السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: مشكلتي التي سأسردها من خلال هذه السّطور، هي نتاج معاناة إنسان ضاقت به الدّنيا، فأنا شاب خلوق ومهذب، أعمل بوظيفة جيدة، اخترت فتاة أحببتها من كل قلبي، لتكون شريكة حياتي، وبعد أن عرضت الأمر على أهلي، أبدوا مواقتهم، لكن شقيقتي الكبرى عارضت الأمر، لكون الفتاة أكبر منّي سنا، رغم أنّها تكبرني بعام واحد فقط، وبعد جهد جهيد في المحاولة معها، وافقت على مضض وتمت الخطوبة بسلام، بعد ذلك أخذت شقيقتي تحرض أهلي على خطيبتي، بأنها فتاة غير جديرة بي، ثم اتصلت بخطيبتي وروجت عنّي كلاما غير معقول، وأصبحت خطيبتي لا تطيق سماع صوتي، وتم فسخ الخطوبة، وعشت حالة نفسية سيئة للغاية، ثم طلبت شقيقتي منّي أن تزوجني صديقتها فرفضت، فلم تكن نفسيتي تسمح بالتفكير في هذا الأمر. بعد شهور تعرفت على فتاة غاية في الجمال والأخلاق والأدب، أحببتها وبادلتني الشعور نفسه، فقد أخبرتها بالحقيقة، وكانت خير سند لي في محنتي، قرّرت الزواج منها، فوافق أهلي إلا أن شقيقتي كالعادة، لم تعجبها هذه الفتاة لكونها قصيرة، فراحت تحرض أهلي عليها حتى وقف أهلي في صفها، وهكذا دمّرت حياتي للمرة الثانية، اعتزلت الدنيا وتدهورت حالتي النفسية، فشقيقتي تريد تزويجي بمن تعجبها، دون الإهتمام برأيي، فماذا أفعل؟ الرد: سيدي الكريم؛ لقد بلغت مرحلة النضج، فأنت رجل بالغ وراشد، لكنك إنسان ضعيف الشخصية، وإلا ما معنى هذا الإستسلام التام، لرغبات شقيقتك، ضعف شخصيتك هو الذي جعل شقيقتك بشخصيتها المسيطرة، تفرض عليك ما تريده هي، لا ما تريده أنت، لأنّها وجدتك سهلا ومطيعا، ومن الممكن التأثير عليك بكل سهولة لسلبيتك أمام إرادتها. ضعف شخصيتك، هو الذي يجعلك عاجزاً عن اتخاذ قرار يخصك، وغير قادر على حسم أمورك، فلا أعتقد إذن أنّك ستكون قادرا، على الإستقلال بحياتك أو تكوين أسرة. سيدي؛ إذا أردت أن تحيا حياة طبيعية ومستقرة، عليك أن تراجع نفسك، وأن تتعلّم كيف تكون أنت صاحب القرار في حياتك والإستقلال بنفسك، وهذا يتطلب أن تتخذ خطوات جادة، نحو تغيير سلوكك وتصرفاتك، حدّد لنفسك ماذا تريد بالضبط، لا ما تريده شقيقتك أو أي شخص آخر. تأكد ألاّ أحد يستطيع مساعدتك، إذا لم تتوقف عن تمثيل دور الضّحية العاجز، الذي لا حول له ولا قوة، في اتخاذ قرار الزواج، عليك أن تساعد نفسك بنفسك حتى تستطيع أن تتحرّر من عجزك، وبالتالي تستطيع التّحرر من سيطرة شقيقتك والقدرة على اتخاذ القرار. ردت نور