قال عبد الكريم غريب سفير سابق بدولة مالي، أن الجزائر لم تتخذ الموقف الصائب في عدم التدخل في الشأن الليبي، متحججة في ذلك بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مؤكدا أن ما يحدث في ليبيا يهم الجزائر وكان عليها التدخل وفرض موقفها، خصوصا أن التدخل الأجنبي في الوضع أصبح يشكل خطرا على الجزائر والمنطقة. وأضاف السفير السابق أمس، خلال تدخله في ندوة فكرية نشّطها العقيد المتقاعد الحاج بن دوخة بمركز البحوث الإستراتيجية والأمنية بالعاصمة، أن الجزائر كان من الممكن أن تتخذ موقفا وقرارا واضحا بخصوص ما يحدث في الدولة الجارة، مؤكدا أن الأمر يتعلق بأمن المنطقة بكاملها. وانتقد المتحدث تأخر السلطات الرسمية الجزائرية في تقديم موقف رسمي حتى يتبين للشعب الموقف الصائب، حتى لا نترك المجال لأية جهة في التأثير على الرأي. وفي نفس السياق، اعتبر عبد الكريم غريب تصريحات وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبي بمثابة إهانة، ودعا في هذا الصدد إلى عدم إعطاء أية فرصة بدورنا لأي كان التدخل في الشؤون الداخلية، للعب الدور الإستراتيجي بالمنطقة. وحذّر السفير خلال تدخله من الخطر الأمريكي والتدخل الأجنبي في ليبيا، معتبرا إياه خطرا كبيرا على المنطقة، خصوصا أن أمريكا ترغب في إقامة حليف بالمنطقة، مؤكدا أن ما يحدث في ليبيا هي مؤامرة تحاك ضد ليبيا والمنطقة، ودعا عبد الكريم غريب إلى توضيح القضية الليبية للشعب بأنها مؤامرة تحاك ضد المنطقة. وخلال الندوة قدّم العقيد المتعاقد الحاج بن دوخة الملحق العسكري السابق لسفارة الجزائر في واشنطن ندوة فكرية حول دور الجيش في صناعة السياسة الخارجية الأمريكية، موضحا كيفية تدخل المؤسسة العسكرية الأمريكية في دعم السياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية لفرض استراتيجيتها من أجل بسط نفوذها وقوتها على الموارد الطبيعية الموجودة في العالم، ومراقبة البضائع في نقاط العبور في بعض المعابر، وذكر العقيد المتقاعد أرقاما عن ضخامة الميزانية التي تخصصها أمريكا لهذا الغرض.