قال سفير الجزائربفرنسا، «ميسوم سبيح»، إنه لا مجال للمقارنة إطلاقا بين الأحداث التي عاشتها تونس في الفترة الأخيرة مع الاحتجاجات التي عرفتها بعض ولايات الوطن على خلفية ارتفاع أسعار عدد من المواد الغذائية، مشيرا إلى أن ما حدث نهاية الأسبوع كان مجرّد منع تنظيم مسيرة غير مرخّص بها، كما ردّ على الأصوات التي تُحاول صب مزيد من الزيت في النار قائلا: «الجزائر ليست تونس.. ولن تكون أبدا تونس». كشف السفير «ميسوم سبيح» في حديث خصّ به القناة الإذاعية الفرنسية «أر تي أل»، أنه ليس لدى الجزائر ما تُخفيه بخصوص الأحداث الأخيرة التي عرفتها تونس في أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع «زين العابدين بن علي»، مؤكدا أنها أبدت موقفها مما حدث بكل وضوح بناء على ما جاء في مضمون برقية بعث بها رئيس الجمهورية «عبد العزيز بوتفليقة» إلى الرئيس التونسي المؤقت «فؤاد المبزع» مباشرة بعد تنصيبه. وأمام المحاولات المتكرّرة لصحفي الإذاعة الفرنسية توريط السفير الجزائري في تصريحات قد يتم استغلالها سياسيا، كانت إجابات «سبيح» مباشرة وواضحة خاصة وأنه أشار في إحدى تعقيباته إلى أن «الجزائر ليس لها أن تُبدي أسفها أو ارتياحها لما يحدث في تونس»، وخاطب سائله: «إن الشعب التونسي يعيش وضعا يبقى ملكا له ومصيره بين يديه». وخلافا للطرح الذي حاولت الإذاعة تسويقه من خلال عرض برنامج خاص أعدّته أمس حول المسيرة الأخيرة غير المرخص لها التي سعى «الأرسيدي» إلى تنظيمها متحدّيا حالة الطوارئ، على أساس تكرار سيناريو ما حدث في تونس، كان السفير «ميسوم سبيح» حاسما في تكذيب تلك الإدعاءات وهو ما بدا من خلال تأكيده بأن «الجزائر ليست تونس.. ولن تكون أبدا تونس»، وذهب المتحدّث أبعد من ذلك في تصريحه: «لا مجال لمقارنة الوضع في الجزائر مع ما عرفته تونس من أحداث دموية». وبناء على التوضيحات التي قدّمها سفير الجزائر في فرنسا فإن الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها عدة ولايات من الوطن «لم تكن سياسية على غرار ما حدث في تونس، بل اقتصادية بحتة سببها ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية..»، لافتا بالمناسبة إلى أن الحكومة سارعت إلى اتخاذ التدابير اللازمة بالتنسيق مع المتعاملين الاقتصاديين إلى جانب توضيح أسباب تلك الزيادات المفاجئة واتخاذ السلطات العمومية تدابير تتولى حاليا متابعتها، مثلما أورد بأنه على استعداد لتقديم قائمة طويلة من الأدلة والمعطيات التي تثبت هذه الحقيقة. وعلى هذا المستوى تابع «ميسوم سبيح» بأن ما حدث السبت الماضي كان مجرّد منع مسيرة غير مرخص لها دعا إليها حزب واحد، قال إنه لا يحظى بانتشار واسع في الساحة السياسية في إشارة واضحة منه إلى التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، موضحا أن هذا الحزب أودع طلبا للحصول على ترخيص لمسيرته بالعاصمة قوبل بالرفض من طرف المصالح المعنية، وهو ما وصفه ب «الأمر العادي». وفي تلخيصه للوضع العام أضاف المتحدث بأن الذي حصل في الجزائر قبل أيام قد يحدث في الكثير من الدول على غرار فرنسا التي أكد بأنها «على الرغم من أنها تمنح حرية التظاهر لكن حدث وأن منعت السلطات في وقت سابق مسيرات أو غيرت في مسارها لاعتبارات أمنية مرتبطة بما كانت ستثيره من إخلال للأمن العام في فرنسا، وهو ما حدث في حالة مسيرة سعدي السبت الماضي».