبث بمصير الأمة، وأضاف ''عبد الرحمن''، بأن الشعب فهم الدرس جيدا، ولا يريد العودة إلى الوراء، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها البلاد، ضاربا المثال في ذلك بالانفتاح الإعلامي وحرية التعبير واستقلالية القضاء، مضيفا في آخر حديثه بأنه لن ينزل إلى الشارع في هذا التاريخ ولن يمشي وراء أناس يقتلون القتيل ويشيعون جنازته -على حد تصريحه. فيما راح ''عمي الضاوي'' من سكان الحي القديم بلاص دارم، يتحدث حول مسيرة 12 فيفري الجاري إلى أبعد من ذلك، حيث رفض في المرة الأولى الإدلاء بأي شيء، غير أن معرفتنا القديمة به وثقته فينا، جعلته يدخل في صلب الموضوع مباشرة ''ماذا ينقصنا حتى نخرج إلى الشارع؟ هل هذه ''الشبعة'' على النعمة؟ لا نريد الدخول من جديد في نفق مظلم، كرهنا من ''الشوفات المارقة''، والذي طلب منا نقل تصريحاته بكل أمانة لكل الجزائريين، والتي يريد أن يدعوهم إلى عدم الانسياق في لعبة ''الخرقبة'' المعروفة''، متمنيا في الأخير أن يسود الأمن والسلام.أما السيدة ''فطيمة'' من حي ''لاكولون''، والتي كانت داخل السوق المركزي للخضر والفواكه ''الحطاب'' وسط عنابة، فكان ردها عنيفا إلى أبعد الحدود، متسائلة ''عن أي مسيرة تتكلمون، اتركونا نعيش في سلام، لا نريد مسيرات لقد تعبنا كثيرا في السنوات الماضية، أين وصل بنا الحد؟ الدخول إلى بيوتنا قبل الساعة السادسة مساء ''، ثائرة في وجوهنا بقولها ''الجزائر ليست مصر ولا تونس'' هم يعيشون في ''غبينة'' كبيرة، لكن نحن أحسن منهم بكثير''، خاتمة كلامها بأنها رفقة أولادها رافضين قصة المسيرة التي يتحدثون عنها جملة و تفصيلا. شباب مستغانم ''نحن ضد المسيرة وشؤون الطلبة بعيدة عن التكتلات السياسية'' أكد ممثل الطلبة بجامعة مستغانم، أن جل الطلبة مقاطعين للمسيرة المنتظرة يوم 12 فيفري وضد النداء الذي أطقلته مختلف المجتمعات المدنية على مستوى التراب الوطني، كون شؤون الطلبة الحالية منحصرة على المشاكل الداخلية التي تواجهها مختلف الإقامات الجامعية ولا علاقة لها بأي كتلة سياسية كانت، مؤكدا أنهم بصدد إتمام البيان الختامي الموجه مباشرة إلى الطلبة قصد تحسيسهم على تفادي قافلة المسيرة، والابتعاد عن الملاحقات السياسية والتركيز في شؤونهم الدراسية والاجتماعية التي تخص مستقبلهم ومحيطهم الدراسي لا أكثر، وهو الموقف الذي تفهمه جل الطلبة الجامعيين بولاية مستغانم، لتفادي أي احتكاك من الممكن أن تكون نتائجه في الأخير وخيمة. إمام بتيارت: ''الشباب طيب يبقى فقط بحاجة لفتح قنوات الحوار وتبنّي مشاكله'' في بحث حول بعض الشخصيات البسيطة من المواطنين عبر مدن ولاية تيارت، وقفت ''النهار'' على إجابة لسؤال ل''شراك عمر'' إمام بمسجد بمدينة فرندة لمدة تزيد عن 12 سنة، ومن خلال تجربته وعلاقاته القريبة من شريحة المجتمع الواسعة، خاصة منها الشباب حول المسيرات التي من المحتمل قيامها يوم 12 من الشهر الجاري ومدى تأثيرها على طبقة الشباب، أجابنا الإمام بأنه من الممكن والمؤكد التحكم والتأثير الإيجابي من خلال العلاقة الجيدة مع الشباب، حيث اعتبره طيب السريرة ومحتاج فقط لفتح قنوات الحوار وتقديم بدائل تمنحهم السلوك السوي وعدم الانجرار وراء أعمال العنف والشغب الذي لا يؤدي إلا إلى السلبيات وخسارة النفس، مشيرا إلى أنه يمكن تفاديها بالنظر إلى الوعود التي قدمها رئيس الجمهورية مؤخرا في اجتماعه بمجلس الوزراء. تيزي وزو: ''نحن مع مسيرة سلمية.. كفانا إراقة للدماء'' في اتصال هاتفي أمس، مع السيد خالد قرماح البالغ من العمر 60 سنة، رئيس حركة ''العروش'' ووالد المرحوم ماسينيسا، أول ضحية سقط برصاص الدرك الوطني بمنطقة بني دوالة، الذي كان السبب المباشر وراء اندلاع أحداث الربيع الأسود بمنطقة القبائل أكد ''المسيرة إن كانت سلمية ستكون شرعية، إن طالب المواطنون بحقوقهم وبالأخص فيما يتعلق بالعدالة والهوية، فلابد من ترك المشعل للشباب، ونحن في حاجة كشعب للتغيير، نريد أن يتحرر المواطن البسيط من الفقر والبطالة وأزمة السكن، ومع هذا نريدها سلمية، بدون عنف، كفانا إراقة للدماء''.