كشف الثوار في ليبيا، أمس، عن قيام القوات العسكرية والكتائب الأمنية التابعة لنظام القذافي باستعمال قنابل إسرائيلية الصنع في قصف المدنيين والثوار. واستعرض الثوار أدلة قالوا إنها تبين بالدليل والبرهان تعامل نظام القذافي مع الكيان الصهيوني لقمع الشعب الليبي وإخماد ثورته. وأظهرت مواقع مقربة من ثوار ليبيا، أمس، صورا لقنابل لم تنفجر، تحمل النجمة السداسية رمز دولة إسرائيل. وجاءت هذه الأنباء والمعطيات عقب اتهامات وجهت في وقت سابق للقذافي بإيفاده نجله سيف الإسلام إلى إسرائيل عقب اندلاع ثورة الليبيين، لطلب مد يد العون من تل أبيب مقابل منح الإسرائيليين امتيازات اقتصادية والشروع في تطبيع كامل معها. من جهة أخرى، شن قراصنة متعاطفون مع ثوار ليبيا، على مدار اليومين الماضيين، حربا إلكترونية غير مسبوقة على عدد من المواقع على شبكة الأنترنت، ذات الصلة بنظام القذافي. وشملت الحرب الإلكترونية، الموقع الشخصي للقذافي نفسه، إلى جانب موقع المخابرات الخارجية في ليبيا، وموقعا آخر لصحيفة الزحف الأخضر، بالغضافة إلى موقعي وكالة الأنباء الليبية وإذاعة صوت إفريقيا. وباستثناء الموقع الخاص للقذافي، لم تعد باقي المواقع المخربة للعمل، في إشارة إلى نجاح الثوار الإلكترونيين كسب المعركة على شبكة الأنترنت لصالحهم. أما ميدانيا، فقد شهد يوم أمس انتقال موجة المعارك الطاحنة بين الثوار وكتائب القذافي ومرتزقته إلى البريقة بعد هدوء ساد المدينة بضعة أيام، حيث كثّف الثوار من عملياتهم العسكرية التي تميزت بالكر والفر لتجنب المواجهة المباشرة وتفادي ميلان كفة القوة من حيث التعداد لصالح كتائب القذافي، كما كذب الثوار مزاعم أطلقتها وسائل إعلام ليبية حكومية تفيد بتمكن نظام القذافي من بسط سيطرته على المدينة بالكامل. وفي مدينة مصراتة، تأكد انشقاق عدد كبير من عناصر كتيبة حمزة عن نظام القذافي وانضمامه للثوار، مثلما أوردته ''النهار'' أمس، حيث قال موقع شبكة برق المقرب من الثوار أن اشتباكات مستمرة شهدتها منطاق واسعة من المدينة أمس، بين منشقين من كتيبة حمزة وقوات من كتيبة خميس القذافي. وسرعان ما تحولت تلك الاشتباكات إلى معارك ضارية ودامية انتهت بفرار عدد كبير من قوات القذافي وأسر آخرين. وفي قاعدة امعيتقة الجوية، أعلن ضابط طيار برتبة عقيد عن انشقاقه عن نظام القذافي وانضمامه للثوار، فيما جرى القبض على عدد من عناصر اللجان الثورية التابعة للقذافي في بنغازي ومحيطها، أين اعترفوا بوجود مخطط تخريبي في المدينة وإثارة اضطرابات داخلها تمهيدا لعودة قوات القذافي إليها والسيطرة عليها. وبشأن الوضع داخل العاصمة الليبية طرابلس، قالت منظمة حقوقية مقرها جنيف، أن معلومات موثوقة تفيد بوقوع عمليات اختطاف بالجملة لجرحى من داخل المستشفى، من طرف عملاء وكتائب تابعة للقذافي، موضحة أن مسؤولي إدارة مستشفى طرابلس المركزي تورطوا في تلك العمليات، عندما رفضوا تسليم جثامين ضحايا المظاهرات إلى ذويهم لتمكينهم من دفنهم في مقابر معلومة، فيما تم أخذ الجثث من طرف أشخاص غير معروفين نحو وجهات مجهولة. نفس الأمر جرى بالنسبة للجرحى في المستشفى، حيث قالت منظمة التضامن لحقوق الإنسان، إن العديد من الجرحى تم اختطافهم وأن ذويهم يجهلون مصائرهم.