أزمة في المفاوضات وأنصار التنظيم المسلح يفضلون التصفية الجسدية دعا ناشطون في تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" الخاطفون بزعامة "عبد الحميد أبو زيد" إلى تنفيذ تهديداتهم وذبح الرهينتين النمساويتين المحتجزتين لديهم منذ 22 فيفري الفارط. وقد نشرت العشرات من النداءات من طرف ما يعرفون باسم "أنصار الجهاد" من مختلف البلدان العربية في عدد من المواقع الالكترونية المحسوبة على التنظيم المسلح. وكان التنظيم المسلح قد صعد في بيانه الصادر، مساء الاثنين، من لهجته واتهم النمسا بالمراوغة، "وقد أبدت النمسا استهتارا ولا مبالاة بشأن مواطنيها، ورغم مرونة المجاهدين في مطالبهم المشروعة" وأعلن ذات البيان عن تراجع الخاطفين عن مطالبهم الأولى والتي اعتذرت النمسا عن تلبيتها والمتمثلة في إطلاق سراح مجموعة من الإرهابيين المعتقلين لدى الجزائر و تونس و على رأسهم "عبد الفتاح أبو بصير" أمير سرية العاصمة و"سمير مصعب" المنسق الوطني للتنظيم المسلح "لقد تنازل المجاهدون خلال المهلة الأخيرة الممنوحة في شروطهم الأولى" ولم يحدد البيان الأخير للقاعدة مهلة جدية لنمسا مما يعني أنها مهلة مفتوحة و أخيرة، قد تنتهي إما بالتراضي و إطلاق سراح الرهينتين أو تنفيذ تهديدات جماعة أبو زيد و قتلهما. وأثنى أنصار التنظيم المسلح في عدد من الدول العربية على تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" على حسن معاملته للأسرى "..ذكرتمونا بحسن أخلاق المسلمين في التعامل مع الأسرى"، فيما ناشد آخرون التنظيم بقتل الرهينتين "نناشد مجاهدي المغرب إن لم يفكوا أسر إخواننا، أن ينحروا الرهينتين و يصور هذا و ينشروه في كل مكان" وشدد بعض المؤيدون من حدة اللهجة وطالبوا بالتنكيل بالرهينتين وعرض الصور على الانترنت " سلخ جلد الرجل من رجله إلى رقبته و هو حي و يعرض على cd و يوزع هدية للغرب، و ليعلموا أن دماء المسلمين لن تذهب هدر ...أما المرأة فترمي بالرصاص و لا تسلم الجثث". وفي السياق ذاته، دعا أحد المتدخلين الفاعلين إلى التعامل مع النمسا بالمثل فهي تذل الأسيرين المسلمين و هي لا تتعامل بجدية مع القضية "..فتمادوا في غيهم وكبرهم فاكسروا كبرياهم بذبح العلجين ...والمرة القادمة يستجيبوا بسرعة لأنهم قد تعلموا الدرس". ومن جانب آخر طالب بعض الناشطون البارزون في القاعدة من الخاطفين بالمغرب الإسلامي بالسعي لاختطاف المزيد من السياح و الرهائن حتى يبن للعالم مدى قوة التنظيم " ..و لتسعوا لاختطاف المزيد.." و اقترح آخرون على تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي إمهال النمسا المزيد من الوقت لتلبية المطالب." اقترح على المجاهدين إعطاء النمسا مهلة جديدة و أن شاء الله سيكون خيرا " وأضاف "إبقاء أسرهم حتى تستجيب النمسا لطلبكم بتحرير الأسير و زوجته و سحب ضباطها من أفغانستان و دفع تعويضات عن عملهم " بينما طالب آخر بقتل الرجل و إطلاق سراح المرأة لكن هذا الاقتراح عقب عليه الكثير من المشاركين ".. أسرانا في سجونهم يذوقون أسوأ ألوان العذاب، و النساء في أبو غريب و سجون الطواغيت يغتصبن و تدنس أعراضهن.." كما انتقد بعض المتدخلون الأطراف الإسلامية الداعية لتحرير الرهينتين و على رأسهم الشيخ القرضاوي رئيس الهيئة العالمية لعلماء الإسلام " ..و القرضاوي الكذاب يخدع الناس و يقول أن النمسا لا عداء لها معنا و أنها ليس لها قوات البتة في أفغانستان". و انتقد أحد المتدخلون الاقتراحات الداعية لقتل الرهينتين " إذا الدولة النمساوية لم تطلق صراح الأخ و زوجته المعتقلين في سجونهم وأعتقد من الأفضل إبقاء أسراهم". ويبقى مصير الرهينتين معلقا إلى حين تبين موقف نهائي من النمسا إزاء مطالب "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" خاصة فيما تعلق بتسديد الفدية و التي تقدر بأكثر من خمسة ملايين أورو.