أقدم صبيحة أمس، 4 شبان تتراوح أعمارهم ما بين 22 إلى 25 سنة، ينحدرون من بلدية سيدي عمار بولاية عنابة، على محاولة الانتحار جماعيا، بعد أن تمكن الأربعة من الصعود إلى أحد المباني الجانبية بمقر ولاية عنابة، حاملين أسلحة بيضاء وكذا قارورة بنزين وبدؤوا في ضرب أنفسهم الأربعة بالسلاح الأبيض وصب البنزين على أنفسهم أمام جموع كبيرة من رجال الأمن والسلطات الولائية، حيث طالبوا بحضور الوالي شخصيا للتفاوض معه والاستماع إلى مطالبهم المتعلقة بالشغل وإيجاد مناصب عمل لهم في القريب العاجل، إذ هددوا بحرق أنفسهم إن لم يسارع الرجل الأول بالولاية على محاورتهم، غير أن الوالي نزل إلى الشبان الأربعة وأقنعهم بالعدول عن فكرة الانتحار بعد أكثر من 20 دقيقة، وتقديمه لوعود جسّها أمام الجميع في مدة نصف ساعة من الزمن، وهي الوعود التي استحسنها الشبان الأربعة، وأنهى بذلك الوالي حلقة جديدة من مسلسل '' البوعزيزية'' التي انتشرت بقوة في الأوساط الشبانية في الآونة الأخيرة بالجزائر. وقد باشر والي عنابة مباشرة، بعد أن تمكن من إقناع الشبان الأربعة بالعدول عن فكرة الانتحار الجماع ونزولهم من فوق مبنى أحد زوايا الولاية، في تجسيد وعوده على أرض الواقع، ورافق الشبان شخصيا وفي خطوة رجولية وشعورا بروح المسؤولية إلى إحدى المؤسسات الوطنية من أجل تقديم المساعدة لهم للظفر على الأقل بعقد شغل وفق مؤهلاتهم العلمية والمهنية، أين اقتنع الشبان الأربعة بالمجهودات الجبارة التي بذلها مسؤول الهيئة التنفيذية برابع ولاية في الجمهورية، مؤكدين له في السياق بأنهم سئموا من تصرفات بعض المسؤولين على المستوى المحلي الذين ينتهجون سياسة الإقصاء والتهميش في حقهم، موضحين له بأن بعض المسؤولين المحليين يضربون تعليماته في بعض الأحيان عرض الحائط، غير مبالين بانشغالات ومشاكل الشباب والمواطنين، وهو الأمر الذي يزيد الطين بلة -حسب تصريحاتهم العلنية من فوق مبنى الولاية للمسؤول الأول عنها- شاكرينه على زيارته لهم بالمستشفى، أين تم إسعاف أحدهم.