أستاذ اهتم بتكوين ابنه 5 سنوات على حساب الأطباء الآخرين قررت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، فتح تحقيقات موسعة حول أساتذة الطب وأبنائهم الذين يتابعون تكوينهم في مجال الطب في ذات المصالح، بعد ورود معلومات حول لجوء بعض الأساتذة إلى تكوينهم على حساب الأطباء المقيمين والمتخصصين. وأوضح مصدر مأذون ل''النهار''، رفض الكشف عن هويته، أنه حسب المعلومات الأولية المتوفرة لدى الوزارة الوصية، تبين وجود أستاذ في الطب، عكف لمدة 5 سنوات على تكوين ابنه، دون تكوين الأطباء المتخصصين الذي كانوا يباشرون تخصصهم تحت إشرافه، والعينات كثيرة، حيث سجلت في مستشفيات العاصمة، وباقي ولايات الوطن، وأشار ذات المصدر، إلى وجود ابنة أستاذ في الطب يعمل في أحد مستشفيات العاصمة، حيث أصبحت الآمر الناهي في المصلحة، لدرجة تحكمها في الأطباء المساعدين، والحالات عديدة، حيث سيتم إحصاؤها واحدة بواحدة. وأضافت ذات المصادر، أن أحد الأساتذة يعمل في شرق البلاد في مصلحة طب السكري والغدد، مارس ضغوطات كبيرة على الأطباء، أثناء تقييمهم في الامتحانات البينية التي تجري نهاية السنة بالنسبة للمقيمين، ووسط السنة بالنسبة للأطباء المساعدين، لدرجة اضطرار الأغلبية إلى الاستقالة، بالنظر إلى ظروف العمل القاهرة التي كانوا يعملون فيها. بالمقابل، حظيت ابنته التي تعمل كمساعدة بالتأطير والعناية الجيدة، ساهم في تحكمها الجيد في تخصص عملها على حساب الأطباء الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، ستشمل التحقيقات أساتذة الطب، وظروف عملهم مع المخابر الأجنبية، حيث تبين أن العديد منهم يعملون لفائدة المخابر مقابل رحلات إلى الخارج، في فنادق خمسة نجوم، بالإضافة إلى تقاضيهم مبالغ مالية معتبرة تمنح لهم في سرية تامة، شريطة أن يقوم الطبيب باعتماد الدواء في المصلحة، والسهر على وصف الأدوية المنتجة من قبل المخابر، زيادة على تسهيل مهام المندوبين الطبيين التابعة لها أثناء تواجدهم في المستشفيات، لدرجة تنظيم جلسات ترويجية للأدوية الجديدة داخل المستشفيات، دون تفطن الإدارة العامة لذلك، إذ تتم دعوة كل الأطباء من المصالح الأخرى الراغبين في التعامل مع المخبر، للمشاركة معهم. تجدر الإشارة إلى أن وزير الصحة، جمال ولد عباس، قام بتوقيف رئيس مصلحة العظام بالمستشفى الجامعي بالبليدة البروفيسور حميداني، بسبب الإهمال الذي لاقته مريضة كانت مقيمة بالمستشفى، حيث تعرضت إلى مضاعفات على مستوى ساقها إلى أن تعفنت بشكل كلي، مما استدعى نقلها إلى مستشفى الدويرة، أين تم بتر رجلها. قال إن الأطباء المقيمين تابعون لوزارة التعليم العالي، بقاط: ''مجلس أخلاقيات الطب لا يمكنه التدخل لعدم وجود شكاوى'' من جهته، أوضح الدكتور بقاط بركاني، رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، أن مجلس أخلاقيات المهنة، لا يمكنه التدخل عندما يتعلق الأمر بالأطباء المقيمين، كونهم في طور التكوين، إذ في حال تعرضهم إلى تجاوزات من طرف أساتذة الطب، فإن المخول الوحيد للفصل في المسألة، خاصة إذا تعلق الأمر بأبناء الأساتذة، الذين يتلقون تكوينهم في المصلحة التي يعمل فيها أحد الآباء، وأضاف أن المقيمين لا يحق لهم التسجيل في عمادة الأطباء الجزائريين، وقال بقاط، أنه بالنسبة للأطباء المساعدين، فيمكنهم إيداع شكوى على مستوى العمادة للبحث فيها، شريطة تقديم أدلة ملموسة على ذلك، عندها يمكن اتخاذ الإجراءات المعمول بها قانونا.