واجه الفيلم الوثائقي "الجزائر: تاريخ لا يقال" للمخرج جان بيار ليدو الذي عرض الاثنين ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية في إطار الدورة الرابعة عشر لمهرجان تطوان الدولي للسينما المتوسطية انتقادات كثيرة سواء بالنسبة لموضوعه أو أسلوب معالجته· عرض الفيلم في "دار الثقافة" في المدينة ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية التي تتنافس تسعة أفلام فيها لنيل جائزة الفيلم الوثائقي في المهرجان الذي تدور فعالياته بين 29 مارس و4 افريل، ولعلّ اشد ما أزعج الحضور في فيلم هذا المخرج الذي يعيش منذ التسعينات في فرنسا كونه يستخدم الوثائقي ليعبّر عن ذاتيته ومفاهيمه بدل أن يستند إلى الوثائق والموضوعية كما هو حال الوثائقي عامة· و"الجزائر: تاريخ لا يقال" هو الجزء الثالث والأخير من ثلاثية أنجزها المخرج في السنوات العشر الأخيرة بدأت بفيلم "الحلم الجزائري" وكان ثانيها فيلم "الجزائر أشباحي"، تتمحور الثلاثية حول المنفى والوطن والحنين إليه من قبل المخرج وكثيرين ممن يعرفون ب"الأقدام السوداء" من الفرنسيين والأسبان والايطاليين الذين جاؤوا إلى الجزائر كمستعمرين إضافة إلى اليهود· ويعتبر الفيلم أنّ هؤلاء واغلبهم أصحاب مزارع حيث يشغّلون فلاحين جزائريين مدنيين ويغيب تماما كلّ الجوّ العام للاحتلال الفرنسي وما نتج عنه طيلة 130 عاما من قمع وإرهاب، واتبع الفيلم نهجا غريبا إذ استخدم قصصا شخصية وخاصة ليعممها، ويصوّر الفيلم أربع شخصيات جزائرية من سكيكدةوالجزائر وقسنطينة ووهران تروي واقعها الخاص وما عاشته أو ما قامت به خلال الحرب الجزائرية وخاصة في سنواتها الأخيرة· وانقسم المخرجون الجزائريون حول الفيلم فرأى البعض بأنّه يعتمد مغالطات كثيرة ويعزل أحداث الثورة عن واقع الاستعمار وينسى أنّها نتيجة له، واعتبر لمين مرباح المخرج الجزائري المعروف ورئيس لجنة القراءة والتقييم للافلام ان جان بيار ليدو الذي "قدم أعمالا سينمائية سابقة لا غبار عليها استغل ثقتنا به لينجز عملا شابته الكثير من نقاط الريبة والشك"· ( أ·ف·ب)