توفيت بعدما ادعى زوجها أنها مصابة بمس لا يكاد يخلو منزل جزائري من مشاكل عائلية، " ت.حكيمة" أم لطفلتين ضحية مشاكل عائلية أدت بها إلى الموت في عز شبابها، قصة مأساوية رواها حميد و سليمة شقيقا حكيمة، التي راحت ضحية إمامين مزيفين بعدما خضعت للرقية الشرعية بهدف شفائها من بعض القلق الذي كانت تعاني منه، إلا أن القدر كان اكبر من ذلك، لتفارق الحياة ولم تفرح لابنتيها اللواتي يفتقدنها كثيرا. بدأت قصة الضحية "حكيمة" عندما عرض عليها زوجها كتابة وثائق منزلها على ابنتيها وبمراوغات كبيرة من اجل الاستحواذ على ممتلكاتها حسب ما أكده الشقيقان حيث كانت تملك منزلا ببومرداس، وآخر بالخروبة بالعاصمة ، رفض حكيمة وإصرارها على إبقاء ممتلكاتها باسمها دفع الزوج حسب الأخ إلى الادعاء أنها مصابة بمرض روحي أي مس من جن. و كانت الأم حسب رواية أختها سليمة قد لجأت إلى منزل والدها بعدما تشاجرت مع زوجها قبل 10 أيام من وفاتها في 19 ماي 2005، و أضافت محدثتنا أن ابنة المرحومة ذكرت أن أمها كانت تتعرض للضرب تقريبا يوميا ، ما جعل الفتاة التي تعيش اليوم عند الجد وترفض رؤية والدها للأسباب السابق ذكرها اقنع "ع. مراد" إخوة حكيمة بأن يجلب الراقي إلى المنزل لأنها كانت تعاني من اضطراب نفسي، جلب مراد راقيين من ولاية بومرداس إلى منزل والد الضحية، وحسب ما صرح به شقيقا حكيمة أن الإمامان هما "ب.منور" و "ا.مراد" اللذان أكدا لعائلة حكيمة أنها تعاني من تأثيرات السحر والجن ورفض دخول أي احد إلى الغرفة التي كانوا يرقون فيها بحجة أن زوجها فقط الذي يدخل حسب شقيق الضحية، استمرت الرقية إلى أربع جلسات، ولم تكن تعلم عائلتها بما يفعله الرقاة وزوجها داخل الغرفة من التاسعة صباحا إلى العاشرة ليلا، إلى أن أصبحت حالها جد خطيرة أثناء عملية الرقية الأخيرة حيث كانت تصرخ وتؤكد أنها تكاد تختنق، غير أن الراقيين استمرا في منحها الماء الممزوج بالزيت مما جعلها في حالة صحية خطرة وازرق وجهها . كسر أخ المرحومة باب الغرفة التي كانوا داخلها إذا به يجد حكيمة في حالة جد خطيرة استدعت أخذها إلى الحماية المدنية لنقلها إلى المستشفى أين لفضت أنفاسها الأخيرة هناك، و حسب تصريحات "حميد" أخ الضحية خلال زيارته ل"لنهار" فأن زوج حكيمة سبب في وفاة أخته، بدليل انه كان حاضرا مع الرقاة أثناء آخر جلسة رقية وتماطل في أخذها إلى المستشفى بافتعال مشادات كلامية مع أعوان الحماية المدنية، وكذا تظاهره بالإغماء أثناء سماعه بأن زوجته توفيت. وفي ذات السياق كان أهل الضحية قد حركوا شكوى ضد زوج ابنتهم و الإمامين بتهمة القتل الخطأ أين نطقت محكمة الحراش في 22 مارس المنصرم ببراءة المتهمين الثلاثة في حين التمس ممثل الحق العام بذات المحكمة بتسليط عقوبة 3 سنوات حبس نافذ لتطعن النيابة في قرار القاضي بالبراءة بتاريخ 24 مارس من نفس الشهر، وهو ما لم تتقبله العائلة التي أكدت على لسان أخ الضحية انه سيعاود النقض بالحكم.